نظم نادي الفكر والتنوير التربوي حفل توقيع المجموعة القصصية “الأرض البعيدة” يومه الخميس 12 نونبر 2015 بثانوية الفضيلة التأهيلية بتافنكولت إقليم تارودانت. وقد عرف الحفل حضورا مكثفا من قبل التلاميذ والأساتذة والإدارة التربوية للمؤسسة.
سير المداخلات الأستاذ والكاتب إبراهيم أكرضان، معرفا بالكاتب / ابن زاكورة ومسيرته العلمية وكتاباته وبالمجموعة القصصية. إذ بين في البداية إلى أننا نحتاج إلى شباب جديد يضخ دما ونفسا جديدا في عملية الكتابة. ويُعْتَبر الكاتب والقاص عبد العزيز بلفقير من بين المبدعين الذين يقتحمون عالم الكتابة بأسلوب شيق ورائع.
بعد ذلك أعطى السيد المسير الكلمة للسادة المتدخلين الذي أعدوا أوراقا نقدية حول هذا العمل. فكانت أولى المداخلات للأستاذ الواعد حفيظ بوشيخة الذي أعد ورقة شيقة في الموضوع مشيرا فيها إلى تيمة الوجع: وجع الأرض، وجع الذات، وجع الإنسانية قاطبة. ثم ناقش العنوان ودلالاته مشيرا إلى أهميته في الدراسات النقدية، خصوصا عند جيرار جينيت الذي يعتبر عنده بالنص الموازي، كما أشار الأستاذ محمد بوشيخة إلى أن “الأرض البعيدة”هي مجموعة قصصية فريدة لأنها تخاطب الذاكرة الجماعية. وأخيرا أشار إلى أن الجديد في العمل هو أن العنوان في المجموعة يمكن أن يكون عنوانا لأي قصة داخل المجموعة، إضافة إلى طريقة السرد ولعبة الإيهام بالواقعية.
وفي مداخلة الأستاذ رضوان الحداوي نجد أنه حرص على قراءة العمل من الناحية التاريخية والجغرافية باعتباره متخصصا في هذا المجال، فأشار إلى أن القصص داخل المجموعة القصصية “الأرض البعيدة” تحمل بعدا تاريخيا من خلال محاربة المستعمر من قبل إنسان الجنوب الشرقي، الذي دافع باستماتة عن أرضه وأرض أجداده، كما أن القصص تحمل هموم الإنسان، من خلال الصراع الطبقي بين من يملك المال ومن لا يملك شيئا. ناهيك عن دور المكان في تطوير الأحداث وتحريك الشخصيات. وأنهى مداخلته بالحديث عن خصوصيات اللغة، مبرزا أن المجموعة تخاطب القراء قاطبة على اختلافهم.
وانتهى الحفل بفتح باب المداخلات، فتدخل مجموعة من الأساتذة والإداريين والتلاميذ الذين حاولوا الاستفسار عن دلالة العنوان، ودلالة الصورة، وعن بعض المواضيع والظواهر التي عالجتها المجموعة القصصية.