زاكورة نيوز/بلاغ
يشهد العالم اليوم الكثير من صور الشر و الصراع، بحيث أصبحت ترهب الانسان و تجعله يشعر بالخوف من المستقبل و عدم الاطمئنان. خاصة أن بعض وسائل الاعلام و الاتصال ساهمت في سريان هذا الشعور الكوني بين البشر. بالفعل و ما تنشره اليوم هذه الوسائل من صور القبح و الشر، على شكل تقتيل و دم و دمار تخلفه و تمارسه كائنات بشرية في مكان ما من العالم بحروبها و نزاعاتها تجعلنا اليوم امام عالم معيف، عالم قاتم يعود بنا إلى ما وصفه توماس هوبس قبل قرون بحالة الطبيعة.
إن فكرة السلام الدائم للإنسان مع نفسه و كذا إلى جانب غيره سواء تعلق الامر بالأخر المجتمع أو الاخر الفرد. هي على ارتباط وثيق بفكرة الوعد العظيم بالتقدم غير المحدود و السيطرة على الطبيعة لتحقيق السعادة و الرفاهية المطلقة للإنسان إنها محاولة لطيفة لتجاوز مشروع كوني قاتل نحو سلام دائم، بحيث فكر الكثير من الفلاسفة في سبل التمهيد لتحقيق السعادة للإنسان على اختلاف تصورهم لها.
أمام هذا الاحساس يحل الجمال بمختلف تمظهراته الطبيعية و الثقافية، لخلق السكينة و إعادة الشعور الانساني بالهدوء، طبعا فقد يكون الفن هو الذي سنقد العالم من براثين الشؤم و النزعات التشاؤمية، من السوداوية بمختلف أوجهها، بحيث سيفتح أمام الانسان أفقا من الامل بدل الالم على اعتبار أنه تعبير على قدرة الانسان على انتاج الجمال في أشكاله الثقافية المختلفة، فالمسرح و الموسيقى و المعمار و التشكيل والسينما و التصوير و الادب … و كل ما هو مرح و فرح لا يمكن إلا أن يساعد على سمو الانسان و إخراجه من ظلمات الاستبداد و الخوف و الجمود.
تحملنا هذه الحاجة الملحة إلى الجمال و الفن بمختلف أشكاله السبعة إلى ضرورة التلاقي بين منتجي الجمال و الفلاسفة
و علماء النفس لدفعهم نحو فهم اعمق للرسالة و من أجل السمو بجمالهم إلى المستوى المثالي، إنها كذلك محاولة افتحاص للعلاقة الثنائية بين المؤدي و المتلقين.
داخل هذا الهم تندرج محاور الملتقى الوطني AGORA الثاني للفكر الانساني الذي سينظمه منتدى الاختلاف أيام 8،7،6 أبريل 2018 بمدينة زاكورة و ذلك بحضور العديد من اهل الفلسفة و الفن و الاعلام و التربية. فالغرض هو استشكال دور الجمال و الفنون في علاقتها بالحياة ذ؟كمرح و أمل. علما أن منطقة درعة هي مهد الفن، الفن الاصيل و التلقائي. فهذه المنطقة مزالت تراعي الفن و تعتمده في الحياة الاجتماعية على اختلاف مستوياتها، من هذا المنطلق سيتم معالجه الظاهرة تأسيسا على المحاور التالية:
الفن و الانسان : تأملات في الفلسفة و الادب.
دور الفن في الحياة: مقاربة تاريخية.
الفن و الجمال في منطقة درعة: الخصوصية المحلية و الامتداد و الكوني.
كيف يمكن للجمال و الفن أن ينقذ العالم؟
ما السبيل إلى وسائل إعلام علاجية؟