الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة

أگدز، إقليم زاگورة: الشباب والحريات: أي مقاربات؟

نظم منتدى الأوتاد للثقافة والفن «ملتقى أگدز للإبداع تحت شعار: الشباب والمشاركة المواطنة»، ولقد صادف هذا الملتقى في الترتيب الدورة الرابعة من ملتقاه أوانها يوم 07 من شهر أبريل من العام 2016 و8 منه و9 و10. وكما ورد في وثائق الملتقى فإن أكدز التي تقع «في الجنوب الشرقي للمملكة على طول ضفاف واد درعة»، بإقليم زاگورة، عرفت تدخل بعض الفاعلين كنحو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني والمجلس الإقليمي لزاگورة والجماعة الترابية وغير ذلك مما جعل ملتقى أكدز يندرج «في إطار تنفيذ المخططات الإستراتيجية لإقليم زاگورة، الرؤية الإستراتيجية لسنة 2020 والمخطط الإستراتيجية لتنمية المناطق المنجمية ومحيطها» المخططات التي تروم «تشجيع كل الأنشطة الثقافية والفنية للتعريف بالموروث المادي واللامادي للمنطقة والمساهمة في خلق تنشيط ثقافي مجالي يروم تنمية متكاملة ومستدامة للإقليم». ويعنينا ضمن الملتقى ندوة «الشباب والحريات، أي مقاربات؟» التي صادف جريانها عشية يوم السبت 09 من شهر أبريل من العام 2016 في دار المواطن بأگدز بإقليم زاگورة. نوَّل المنظمون الحاضرين ملفا يحوي أرضية النقاش وورقتين فارغتين وقلم أزرق. والأرضية في مجموعة من العناصر غير المترابطة أدبيا لكنها تستغرق سياق الموضوع كنحو «حرية الإنسان هي أعز ما يملك، وهي قوام حياته ووجوده وأساس بناء المجتمع» وكنحو«الحرية الفردية في المذاهب الفكرية المختلفة» أي: في مذهب أفلاطون الذي وقف عند «العلاقة بين الدولة والفرد» بحيث يخصص «الاحترام للأحرار دون العبيد». وفي مذهب أرسطو تلفى أن «الدولة تمكن الفرد من تحقيق غاياته عن طريق القوانين». وأشار شيرون أن «الدولة نظام ضروري لكل مجتمع إنساني. ولم يغفل بصدد ذكر الحرية الفردية ميكيافيلي الذي يحسب «سيادة الدولة حتى على حساب حرية الفرد» انطلاقا من الشعار المشهور: «الغاية تبرر الوسيلة» وحوت الأرضية «الحرية الفردية في المواثيق الدولية» التي أريد لها أن تنجلي في خمس نقط:

– عصبة الأمم المتحدة، الاعتراف بقيمة الفرد في المجتمع: الاعتراف بقيمة الفرد في المجتمع الدولي بهدف تطبيق العدالة والمساواة في معاملة الأقليات.

– منظمة العمل الدولية 1919- إعلان فيلاديلفيا المكمل 1944

– الإعلان العالمي لحقوق الإنسان1948 تضمن قائمة كاملة للحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية للإنسان في ثلاثين مادة.

– الاتفاقيات الجماعية: قانون جنيف 1949.

وأما «الحرية الفردية في الشريعة الإسلامية» فانتظمت كعنصر في الأخذ بعين العناية أن«الله سخر الكون لخدمة الإنسان»، وأن«الإسلام دين ودنيا»، و«الحرية العقلية والمساواة مبادئ لصيقة بالعقيدة الإسلامية، لأنها في الاسلام شاملة وعالمية بمقدار شمولية الإسلام ذاته وعالميته». وتضمن العنصر الأخير «الحرية الفردية في الشريعة الإسلامية» بعض الاستشهادات من ذلك الآية 256 من سورة البقرة والآية 32 من سورة المائدة والآية 45 من السورة ذاتها.

انطلقت الندوة بكلمة مسير الجلسة [لا أعرف اسمه]، الذي أخطر أن خمس دقائق هي التي تفصل أوان استهلال الندوة عن صلاة العصر. لذلك واجهه الإكراه التالي: هل تستمر الندوة إلى حين إدراك وقت الصلاة ثم تتوقف لمدة عشر دقائق، أم يستحب أن تنطلق الندوة غبه، أي: بعد آداء صلاة العصر؟ طرح هذا السؤال للحصول على رأي القاعة، فاستقر الرأي على انطلاق العمل إلى حين إدراك وقت الصلاة، دام ذلك النقاش دقيقة و15 ثانية.

«…مرحبا بكم أيها الحضور الكريم، في إطار الندوات التي يعقدها منتدى الأوتاد للثقافة والفن في ملتقى أكدز للإبداع في دورته الرابعة. وإن المنتدى لينظم مجموعة من الندوات وهذه الندوة أولاها، وموضوعها شيق أثار الكثير من الأسئلة، وقيل عنه إنه إشكال حقيقي. لا شك أنكم تعرفون أن كل الأديان وكل نواميس الإنسان .. قيل عنها إنها تتحقق بالتزام الفرد الواجب.. وقيل كذلك إنها تحرير الفرد من القيود الاجتماعية بل ألا يكون الإنسان مذعنا لغيرها، وقيل عنها إنها إرادة الإنسان ألا يكون عبدا لغير الله…تلكم هي الحرية إذن أعز ما يملك الإنسان وهي قوام حياته ووجوده وأساس بناء المجتمع. ولمناقشة هذا الموضوع واستثماره بشكل كبير نستضيف اليوم الأستاذ والدكتور أحمد أيت المقدم، ممثل الرابطة المحمدية للعلماء بزاگورة وهو غني عن التعريف. الأستاذ أحمد أيت المقدم أستاذ مادة التربية الإسلامية بثانوية إدريس الأول» لم يذكر السيد المسير أين توجد هذه الثانوية ويغلب على الظن أنها بمدينة زاگورة «وهو باحث أكاديمي له مجموعة من المؤلفات تحت الطبع» لا بأس أن نذكر بعض أسمائها: أولا، الإنفاق والمسألة الاجتماعية في الفقه الإسلامي المعاصر، وثانيا كتاب الفقه المقصد العلمي للوقف في الفقه الإسلامي، وكتاب التربية العقلية في الإسلام، و…مظاهره وأسبابه ونتائجه، والمظاهر الواقعية في الفكر الإسلامي. نجتمع اليوم، إن شاء الله في مقاربة موضوع (الشباب والحريات أية مقاربات: لن أطيل عليكم سأمنح الفرصة للسيد أحمد ليقدم بداية الحرية من مفهوم وجهة نظره، ولينطلق مشكورا) وللإشارة فقد خصص له خمسة وعشرون دقيقة.

