زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
قانون مدونة الأسرة جاء بهفوات عميقة ، ما منح قاضي الأسرة السلطة التقديرية للموافقة على تزويج قاصرات بالمغرب ، دون الرجوع الى القدرة الصحية و البنية الجسدية و الى الخبرة الطبية ، حتى ارتفع عدد تزويج القاصرات بالمغرب مثلا سنة 2014 بنسبة 2.8 في المائة مقارنة مع سنة 2012 ، بسبب بحث و انتقال أهالي البنت المراد تزويجها ، الى مناطق أخرى للحصول على أذونات التزويج ، وهي أفعال و قضايا يقول المحامي (عبد المجيد ع) بهيئة مكناس ، كان من المفترض أن تكون قد انتهت مع اقرار المدونة ، لكن العكس بسبب التحايل على بعض الفصول التي يتم استغلالها بشكل شنيع….كلام السيد المحامي جاء خلال يوم دراسي حول موضوع زواج القاصرات تحت شعار :” تزويج القاصرات : بيدوفيليا مجتمعية تكفلها الأعراف و التقاليد ” يوم الأحد 26 نومبر 2017 بالرشيدية ، من تنظيم شبكة الجمعيات التنموية بواحات الجنوب الشرقي بشراكة مع حركة الهامات المغرب و جمعية أصدقاء الطفولة و الشباب .
الأستاذ (ع.ع.) أضاف في مداخلته ، متحدثا عن ذهنية المجتمع المغربي المحافظة ، التي لا تقبل التحديث و مواكبة العصر الذي يسير بخطة سريعة ، مبرزا عدد النصوص القانونية الموجودة ، لكن تطبيقها يتجه في الاتجاه المعاكس ، كتوثيق العقود التي حددت في أجل خمس سنوات من تاريخ دخول مفعول المدونة ، حيث هذا الاستثناء أصبح قاعدة … وتطرق أيضا إلى تداعيات الاستغلال والتحايل البشع على الفصل 16 من أجل ترسيخ ظاهرة زواج آلاف القاصرات والسماح بالتعدد وتوثيق الزواج الثاني دون أن يطلب من الزوج إبراز الوثائق القانونية التي تشترط المدوّنة وجودها لإبرام العقد.
من جهته تحدث( عبد الله س. )رئيس الشبكة ، عن أسباب تزويج القاصرات بمناطق الجنوب الشرقي خاصة ، والتي أرجعها الى أسباب متعددة منها الفقر و الأمية و الجهل و عوز العائلات والخوف من العار و ضعف التمدرس و تقاليد و أعراف المنطقة المحافظة المتمسكة بها (املشيل ، أتربات ، امزيزل ، تنغير ، ألنيف … نموذجا ) .
رئيس شبكة الرادوز ، تحدث أيضا عن أدوار المجتمع المدني المتعددة ، من بينها تقديم العرائض ، التي نص عليها دستور 2011 وخاصة منها الترافع لدي الجهات العليا ، حيث ذكر بتوفير 5000 توقيع في كل عريضة ، شريطة أن يكونوا مسجلين في اللوائح الانتخابية ، وهو أمر يقول (س.ع.) صعب المنال وهو خرق يسقط فيه المجتمع المدني . مضيفا أن التحسيس بمخاطر تزويج القاصرات يمر عبر التوعية والتحسيس الايجابي ، ينخرط فيه فاعلين و مرشدين دينيين و الاعتماد على تمدرس الفتيات دون انقطاع .
(خديجة ب.) سيدة عاشت مأساة زواج القاصرات بمدينة الرشيدية ، قدمت شهادة صادمة أمام المشاركين بشجاعة خارقة ، ما جعل الحاضرون يقفون لها وقفة اجلال لها و لصمودها و تحديها لكل المتاعب التي صادفتها أمام زوجها الذي تقدم لطلب يدها و هي في ريعان شبابها لا تتجاوز الخمسة عشر ربيعا ، وهي تلميذة بارزة و متفوقة في دراستها الاعدادية، لكن التقاليد العمياء للوالدين ، أرغمها على التزويج من رجل يدعي الثقافة و الاحترام ، موظف ، وعد أبويها بمتابعة دراستها ، لكن بعدما دخل بها ، أرغمها على البقاء في المنزل ، لتبدأ المأساة الحقيقية للفتاة ، ما جعلها تفارق زوجها في ظروف عصيبة وغير انسانية ، لكن صبرها و ثباتها و اصرارها تقول خديجة ، جعلها ترجع الى القسم و تواصل نجاحاتها بعد انقطاعها الذي لم يدم سوى سنة واحدة الشيء الذي زاد من اصرارها على ركوب المناهج التعليمية بكل تفان ، الى أن حققت ما كانت ترغب فيه ، وهي اليوم أستاذة التعليم الثانوي و حاصلة على ماستر و تهيئ لشهادة لنيل الدكتورة في مادة اللغة الفرنسية .
وكشف اللقاء كذلك ، عن أمهات عازبات أخريات قدمن شهادتهن بكل جرأة وهن اليوم يتابعن دراستهن بكل حرية و تجرد دون خلفية ماكرة تخدش حياتهن كما عبرن في تدخلاتهن ، ليتبين في الأخير أن جهة درعة تافيلالت خاصة اقاليم ميدلت ، الرشيدية و ورزازات و تنغير ، الأولى وطنيا من حيث نسب تزويج طفلات قاصرات دون السن القانوني المحدد في مدونة الأسرة و الذي هو 18 سنة .
