كلمة “إكودار” جمعٌ للكلمة المُفردة “أكادير”، وهي إلى جانب كونها أُطلقت كإسم على أكبر حواضر الأمازيغ بالمغرب، فهي تعني – في الحقيقة – مجموعة مخازن عظيمة الصلابة تُبنى من الحجارة والطين، يُسيجها سور عال تتوزع على زواياه الأربعة أبراج عالية للحراسة.
هذه المخازن، كانت تُعد فيما مضى من الأزمان بمثابة “أبناك” يُخبأ فيها الأهالي كل غال ونفيس يملكونه، خشية تعرضه للسطو من طرف القبائل المُغيرة، أو للسرقة من لدُن اللصوص الذين عجت بهم الجبال والسهوب زمن المجاعات الكُبرى.
تُظهر الصورة الأولى جانباً من السور الحجري العظيم الذي يحمي أكادير، وفي اليسار تُرى غرف المخازن والتي تُسمى “إحونا” وهي متراصة فوق بعضها البعض، تقود إليها مجموعة أدراج صغيرة مصنوعة من الصخور تُسمى “تيسكتار” مُثبتة داخل الجدار الصخري.
تُظهر الصورة الثانية جانباً من غرف المخازن “إحونا”، وهي مرقمة أرقاماً تسلسليةً، مما يدل على كونها لا زالت تُستعمل حتى الساعة. وتُلاحظ فتحة صغيرة على جانب الباب، لا تُحفر في مكان عال حتى تستطيع توفير التهوية من جهة، وتُمكن قط أكادير من ولوجها وتصيد الفئران فيها.
يُرى في الصورة الثالثة أحد أبراج المُراقبة الخاصة بأكادير، وعليه كان يتناوب – فيما مضى – 3 حراس كل 24 ساعة يُسمون “أضافن”، مسلحون ببنادق بارود وأسلحة بيضاء، وكانوا يتقاضون أجرهم السنوي من محصول الحبوب والقطاني بعد موسم الحصاد مباشرة.
تُظهر الصورة الرابعة الردهة الداخلية لأكادير، حيثُ ترى تقنية الأمازيغ في رفع الأسقف لبناء طبقات فوق بعضها البعض، مستعملين جدوع الأشجار أو “تيكجدا”التي تتحمل الثقل لمئات السنين.
يُرى في الصورة الخامسة قفل المخزن، وهو من الحديد المسبوك من طرف صناع محليين، ويُفتح بواسطة مفتاح ضخم قد تتجاوز كتلته أحياناً ربع كيلوغرام.
في الصورة السادسة تُرى كمية من الشعير الذي يبدو أنه حُصد حديثاً، وهو مُخزن بأمان داخل “أحانو” الخاص بعائلة ما.
حسن عصيد- كشك