يقول الأستاذ أحمد أيت المقدم بعد البسملة والتصلية «اسمحوا لي في مستهل هذه الكلمة أن أتقدم بالشكر الجزيل لمنتدى الأوتاد الثقافة والفن وكل عناصره التي تشتغل في صمت وفي واضحة النهار كما نلاحظ الآن، وهذا الذي نعيشه يعتبر عربونا واضحا على أن هذا المنتدى يتحرك ونتمنى له التوفيق كما أني مسرورا جدا وأنا أتواجد هنا [أوجد هنا] مع أستاذي الفاضل الذي أشاركه هذا الندوة، أتشرف بمشاركته في تناول هذا الموضوع كما أشكر السيد المسير على حسن إدارتة الأمور والسيد المقرر. إن الموضوع الذي سأتناوله، كما طلب مني هو «مفهوم الحرية عند الشباب من المنظور الشرعي، أية مقاربة شخصية مزاجية ترتبط بالعقل بل هي مقاربة مرتبطة بالمرجعية الدينية التي تستوعب الفكر الأصيل وكذلك تنفتح على الفكر المعاصر والفكر الحقوقي والفلسفي أيضا، ففي الكلمة التمهيدية، وإني أريد أن أقدم لكم الخطة، أي ان هذا الموضوع سأتناوله من خلال بعض المباحث، إذ يدور المبحث الأول حول مفهوم الحرية في جانبه اللغوي والاصطلاحي، وكذلك الحرية في الجانب الفقهي وأما البحث الثاني فسمته الضوابط الشرعية للحرية، والمبحث الثالث مظاهر الحرية في الإسلام سأتناول فيه حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الآداء الاجتماعي في المقدمة أقول من أكثر القيم التي تستأثر بالاهتمام اليوم قيمة الحرية، منها الحرية الدينية. ولا يكاد يخلو محفل عالمي أو محلي من الحديث عن الحرية في أبعادها المختلفة وخاصة البعد الديني لأجل ذلك أقيمت المؤسسات وأنشئت المنظمات، وانتظمت المؤتمرات والمحور دائما هو المطالبة بالحرية والنضال من أجل الحرية الحصول عليها، ومقاومة الاعتداء عليها. والعالم الإسلامي يتوافر على الحجم الكبير من هذه المناشط، وذلك لأن الحرية فيه تعيش مخاضا عسيرا بين مفاهيم غير واضحة المعالم ولا محددة الأطراف وانتهاكات واقعية لما هو متفق عليه في حدود أصعدة مختلفة سياسية وفكرية ودينية. وفي هذا الخضم النظري والعملي المتلاطم تتأرجح الحرية الدينية بين من يذهب إلى تضييق يكاد يلغي حقيقتها ومن يذهب بها إلى توسيع يكاد ينقلب بها إلى الفوضى. وبما أن الشريعة الإسلامية قد جاءت مبينة لهذه الحرية من حيث حقيقتها، وحدودها وضوابطها، فإن المتكلم في الحرية الدينية ينبغي أن يلتزم فيها بتلك الحدود والضوابط حتى يكون رأيه صادرا عن المفهوم الشرعي، فلا يميل إلى هذا التوسيع أو إلى ذلك التضييق، فيحيد على رأي الدين من حيث يحسب أنه يصدر عنه. ومما يزيد من تأكد الضبط للحرية الدينية، وفق الرؤية الشرعية ما نراه يتوجه إليها في هذه الرؤية من شبه تردد أحيانا من الخارج وتأتي أحيانا من الداخل، فالبعض من خارج الدائرة الإسلامية يزعم ان الحرية الدينية في الإسلام هي قيمة مهدرة، إذ الإكراه الديني هو المعنى الذي تتضمنه نصوصه، وهو الذي جرى به التاريخ، وربما ما لقى هذا الرأي من الداخل، ممن هم متأثرون بنفس الوجهة والبعض من داخل الدائرة الإسلامية تغدي الحرية الدينية ضوابطها فانتهى بها إلى تمييع لا تبقى معه لهذه الحرية حقيقة ثابتة. وكل من هذا وذاك يدعو إلى تحقيق علمي في شأن هذه الحرية الدينية في الشريعة الإسلامية من حيث حقيقتها ومركزها في الدين ومن حيث أبعادها وضوابطها، ومن حيث ضماناتها وتطبيقاتها مقارنة في ذلك بالحرية الدينية في الأديان والمذاهب والقوانين، وردا على الشبه التي توجه إليها في مختلف هذه العناصر ونظرا لكون الشباب يمثل العمود الفقري لكل أمة ارتأيت أن ألقي كلمة قبل الدخول في موضوع الحرية حول مفهوم الشباب.

يعتبر الشباب وقودا لحركة التغيير في كل المجتمعات لما يتمتعون به من حماسة القلب وذكاء العقل، وحب المغامرة والتجديد، والتطلع دائما إلى كل جديد والثورة على التبعية والتقاليد إلا ما كان دينا قويما أو تراثا صحيحا فما المقصود بالشباب في اللغة يا ترى؟ وردت في القواميس العربية ومنها لسان العرب، الفتوة والفتى بمعنى الحيوية والقوة والديناميكية والمعنى ذاته ورد في القواميس الاجنبية ففي إحدى القواميس الإنجليزية» ذكر اسمه لكني لم التقطه جيدا «تعني أول الشيء، وأنه طازج وحيوي لذلك قيل قديما أن الشمس لا تسطع في المساء كما تسطع في الصباح. تعددت الآراء في تعريف مفهوم الشباب، فلا يوجد تعريف واحد للشباب فهناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم لاختلاف الكتاب والدارسين حول حدود مرحلة الشباب، فنجد أن هناك   من يحدد هذه المرحلة في سن الخامسة عشرة وحتى سن الخامسة والعشرين. وهناك البعض الآخر الذي يحددها من سن الثالثة عشر ويصل بها إلى سن الثلاثين. وهذا الاختلاف في تحديد مفهوم الشباب على النحو الذي سأذكره بسرعة وبعجالة. فهناك الاتجاه النفسي والاتجاه الاجتماعي.

– الاتجاه البيولوجي يؤكد أن مرحلة الشباب هي المرحلة العمرية التي يكتمل فيها النضج العمري والعقلي للفرد.

– الاتجاه النفسي يهتم بالنمو النفسي إذ مرحلة الشباب عبارة عن مرحلة نمو وانتقال من الطفولة إلى الرشد ولها خصائص متميزة لما قبلها وبعدها.

– الاتجاه الاجتماعي ينظر إلى الشباب باعتباره ظاهرة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط. إذ إن مرحلة الشباب لا ترتبط بسن معينة فهناك مجموعة من السمات والخصائص توافرت في فئة معينة كانت هذه الفئة شابة بغض النظر عن المرحلة العمرية، إذ يمكن أن يكون الإنسان كبيرا في السن، ورغم ذلك، فهو شاب.

– وهناك من يرى أن مرحلة الشباب هي مرحلة تغير كمي ونوعي في ملامح الشخصية تتميز بدرجة عالية من التأكيد إذ تختلط فيها الرغبة في تأكيد فيها الرغبة في تأكيد الذات والبحث عن دور اجتماعي والتمرد على ما سبق إنجازه إلى الإحساس بالمسؤولية والرغبة إلى مجتمع مثالي مع السعي المستمر إلى التغيير ولذلك فإن توافر هذه العناصر يمكن أن يعكس ما يمكن أن يُسميه البعض بالشخصية الشاذة. هذا بخصوص كلمة الشباب. وأما بالنسبة إلى الحرية فإنه بالرجوع إلى القواميس العربية المعروفة، فإن هذه الحرية هي الكلمة الجوهرية التي ما أن ينطق بها الإنسان إلا وتثوق نفسه إلى إدراك هذه المكانة. فما أصل استخدام هذه اللفظة في اللغة؟ قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: يقال حر الرجل يحرمن الحرية، وقال ابن منظور عن ابن الأعربي قوله حر، يحر، إذا أعتق وحر حرية من حرية الأصل. هذا في تصريف الكلمة والحرية في معناها الاصطلاحي خلاف العبودية والرق على اختلاف أنواع العبودية.

