الجمعة , يوليو 4 2025
أخبار عاجلة

عضو المجلس العلمي بزاكورة يرد على مسيرات كورونا الليلية: خالفتم الشرع

خالد الرقيبي خطيب مسجد محمد السادس وعضو المجلس العلمي المحلي لزاكورة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي المصطفى الكريم؛ وعلى آله وصحبه الغر الميامين…
وبعد؛
فبعد الإشادة والتنويه بما يبذله المغاربة (كل في مجاله وتخصصه وحدود تدخله…) من جهود مباركة للحد من انتشار وتفشي هذا الوباء الخطير، وبالتزام أبناء الشعب واحترامهم للتدابير والاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات الوصية وأعلنت عنها ودعت إلى الامتثال لها…وهذا كله يبعث على الفرح من جهة والفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الكرام أهله من جهة ثانية…
والالتزام بكل الإجراءات والاحتياطات المتخذة في هذا الصدد واحترامها وتنفيذها من صلب شرعنا الحنيف، الذي جعل حفظ الأنفس من أهم مقاصده؛ ورغب في كل يصلح النفس ويحفظها، وحذر من كل ما يلحق بها الضرر والأذى…فأخذ الحيطة والحذر للحفاظ على الأنفس؛ مطلب شرعي وأمر ضروري في كل عصر ومصر؛ وبشكل أخص في أوقات الأزمات وفي أماكن التهلكات، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأخذ الحذر من العدو “يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا…” (سورة النساء الآية 70) وقد يقول قائل إن سياق الآية يتحدث عن الجهاد ولقاء العدو…نقول أي نعم ولكن أليس هذا الوباء الذي أرعب العالم وأزهق أرواحا …بعدو؟! إنه من أخطر الأعداء فوجب الحذر والاحتراز منه قال صاحب الكشاف رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية ( …خذوا حذركم…) ” يقال أخذ حذره إذا تيقظ واحترز من المخوف كأنه جعل الحذر ألته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه…والمعنى احذروا وتيقظوا من العدو ولا تمكنوه من أنفسكم ”
فالحذر واجب شرعي والمؤمن مطالب به لأن المؤمن ليس بغافل ولا سادج بل هو العاقل الفطن الذي يبتعد عن الطيش والغفلة والتهور وقصر النظر…
لذلك فاحترام الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة هذه الأيام واجب على كل واحد منا ومن تمرد وامتنع عن التقيد بها فهو خارج عن الجماعة ومنشق عن أمته وقد ارتكب محظورا شرعيا وخالف الشرع الذي أمره بطاعة أولي الأمر(العلماء والامراء) الذين أجمعوا على أن الخروج من البيوت (لغير ضرورة) ممنوع…
والذين خرجوا للدعاء والتضرع خالفوا الشرع وجانبوا الصواب فلو كان خروجهم بهذا الشكل الجماعي(الفوضوي) مشروعا للذكر والدعاء … لما أغلقت المساجد وهي أطهر البقاع وأحبها إلى الله تعالى ولكن الضرورة حتمت على علمائنا (أعضاء الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء التابعة للمجلس العلمي الأعلى) جزاهم الله خيرا -بطلب من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده- إصدار فتوى بإغلاق مساجد الملكة نظرا للظرف الخطير الذي تمر منه البلاد وحتى لا ينتشر الوباء في الناس انتشار النار في الهشيم…
وبعض الناس يرد على دعوتنا إلى الاحتياط والاحتراز والحذر بأن هذا ضعف في الإيمان وقلة التوكل على الله وهروب من قضائه وقدره…والصواب أن الإيمان والتوكل لاينافيان الاحتياط والاحتراز والأخذ بالأسباب فقد عرف بعض علمائنا التوكل بأنه “جماع الإيمان ونهايته تحقيق التوحيد وهو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب”
وقد أخرج الإمام الترمذي في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟” (يقصد ناقته) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” اعقلها وتوكل”
وفي الصحيحين(البخاري ومسلم) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما همَّ بالرجوع من الشام لما سمع بالطاعون فيها فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه: “أفرارا من قدر الله؟” فقال له عمر رضي الله عنه: “لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة؟ أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟” قال فجاء عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه وكان متغيبا …فقال إني عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه” فحمد الله تعالى عمر رضي الله عنه وانصرف.
نجدد الدعوة إلى الحيطة والحذر والمكوث في البيوت(إلا للضرورة) واحترام الاحترازات المتخذة وعدم تكسيرها بخرقها أو بالتنقيص من شأنها أو بالتحريض على عصيانها…
كما نؤكد على أهمية الدعاء والتضرع والاستغفار في دفع البلاء والباء، لكن كل ذلك في البيوت وأفضل التضرع ما كان مناجاة بين العبد وخالقه نسأل الله تعالى أن يعجل بفرجه؛ وأن يلطف بعباده؛ وأن يحفظ بلدنا وسائر البلاد من الفتن والمحن والأوبئة.
فرج الأمر علينا سرعة
إنما الأمر علينا عظما
واستجب منا دعانا كرما
يا كريما أنت رب الكرما
يالطيف يالطيف يالطيف
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *