إبراهيم خليل شردودي
نظرا للتطور العمراني و المدیني وللأنساق الاقتصادیة و المعیشیة الحدیثة، بدأت العدید من أنماط العیش في الأفول والانقراض لیندثر معھا كل مظھر سوسیو ثقافي و تراثي وحضاري, لذا استرعى اھتمامي ثقافة الرحل، ھذا النمط الذي ھو في طور الانقراض في بلادنا.
و أردت من خلال ھذا الوثائقي حول مھرجان یعنى بثقافة الرحل و نمط عیشھم »مھرجان الرحل« أن أقارب ھذا الموضوع و لو في مستواه الثقافي و الغنائي , و سلطت الضوء على المھرجان و تاریخه اعتبارا لكونھ في اعتقادي محاولة جادة لصون ھذا التراث اللامادي و لحظة تكثیف لمظاھر ھذا النمط من العیش.
وبناء على ما سلف اخترت أن اسلط الضوء بعدسة الكامیرا على موضوع الرحل و نمط عیشھم من خلال مھرجان الرحل الذي ینظم كل سنة بمنطقة “محامید الغزلان” , إقلیم “زاكورة”جھة “درعة تافیلالت” بتاریخ 6,5,4 أبریل, إیمانا منا بأن للصورة والصوت دور كبیر بل مركزي في توثیق لحظات كھاتھ.
أردت أن اقارب ھذا الموضوع من وجھة نظر مسافر أو راحل نحو الرحل حیث اخترت لھذا الوثائقي عنوان » رحلة إلى الرحل «, فكان لزاما علي أن اوثق كذلك جزء من الرحلة, لان ھذا الإختیار الذي یختلط فیھ الذاتي بالموضوعي, الذاتي )أنا السارد, المسافر, الراحل, …(, الموضوعي ) المصور, الصحفي, و الموثق…(, وھكذا شكلت )أنا السارد أو أنا المسافر( شرطا ذاتیا لفعل التصویر بما یشكل ذلك من انعكاس مشاكل السفر قصد إنتاج ھذا الفیلم الوثائقي.