ظهر قاموس الحرية في القواميس الاصطلاحية كتعريف الجرجاني والكليات واصطلاحات الفنون وغير ذلك من المصادر، وقبل ان نكشف عن المعاني التي ورد عن هذا المصطلح في القواميس نشير إلى أن نقطة التحرير تفيد معان أن تتصل   بالكتابة فتحرير البحث تعيينه وتعريفه، وتحرير الكتاب تقويمه والتحرير بيان معنى الكتابة. والحرية في معناها الشرعي لها دلالتان: إحداهما الخلوص وهو انقطاع الحق عن التغيير…أو انعتاق الرقيق من وضعية العبودية والدلالة الثانية أن ينظر الإنسان ابنه لطاعة الله والمسجد إلى غير ذلك. تلك هي المعاني التي رصدت في هذه القواميس وهناك تعاريف تختلف أن وقفت عند…وضعت قبل ان تحدد المداخلة من الناحية الشرعية تتبعت هذا المفهوم عند المتصوفة وعند الفلاسفة الوجودية. وبعد هذه الجولة كلها رجعت إلى الحرية من المنظور الشرعي ولذلك سأقلب الصفحة عن الأمور التي ناقشتها من قبل وـركز على الحرية من خلال التعريفات الشرعية. وهنا لما أتحدث عن التعريفات الشرعية، لا بد أن استحضر بعض التعاريف المقدمة من لدن القدماء، وكذلك بعض المفكرين المعاصرين أمثال وكذلك الزحيلي والبوطي وغيرهم. وسأقتصر بتعريفين ربما قصد الاختصار والتواصل. يعرفها وهبة الزحيلي بأنها ما يُميز الإنسان عن غيره ويتمكن بها من الممارسة والاختيار دون إكراه ضمن حدود معينة. لما أدرجت تعريف وهبة الزحيلي تذكرت المدرسة الوجودية برمتها مع سيمون ذي بوفوار، وكيردجارد، وغير هؤلاء الفلاسفة الوجوديين، وعرفها محمد سعيد البوطي بتعريف يقرب من هذا التعريف قائلا: «أن يملك الإنسان التوفيق بين إرادته ومحبته بحيث لا يضطره عامل ما لتوجيه إرادته نحو ما لا ترضى نفسه». وكل هذه التعاريف تدور حول انعدام القسر، وتحقيق الإرادة الشخصية للإنسان في أي عمل نقوم به. ويمكن تعريفها، بخلاصة، أنها إمكانية الفرد في التعبير عن اعتقاده أو فكره أو رغبته بحيث لا تصل هذه الإمكانية إلى المجاهرة فيما يخالف الدين أو يمس الصالح العام، أو مصادرة حقوق الآخرين وحرياتهم دون وجه حق. وهذا التعريف لا يخرج عن الإطار العام للآيات القرآنية وأسوق لكم مثالا على ما أقول، قال تعالى: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وكان الله سميعا عليما»، والجهر بالسوء يدخل فيه ما يخالف الدين، ويمس الصالح العام، وفيه اعتداء على حقوق الآخرين. وقوله سبحانه وتعالى: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، ولا يخفاكم [ولا يخفى عليكم] أن نشر الفاحشة وإشاعتها يدخل في المساس بالصالح العام والتعدي على الآخرين، وقوله تعالى «والذين يؤدون المومنين والمومنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا»، والأذى بغير حق هو التعدي على حقوق الآخرين. هذا على مستوى المفهوم» وانتقل الأستاذ أحمد أيت المقدم إلى الحرية إلى الحرية من خلال نصوص الوحي «إن الحرية من خلال نصوص الوحي هي في الحقيقة- يمكن أن نسوق مجموعة من الآيات تتعلق [صمت]…أسوق لكم أمثلة تطبيقية من القرآن الكريم…مجموعة من الآيات في القرآن الكريم بأنه كتاب تحرير، تحرير الفكر وتحرير المعتقد، وتحرير السلوك في الاتجاه الإيجابي، إذ يمكن أقول لكم بان الآيات القرآنية هي التي تحدثت عن إعمال العقل بلغت 49 آية، وقد كتبت بحثا في هذا الباب غير مذكور هنا لأنني لم أطبعه، وهو تحت الطبع، وتحت عنوان «أهمية العقل شرعا ودوره التربوي والواقعي» رصدت في هذا البحث من الناحية المنهجية حتى طريقة تناول القرآن للنصوص وصنفتها حسب المجالات والسياقات التي جاءت فيها، فهناك سياقات كونية، وسياقات تشريعية، وسياقات تربوية، وسياقات اجتماعية..إلخ، ورصدت تلك السياقات رصدا، ووقفت عندها لأبرز من خلالها أن القرآن الكريم استفز العقل البشري من أجل أن يجري أشواطه ويتحرك من أجل ان يقوم بدوره الخلاق والوظيفة المثلى التي من أجلها وجد. هذا فقط وأذكر لكم بعض الآيات مثل قوله تعالى: «وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير»، ناهيك عن كلمة النهي، والحجر، واللب، والقلب، وما إلى ذلك من المصطلحات التي وردت في القرآن الكريم مثل قوله تعالى: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار[هذه آيات الزمان يربط الله بين المكان والزمان للدلالة على أنه هو رب الزمان والمكان، يتحرر العقل البشري ويتحرك في الزمان والمكان للقيام بدوره الحضاري. «إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار»، هذا مثال ذو صلة بالجانب الفكري. وفي الجانب العقدي، ربما يفهم انه في سنة 1993 ألقيت محاضرة حول «الإسلام بين قوة المنطق ومنطق القوة» وتحدثت عن مفهوم القوة في الإسلام، وفي القرآن الكريم تحديدا وبينت أن ورود الآيات والنصوص في القرآن الكريم والتي تدعو إلى استعمال القوة أحيانا مع الكفار والمحاربين مثلا، الغرض من ذلك هو تأمين الحرية، أنا أسميتها هكذا تأمين الحرية والغرض الرئيسي والهدف والمقصد الأساس في تشريع الإسلام للقوة لرد العدوان هو المحافظة على حرية الاعتقاد ومن هذا الباب أذكر بعض الآيات منها قول الله سبحانه وتعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، هذا الذين لم يقم على إجبار الناس على اعتناق مبادئه، وإنما قام على عرض أفكاره على الناس. و«قل الحق من ربكم» هذه الآية واضحة أيضا، «وقل الحق من ربكم»فمن شاء، شاء، إذا أردت أن تدخل ادخل، وإذا لم ترد تحمل مسؤوليتك، «وقل الحق من ربكم فمن شاء» شاء، الله يكلف الإنسان ويحمل له المسؤولية ويقول له: أنت مسؤول، وسأربط هذه المسألة بالقضاء والقدر الذي أسيء فهمه في هذا الدين أيضا، والقدر ليس حتمية تاريخية، فالقضاء والقدر يعبر أن الإنسان يتحمل مسؤوليته في اختياراته، وعندنا ادلة كثيرة جدا اذكر منها، قول الله سبحانه وتعالى: «فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم بمعنى، حينما اختاروا طريق الظلال، وطريق الغي وطريق الضياع، وطريق التيه أقرهم على ذلك. إذن فمسألة القضاء والقدر يجب أن تفهم في هذا السياق: «فوربك لنسألنه أجمعين» وقوله سبحانه وتعالى في سورة الزخرف الآية 44:«فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم وإن لذكرك ولقومك وسوف تسألون»، وكذلك في سورة الأحزاب: «إن عرضنا الأمانة [كلها تحمل المسؤولية]، إن عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبينا أن يحملناها وأشفقنا منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا»، وكذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة» الخليفة معناها المسؤولية «إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون، وعلم آدام الأسماء كلها» إلى آخر الآية. لذلك وجب أن نقرر أن الإنسان حر ومسؤول في نفس الوقت وسنرى تطبيقات ذلك إن شاء الله تعالى حينما ندخل في مناقشة هذا المفهوم هذا من وجهة نظر فقهية. تتبعت أيضا الإنتاج الفقهي، في هذا الباب وتعرفون أين تناقش الحرية في الكتب الفقهية في ما يتعلق بالتكليف، في هذه المنطقة بالضبط. ولن أسهب في [صمت] هل الله تعالى يكلف الإنسان فوق طاقته أم لا هنا نقشت هذه المسألة مسألة خلق الأفعال في علاقتها بالعقيدة وفي علاقتها بعلم الكلام أو العقيدة، أيضا، أذكر هنا نظرا للتداخل، الذين تخصصوا في الأصول يعرفون ذلك، نظرا للتداخل المعرفي بين علم أصول الفقه وعلم الكلام والعقيدة فالتداخل قائم معروف في هذه القضية، كذلك خطاب الوضع، ما يسمى الحكم الوضعي، ليس هو القوانين والدساتير التي وضعتها الدولة، لا، أقصد هنا بالحكم الوضعي، ما كان سببا، أو شرطا، أو مانعا، أو رخصة، أو عزيمة، أو صحيحا، أو باطلا، هذا هو الحكم الوضعي، وضعه الله علامات على التشريع، ان يكون، هذا الأمر سببا في شيئي، أو علة لشيء، أو مانعا من شيء، أو شرطا لشيء، أو أنه صحيح من وجه، أو باطل من وجه، فاسد من وجه،….إلخ. حسب التقسيم المعروف عند جمهور العلماء ربما نتوقف هنا»

شكرا السيد أحمد، يقول المسير، على احترامك للوقت. أذكر فقط أن مداخلة السيد أحمد كانت بعنوان: «المقاربة الشرعية للشباب في الإسلام. توقفت القاعة بعض الوقت لانطلاق اللجنة التنظيمية لأداء صلاة العصر وبعد ذلك، انطلق المسير«نجدد بكم الترحاب في ملتقى أگدز للإبداع المنظم من لدن منتدى الأوتاد بأگدز في دورته الرابعة أذكر من التحق، الآن، بأننا في ندوة تحت عنوان«الشباب والحريات أية مقاربة؟ استمعنا إلى المداخلة الأولى التي قدمها الدكتور أحمد أيت المقدم باعتباره ممثل الرابطة المحمدية للعلماء، ولا بأس أن أوجز أهم ما أشار إليه لنكون على بينة مما سبق، السيد أحمد أيت المقدم حاول بداية أن يؤكد أن مفهوم الحرية من المفاهيم الغامضة والصعبة، بعد ذلك حاول أن يقف وقفة نوعية عند المفاهيم: مفهوم الحرية من الناحية اللغوية والاصطلاحية، وكذلك مفهوم الشباب، من الناحية اللغوية أشار إلى أن الشباب يعني الحيوية والقوة والديناميكية، ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن الشباب يعني الحيوية والقوة والديناميكية ومن ناحية لأخرى أشار إلى أن الشباب متعدد المفاهيم فحاول أن يعرفه بيولوجيا ونفسيا واجتماعيا ليتوقف عند الحرية اصطلاحا فأكد أنها خلاف العبودية والرق قد تشير إلى الخلوص وطاعة الله، وحاول أن يقف عند علميين أصوليين هما وهبة الزحيلي والفقيه اليوطي ليصل من خلال هذين العلمين إلى أن الحرية من الناحية الاصطلاحية يمكن إيجازها في إمكانية الفرد في التعبير عن فكره أو معتقده أو رأيه دون مصادرة حقوق الآخرين للتدليل على ذلك، حاول الأستاذ أن يورد أمثلة من القرآن الكريم تؤكد أن الإسلام دين حرية وتحرير السلوك في الاتجاه الإيجابي، وأكد أن 49 آية في القرآن الكريم كلها تدعى إلى تحرير العقل. هذه هي الحرية إذن من وجهة نظر السيد أحمد. الإنسان خليفة الله في الأرض وهو حر، وفي نفس الوقت مسؤول وبقيت له خمس دقائق ليقف عند الضوابط ولتتفضل إذن مشكورا، في خمس دقائق» قبل ذلك طلبك السيد عبد الحميد ايت الفقيه نقطة نظام ليبسط ان توقف الندوة بعض الأوان خلل «لسنا مسوؤلين عنه، إذ من المفروض ان نستمر بدون توقف، ومن ابتغى الانصراف فله ذلك»أجابه مسير الندوة: «شكرا لك، للإضاءة فقط اتفقنا نحن والحضور الكريم على هذه الخطوة وعلى هذه المبادرة، أليس كذلك؟ إنه اتفاق تعاقدي. شكرا لك على الملاحظة عموما. السيد احمد أمنحك خمس حقائق إن شاء الله»

– السيد أحمد أيت المقدم يضيف بعد البسملة «أحيي الإخوان من جديد على صبرهم معنا. أريد أن أشير فقط إشارات مختصرة، لأمر مباشرة إلى ضوابط محدودة. أضيف كلمة بخصوص حرية الاعتقاد، ومن خلال آراء بعض المفكرين الغربيين هناك تصريح يقول: القرآن صريح في تأييده لحرية العقيدة، والدليل ان الإسلام رحب بشعوب مختلفة الأديان ما دام أهلها يحسنون المعاملة. وقد حرص محمد صلى الله عليه وسلم على تلقين المسلمين التعامل مع أهل الكتب، أي: اليهود والنصارى، ولا شك ان حروبا نشبت بين المسلمين وغيرهم في بعض الأحيان، وكان سبب ذلك أن اهل هذه الديانات الأخرى أسروا على القتال. وقد قطع الرهبان بأن أهل الكتاب يُعاملون معاملة طيبة، وكانوا أحرارا في عبادتهم ومما يقطع في صحة ذلك الكتاب الذي أرسله البطريك النسطوري إيشوياب الثالث إلى البطريك سمعان زميله في المجمع، بعد الفتح الإسلامي، وجاء فيه، مما جاء فيه، إن العرب الذين منح لهم الرب سلطة العالم وقيادة الأرض، أصبحوا عندنا، ومع ذلك نراهم لا يعرضون النصرانية بسوء، يساعدوننا، ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلون الرهبان والقديسين. هذا تاريخ الإسلام واضح مترجم تاريخنا. بالنسبة لحرية الفكر أضيف كلمة موجزة أيضا، من أبرز مظاهرها عدم إكراه الناس الدخول في الدين هذا مظهر 1[واحد باللسان الدارج]، ورقم 2 السماح عفوا الدعوة والسماح بالمناظرة والمناقشة والحوار بين أصحاب الأفكار المتغايرة فيما بينهم. وهذا ما انتج ما يسمى عندنا علم الجدل، وتراث المناظرات والجدل في التراث الإسلامي وهذا واضح للعيان. وهذه عناوين أقدمها لكم.. كذلك حرية المناقشة الدينية، وحرية ممارسة الشعائر الدينية لأنها مترابطة بالفكر. فطالما لم يقتنع الإنسان بفكرة ما، إذا لم تؤمن أنت بهذا الإسلام فلا تدخل فيه فهذا لا يشكل عقدة بالنسبة للمسلم إطلاقا. «لا إكراه في الدين»، و«وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» شاء، أي: أراد. إذا أردت أن تدخل جهنم هكذا بالاختيار، بالاختيار، كما يقول كيرجارد، والمخاطرة منطق، هذا فيلسوف وجودي، أيضا، بالإضافة إلى منظر الوجودية الكيرجون بول سارتر وسيمون ذي فوار وغيرهم. أختم ببعض الضوابط، وهذه الضوابط ليست قيودا. إنها حماية أصول الحياة، الأصل الأول، الدخول في الضوابط العامة المطلقة وهي حماية الأصول العامة الاجتماعية وما يسمى بقواعد حماية النظام العام، مرتكزات الأخلاق والآداب العامة، وحماية الكيان السياسي للدولة. فليست هناك دولة تسمح بالمساس بأمنها ووجودها أيا كان مذهبها، رقم اثنين الضوابط النسبية، وهي الضوابط المتغيرة حسب الظروف المكانية والزمانية أو على بعض الأشخاص لظروف استثنائية كالحجر للسفه، أو نزع الملكية مع التعويض للمصلحة العامة، مسائل معروفة 3 [ثلاثة باللسان الدارج]، الضوابط الداخلية، أو ما يسمى الرقابة الذاتية أو ما يسمى بالحياء، نقصد هنا، نقصد بالضوابط الداخلية المخزون النفسي عند الإنسان، وهو مخزون نفسي فكري، هو مخزون نفسي أساسه نفسي وفكري يظهر تجليه من خلال السلوك، والعمل الرقابة الذاتية هي الخوف والإيمان من الله، الضابط الرابع، الضوابط الخارجة عن النفس ينظمها القانون والباعث عنه من عهد اليونان حتى ظهر ما يسمى» المسير يرفع الورقة الحمراء أمامه لانتهاء خمس دقائق، بل مضت 8 دقائق اضطر للتوقف واصل المسير تقديمه، بعد التصدية «تلكم هي الحرية من وجهة نظر الباحث السيد أحمد أيت المقدم، نشكره على هذه المداخلة والحرية لا تعطى وعليها أن تنبت على رمال شواطئك ووديانك، فهل سترعى؟ سؤال سنطرحه على الأستاذ والباحث لحسن أيت الفقيه. السيد لحسن أيت الفقيه نشكره اولا على تجشمه عناء السفر والتنقل من تافيلالت إلى مدينة زاگورة [بل أگدز] نرحب بك بين ظهراننا نزلت أهلا وحللت سهلا. السيد لحسن أيت الفقيه هو إطار غداري لدى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات، السيد لحسن ايت الفقيه هو كذلك باحث أنثربوبوجي، وعضو اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية، كاتب وصحافي ومدون، باحث في التراث الثقافي، له العديد من المؤلفات نذكر من بينها:

– إملشيل: جدلية الانغلاق والانفتاح

– المرأة المقيدة: دراسة في المرأة والأسرة بالأطلس الكبير الشرقي

– فصول من الرمز والقيمة في بيئة طيور الأطلس الكبير الشرقي

– إملشيل: الذاكرة الجماعية مع السيد باسو وجيور

– الرموز الدفينة بين القبورية والمزارات الطبيعية

– المساهمة في جمع التراث الشفاهي بتافيلالت ذلكم هو، مرة أخرى، السيد لحسن أيت الفقيه الذي فضل أن يلقي مداخلته تحت عنوان: «الحرية: الإشكال والواقع» أسئلة كثيرة تتردد وتتصارع في أدهانكم حول الحرية ودلالتها سيحاول أن ينير السيد لحسن أيت الفقيه أدهاننا ويجيب عن هذا الإشكال وليتفضل مشكورا».

»حصل« الافتتاح بالأمازيغية: تحية لكم، جئنا إليكم قاصدين هذا المجمع مجمع المعرفة والصداقة لمناقشة قضية حقوقية ذات أهمية ثم انطلق الحديث باللغة العربية.

أشير في البداية إلى أننا توصلنا بمراسلة سمتها تأطير ندوة، كانت بتاريخ 28 من شهر مارس من العام 2016 لكنها ردت بالاعتذار يوم 29 من الشهر المذكور لعدم تمكنها من الحضور معكم لذلك وجب أن أبلغكم، ثانية، ذلك الاعتذار. لن أتناول منظومة فلسفية معينة ولن أصرف موقفا معينا وإني سأعرض بعض الأفكار لأتقاسمها معكم.

عنوان المداخلة «الحرية: الإشكاليات والواقع» أحب أن أحصر مجالها في ثلاثة عناصر:

الحرية بين المطلق والمقيد

الحرية والقانون وحقوق الإنسان

الحرية في المغرب: الواقع والآفاق

سأعرض بالأفكار في تاريخ الفكر، هنا وهناك، لا أشتغل في مجال الفكر الفلسفي ولكني أشتغل في مجال الثقافة غير العالمة: الزرابي، الوشم، الدم، القبور. إن مجال اشتغالي هو في الغالب الفكر غير المدون. لذلك فمعلوماتي في هذا المجال بسيطة للغاية. لا شك أن الأستاذ الذي سبقني قد أشار إلى شذرات من المضامين والمفاهيم. وما دامت الحرية، كما سلفت إليه الإشارة قيمة فيمكن تبويبها وإدراج عناصرها في القانون. فالقانون ينظم القيم في مواد وفصول لتلزم الإنسان أو تشكل قوة حجية.

الحرية تستصحب دواما مفارقة أساسية الحرية والحتمية أي الحرية والحدود والإكراهات التي تفرضها القوانين الوضعية والبيولوجية. فهل الحرية مطلقة أم الحرية مقيدة؟ وفي جميع الأحوال فتحديد بعض الخصائص النوعية للحرية يكمن في الوقوف عند كل المحطات التي قطعها مسار الحرية التي صاحبت الفلسفة في مسارها التاريخي. ورغم الاجتهاد المبذول في الحفر فيه لا تزال الضبابية تلبده. لذلك بات مفهوم الحرية إشكالية قعساء، طرح مشكل الحرية في الفلسفة الإسلامية في العصر الأموي إذ طرحت إشكالية الجبر والاختيار: هل الإنسان يملك حرية الإرادة، أم أنه محكوم بضرورات قدرية؟

قال المعتزلة بحرية الإنسان، قالوا عن الإنسان حر والحرية الإنسان علاقة بالعدل الإلهي. وباختصار حضر مفهوم الحرية في القرون الوسطى في غشواء من الغيب، لا نحاصرها في العلاقة بين الإنسان والخالق. ويختزلها السؤال: هل أملك الحرية في العلاقة الله؟ وماذا وراء زلتي؟ أي: هل أنني حر يفيد أني سأتمرد على كل سلطة إلهية خارج القدر الإلهي، أم أني خاضع لقدرة الله ومشيئته؟

وأما الفلسفة الحديثة فقد حاولت أن نناقش الحرية من منظور علاقة الإنسان بالطبيعة ولا غرو، فالإنسان نشأ يتراءى جزءا من الطبيعة خاضعة لقوانين صارمة فإن القوانين الطبيعية تمارس بالوجوب على الإنسان، وبالتالي، لن يستطيع الإنسان التعبير عن إرادته ولقد نوَّل معظم فلاسفة الأنوار فكرهم سمة الطبيعة المقيدة للقانون.

وأما في الفلسفة المعاصرة فقد ارتبط مفهوم الحرية بالبعد السياسي وأضحى للحرية علاقة بحقوق الإنسان، وظهرت أنماط من الحريات: حرية الرأي وحرية الاحتجاج وحرية التفكير وحرية التعبير وحرية الضمير وحرية الاعتقاد وحرية التجمع فما موضع الحرية أما الحتمية؟ ثبت أن التصرف لا يجوز خارج إكراهات الحتمية والوعي بها، فلا حرية خارج قيود القانون الطبيعي لذلك بات مفيدا تنظيم الحرية بواسطة الدستور: فالحرية كما قال جون جاك روسو «أن يكون الإنسان حرا من أي سلطة أعلى على الأرض، وألا يكون تحت الرحمة أو السلطة التشريعية للإنسان، وأن يكون لديه قانون الطبيعية أساس لحكمه»

جرى تعميق الاهتمام بالقانون الطبيعي أكثر من الحق الطبيعي، واندلعت ثورات إرساء الديمقراطية لكن مفهوم الحرية تعمق مع إشاعة حقوق الإنسان لما أدرجت هذه الأخيرة في النظرية السياسية وباتت شرعية الحكومة، أي حكومة تتصل بمدى احترام حقوق الإنسان لمواطنيها. ولقد طبع مسيرة حقوق الإنسان مجهودان: مجهود وضع المعايير وغبه مجهود تطبيق المعايير واستلزم مجهود تطبيق المعايير وضع هيئة تشريعية دولية وإنشاء آلية تنفيذ المواثيق، وصادفت دينامية إفضاء حقوق الإنسان العدالة الانتقالية عقب انهيار الدكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية. وشهد عقد السبعينيات من القرن الماضي منعطفا قوامه إدراج حقوق الإنسان في العلاقات الدولية ونشأت هيئات غير حكومية تعني بحقوق الإنسان وكل هذه التحولات كادت تركز على الحرية كحق أساسي بعدله الحق في الحياة وتتفرغ عنه الحقوق الأخرى، التي نشأت تتبارى ككل لا يقبل التجزيء ولوحظ أن المجتمع الدولي مكث بعيدا بعد استكمال الشرعة [بضم الشين] الدولية لحقوق الإنسان في متم سنة 1966 لتصدر ثلاث اتفاقيات: سيداو سنة 1979 واتفاقيات مناهضة كل أشكال التعذيب سنة 1984، واتفاقية حقوق الطفل سنة 1989 مما يفيد أن الحرية تلفى في أنماط حقوق الإنسان.

تأثر المغرب بالسياق الدولي الذي عرفه مسلسل حقوق الإنسان في مرحلتين:

مرحلة ما قبل دستور فاتح يوليوز من العام 2011، ومرحلة ما بعده. ولئن سجلت مؤشرات إيجابية، لا يزال مسار ترسيخ ضمان الحريات يسير سير السلحفاة. وقد نكتفي بومضات على أساس أن عمل الورشات قد يعمق لكم بعض المواقف التي تحسبونها شأو منتدى الأوتاد للثقافة والفن»، ولم تبسط تلك الومضات لانتهاء الوقت القانون، ولأن المسير تساهل مع المتدخل الأول ولم يتساهل مع المتدخل الثاني حسب كم الوقت المسجل في السجل الصوتي.

حاول المسير أن يوجز المداخلة قائلا: «أشار السيد لجسن ايت الفقيه، في البداية، أن مفهوم الحرية مفهوم غامض، وحاول أن يربط الحرية بالحتمية إذ أشار إلى أن مفهوم الحرية، هو في الأصل، مفهوم فلسفي، بعد ذلك حاول أن يقف عند مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي، فتوقف عند مسألة الجبر والاختيار: هل الإنسان يملك إرادته أم إنه محكوم بضرورات قدرية، وتوقف عند نماذج من التاريخ الإسلامي ليصل إلى أن حرية الإنسان مرتبطة بالعدل الإلهي عند المعتزلة. فالإنسان كما جاء على لسانه لا يخلق الفعل بل يكسب الفعل»: للتوضيح [كسب الفعل ليس موقف المعتزلة بل هو موقف الأشاعرة، فتحت هذا القوس لكي لا يقول لي السيد المسير ما لم أقول] «… ووقف عند الفلسفة الحديثة ليناقش الحرية في علاقة الإنسان بالطبيعة. وفي الفلسفة المعاصرة ارتبط مفهوم الحرية بالسياسة»، ودون الاسترسال في استفراغ السجل الصوتي، أسجل أن السيد المسير لم يلخص بدقة المداخلة التي سمتها:«الحرية: الإشكال والواقع».

أضاف السيد المسير:«أتى طور النقاش، لا حرية خارج قيود القانون الطبيعي». لذلك وانطلاقا من هذه العبارة المستقاة في مضمون المداخلة الثانية، حصر السيد المسير أوان السؤال، والتعقيب والتدخل، في دقيقتين اثنتين، ولقد تأسس قراره بعد الحصر الكلي لعدد رافعي الأصابيع، وأحصى 17 راغبا. وإنه من الصعب التقاط مضامين الأسئلة كل الأسئلة لابتعاد الأفواه عن السجل الصوتي، في غياب تام للميساع ومكبر الصوت. لذلك أسجل كل موقف أبلج مضمونه دون ذكر الأسماء:

  • «حصل الحديث عن الحرية من منطلقين: المنطلق الأول، ينطلق من الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي، والمنطلق الثاني ينطلق من الفلسفة، والفلسفة الغربية، وأثينا. والحال أن الحرية لم تمنح لا مع أثينا، ولا مع المسيحية، ولا مع الإسلام. إن كل مرحلة تعزز مرحلة…»
  • «يتراءى مصطلح الحرية في الميدان لما يجري المس بحرية الآخر، إن من حيث الرأي، أو من حيث اللباس، أو من حيث السلوك الذي يقبله المجتمع: التنورة، المثليون…»
  • «… من المفروض أن يجري الوقوف عند كرونولوجيا مماثلة. لماذا لم يحصل الوقوف عند إعدام سقراط؟ لماذا لم يجر الوقوف عند مصادرة مذهب طاليس المسيحية الذي قال بإنسانية المسيح، فجرت مصادرة حريته، وطرده إلى الكهوف؟ لماذا لم يحصل الوقوف عند محاكم التفتيش؟ إنها أسئلة كثيرة في الكرونولوجيا المقابلة. لا بد أن نقف عندها وليس الإسلام فقط»
  • نقول: «تنتهي حرية الفرد عند بداية حرية الآخر»، هذا كلام مشهور في الحديث عن الحرية. ولكن سؤالا أريد أن يطرح: «نتحدث عن حرية الجسد، حينما يعتدي الإنسان على جسده، إنها حرية فردية، لا يمكن لأحد أن يتدخل فيها، ألا يعد الاعتداء على الجسد اعتداء على الحرية؟»
  • «الإسلام منح الحرية، حقا، وهل الحرية في الإسلام ممارسة الواجبات الدينية، أم أنها تغشى عدة مجالات في الحياة؟»
  • «ما العلاقة التي تربط الطبيعة بالإنسان؟»
  • تساءل أحدهم عن زواج المثليين والإفطار العلني وعلاقة ذلك بالحرية من المنظور الديني والفلسفي.
  • «ما هو التحقيق العلمي؟»
  • «ما هو علم الجدل؟»
  • «ما العلاقة بين الإشكالية والواقع؟»
  • «ما هي ضوابط الحرية العامة، هل هي مطلقة؟ أم نسبية؟»
  • «نحن نحمل ملفا يحمل سمة: الشباب والحريات أية مقاربات. لكن لا وجود لأي مقاربة والقاعة مملوءة بالشباب»
  • «أشار الأستاذ لحسن ايت الفقيه، بأن هناك دول ليس لها دساتير تنظم شأنها. هل من أجل إقرار الحرية الخاصة للأفراد، لا بد من قوانين؟ وإذا كان لا بد من قوانين فكيف تكون في المغرب؟»
  • «ما موقف الدين الإسلامي والفلسفة في مسألة الحرية؟»
  • «حبذا لو نظمت دائرة مستديرة لتنظيم الجدل والمراء»
  • «غياب الواقعية في المداخلتين»
  • «هل المجتمع المغربي يأخذ ضوابط إسلامية يضيفها إلى النصوص التشريعية؟»
  • «وجوب الانتباه للوقت، ملاحظة موجهة للإخوان في الأوتاد. إذا كان من المنتظر أن تنطلق الندوة على الساعة الثالثة، لكن العروض لم تبدأ حتى أعلنت إشارة ضبط الوقت تما الخامسة مساء»
  • «باستثناء تعريف الدكتور أحمد أيت المقدم للشباب من حيث الجانب الاجتماعي والنفسي والبيولوجي، أين هو الشباب في الندوة؟»
  • «كيف ينظر شبابنا اليوم إلى الحرية؟ ذلك ما لم ينجل في العروض»
  • «يرى الشباب الحرة بارزة في قص الشعر والسراويل الممزقة وبعض الملابس»
  • «الذين يدافعون عن الحرية يمنعون الحرية وتلفاهم يدافعون عن الشواذ وعن بعض الأشياء»
  • «حقوق الإنسان تنتهك ولا نحرك ساكنا وظللنا ندافع عن الشواذ»
  • «إذا بُكِّت شاذ في بني ملال أو مشعوذ بسلا تحدث ضجة»
  • «هل هناك تعارض بين العقل والنقل في هذا المجال؟»
  • «الحرية لا بد أن تخضع للوحي»
  • «الحرية عند شباب اليوم، كيف يفهمها؟ أقول: لا حرية مع الحياء. إذا لم تستحي فافعل ما شئت»
  • «الشباب يفعل كل شيء بدعوى الحرية، وبدعوى حقوق الإنسان»
  • «عُرفت الحريات بأنها كل الحقوق التي يتمتع بها الفرد، ويمارسها عن طواعي وتوصف بأنها عامة وحق الجميع. لماذا تنتهك الحقوق والحريات في المغرب رغم وجود ترسانة قانونية تحمي الحريات؟»
  • «الحرية المتصلة بالقانون الطبيعي متجاوزة»
  • «هناك مقاربة ما بين الطرح الإسلامي المضمن في القرآن الكريم والسنة والطرح الذي حملته الفلسفة وبعض المفكرين في العالم. ما موقع الحرية في ظل التقليد الأخلاقي الإسلامي والطواقة الطبيعية. والسؤال موجه إلى صاحب الطرح الفلسفي: جاء في مداخلتكم: لا حرية خارج قيود القانون. والسؤال، هل يمكن تحقيق العدالة الانتقالية في غياب الحرية؟»
  • يعود السيد المسير لتناول الكلمة: «مباشرة نعطي الكلمة للمتدخلين للإجابة عن الأسئلة المطروحة، أسئلة كثيرة طرحت والوقت ضيق. سنحاول أن نخصص 15 دقيقية لكل مجيب. سنمنح لضيفنا السيد لحسن ايت الفقيه 15 دقيقة إكراما له للإجابة، ولك الحق أن تتنازل عن بعض الدقائق…. عفوا سأعطي الكلمة للمتدخل الأول»
  • الدكتورأحمد أيت المقدم: «أشكر جميع الإخوة على تدخلهم والتي تعتبر بالنسبة لي عربونا واضحا على نجاح هذه الندوة. وإن ذلك فيه نوعا من النضج بالنسبة لشباب أگدز، أو التعبير عن النضج بالنسبة لمنطقة أكدز المتتبعين الشأن الثقافي ونحيي هذه القوة في الطرح والقدرة على التدقيق في تتبع الندوة وهذا ما نطمح إليه وما نحتاجه وما نريده في الحقيقة أن يتحقق عند شبابنا. بالنسبة لي، أن القول، إن الحرية في علاقتها بالتاريخ، هذه المفارقة التي يجب أن تسجل. الباحث في الحرية بالمفهوم الأنثروبولوجي والسياسي والقانوني والديني وغير ذلك، لا بد أن يعترف بـأن تاريخ الحضارات لا يمكن أن يوزن بميزان واحد لأن فيه نوعا من القسر وفيه نوعا من القذف على الخصوصيات التي يمكن أن يتميز بها كل مجتمع على حدة. أقصد إذا كان الغرب يتحدث عن الحرية، مثلا، في تاريخه في السنين المتأخرة المفارقة هنا، أنه من الناخية الشرعية نتحدث عن الجانب النظري في تاريخ الإسلام … منذ ظهور البشر على وجه الأرض ارتبطت به حريته، فالإنسان يولد حرا في النظرة الإسلامية.

لكن نحن لم نمارس حروبا ولم ننجز ثورات دموية من أجل الحرية. فالحرية معطى إلهي للإنسان. نحن نؤمن بأن الله خالق الكون. وخالق الكون حلق هذا الإنسان حرا لأنه لو خلقه مجبرا لتعذر عليه أن يكلفه بمهمة الاستخلاف وسأجيب هنا على السؤال المتعلق بقضية عدم ارتباط الموضوع بالشباب … إني متفق مع السيد الشريف السي الزاهي الذي نولني هذا العنوان المقاربات المختلف للحريات، فالموضوع منسجم، ومع ذلك … يجب على هذا الشاب أن يفهم أن نقربه نحن من مفاهيم وقضايا ومعلومات أنه نخاطبه بهذا الكلام وإن كان لديه إشكال، وهذا ما ننتظره. نحن نستفز عقل الشاب ليطرح لديه مشكلة» كأن يتساءل عن الحرية الجنسية «ليس لدينا أي إشكال لنناقش هذه القضايا. لدي مشكل فقط في القمع الأسري ….. هذا الشاب، نريد أن نفرغ عليه غموضه كشاب. ونجيبه من خلال هذه المرجعيات المختلفة والحكم في النهاية للواقع … قضية ارتباط مفهوم الحرية بالحداثة، أعقد، مع احترامي للجميع، فيه نوع من المجانبة للصواب في البحث الأكاديمي العلمي المتحرر، ما أقصد أن الربط بين هذا المفهوم والحداثة بمعنى أن الحرية ما جاءت مع الإسلام وما جاءت في التاريخ، وحتى في الفكر اليوناني مثلا… وكل ذلك فيه نوع من القفز على التاريخ والقفز على الحقائق التاريخية والحقائق العلمية والموضوعية، وأعتقد أن الذي يجب أن نؤمن به يجب أن نسطر أن هذا الإنسان يولد حرا: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، والتكليف في الإسلام مرتبط أصلا بالعقل والحرية. وربما يعتبر ذلك نشاز. لأن الخطاب الذي نسمعه، الآن، أن ثلة من الناس في التوجه الإسلامي قد لا يعجبونكم. لكني أتكلم بحرية [دائما أنا محرر، باللسان الدارج]. لذلك أقول لكم أن هذا الإنسان منذ أن ولد وهو حر. إنك لن تستطيع أن تجادل ابن خلدون فيما يطرحه من أفكار، لكن أثناء الحديث عن علم الاجتماع لا يذكرون ابن خلدون، وهذه إيديولوجيا. وهل ننتظر حتى القرن العشرين ليقول لنا الغرب كيف نتحرر؟ إنتاجي الفكري يسير نحو العقلانية ولقد أعددت بحوثا في هذا المجال. «الإنسان يولد حرا» هذا الباب يجب أن يكون مدركا. وأما قضية الريسوني وحرية المعتقد. فالريسوني لم يكن … ربما أعطي فكرة. فالريسوني ليس إلا أصولي وفقيه حسب ما أعرفه أنا أنه حينما قال مقاصد الكلام يقصد مثلا   يعني إمارة المؤمنين … لا، المقرر في الشريعة الإسلامية «لا إكراه في الدين»، ولكن متى؟ متى؟ حينما تقرر ابتداء أنك دخلت الإسلام، قبل أن تدخل الإسلام؟ وأنت تعتنق الإسلام هذا هو المقرر عند عمارة [ربما يقصد محمد عمارة] وعبد الله النفيسي، وفهمي هويدي، ومحمد حبيب الله، وهم من المفكرين الذين تكلموا في الفكر السياسي. المقرر في القضية هي أن الحرية حرية المتقد قبل أن تعلنك إسلامك. حينما تعتنق الإسلام يمنع عليك أن ترد بعد ذلك. هنا تتوقف حرية الاعتقاد، وأنا أتحدى على المستوى الفكري والتاريخي أيضا أن يأتيني شخص بقانون فوق الكرة الأرضية، لا يحمي مكتسباته القانونية، بوضع مثلا هذا القانون، ما يسمى بالخيانة العظمى، هذه في القوانين البشرية. كيف تسمح بالردة أن الناس يدخلون الإسلام صباحا ثم يخرجون عنه مساء. هل هذا دين؟ من هنا منع الارتداد ولا أدخل هنا في التفاصيل الفقهية، ولا أسجل أيضا مسألة الانتقائية في الطرح. وهذا التعامل مع التراث البشري تعامل انتهازي، وتعامل غير منهجي وعلمي. أنا مع السيد إبراهيم أيت شابع في كل ما قاله…   أتوقف على مفردة جاءت في بعض المداخلات «الله يخلق الفعل» إذا أردت أن تفهم الخطاب الإلهي عليك أن تجمع النصوص. لا أعتقد أن الذين يتكلمون هذا الكلام قاموا بجمع النصوص……. لا بد من فهم السياق. الرابطة المحمدية للعلماء نظمت ندوة حول السياق بالمفاهيم الإستيمولوجية واستدعت خبراء داخل الوطن وخارج الوطن … الله ليس عاجزا وأنا لا أعترف بإله عاجز فإرادة الله مطلقة في الكون وإرادة الإنسان داخل ضمن ذلك. فالله أراد والإنسان أراد   فلا تعارض بين إرادة الله وإرادة الإنسان: اعملوا ما شئتم، سيروا في الأرض…. ليس هناك آية ولا حديث تفصل بين الغيب والواقع، فالغيب هنا ليس ميتافيزيقا … وبالنسبة لمسألة الجبر والاختيار «قل إن صلاتي ومحياي ونسكي لله رب العالمين لا شريك له» فإذا أطلقت حرية الإنسان بهذا الشكل هذا لا بد أن يؤذي نفسه لذلك لابد له من التشريع … من سينظم البشر؟ رب العالمين. العلاقة بين الطبيعة والإنسان عرفونا الطبيعة [من عندها ما تفعل الطبيعة]، إنها جبال ووديان».

لحسن أيت الفقيه «تحية مجددا، ربما لن أجيب على كل الأسئلة. ولقد أشرت في البداية أنني لن أجاهد نفسي لمناقشة الحقيقة، وإنما مررت عبر التاريخ، ولما ناقشت الفعل. كان من الضروري أن أقف عند المعتزلة وأقف عند الأشاعرة، وعند ابن رشد وعند مالبرانش، وإن كان ذلك قصدا قصد إقصاء طائفة ما وليكن. لست مدعوا لأقف عند إعدام سقراط لأن ذلك مرتبط بحرية الفكر أو عند إعدام جاليلي الذي قال «ولكنها تدور» وذلك متصل بحرية الفكر، أو محاكم التفتيش التي أنشئت بعد سقوط غرناطة سنة 1492، لست مدعوا لأقف عند تلك الأمثلة لأنها خارج السياق فوق أن حرية التفكير والتعبير تبلورت مؤخرا وغن قصدت ذلك فليكن، لأني جريئ في المواجهة، ولست هنا لأدافع عن نفسي، سأوضح بعض الحقائق: ليس هناك ما يلزم دولة ما لتوقع على اتفاقية ما. لكن لما توقع اتفاقية فهي ملزمة، ويمكن لك أن تتحفظ عن مادة ما إن كانت تعارض بعض الخصوصيات ومعظم الاتفاقيات مذيلة بالبرتوكولات غن كل ما قلتم مجموعة من القيم، يمكن الاتفاق معها، والقيم لا تكون ملزمة حتى تفصل في فصول قانونية، فالبناء يجري على الفصول والمواد وليس الآيات والأحاديث. قد نستأنس بالشريعة لإنشاء بعض العقوبات مثل المتعلقة بجنحة الفساد، والفساد قيمة مستقاة من الشريعة الإسلامية، بما هي قيمة سلبية، وتأسس على الشريعة لا معنى له ما لم يضمن ذلك في فصل قانوني.

لم أحصر الحرية في القانون الطبيعي وقد أشرت إلى أن الحرية مرتبطة بالسياسة في وقت لاحق. ولأننا في ندوة فلسنا مدعويين لنعمق النقاش. ولأنكم لم تضعوا أرضية ملزمة فيمكن ان نزيغ. واما عن الانتهاك الذي ورد في المداخلة رقم 12 نقول غن الانتهاك يسمى كذلك لما يتصل بسياسة ممنهجة وأما السلوكات المعزولة فليست انتهاكات.

وأما الخصوصية والكونية فذاك نقاش آخر. وإنه باسم الكونية يمارس المسلمون شعائرهم في أوروبا. وأما مشكل الخصوصية فلا يعني فقط المسلمين بل يخص كل الأقليات الثقافية».ذلك مجمل ما ورد في الندوة.

لحسن ايت الفقيه

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *