يشرفني أن أقدم إليكم سيرة المحتفى به تكريما من لدن الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (أزطا) فرع زاگورة، التي لا تفتأ تلتفت لكل الفعاليات الثقافية والفنية بالجنوب الشرقي، كما يبدو من حال يومه ومناسبته التي صادفت أجواء احتفال سكان شمال أفريقيا بحلول السنة الأمازيغية 2966. تلتفت الجمعية بالاعتراف عن طريق التكريم والقدير: أقدم إليكم السيد لحسن أيت الفقيه.
إنه من مواليد زاوية سيدي بوكيل، بغرب مدينة الريش، بإقليم ميدلت، يوم 09 من شهر فبراير من العام 1961. تأثر بأجواء التصوف الطرقي فشرب فكريا من المخطوطات، واكتسب تسامحا مسلكيا تزخر به «تيگورما» الأمازيغية في جبال الأطلس الكبير الشرقي، وتمكن من التزاوج بين التعليم العتيق تحت إشراف الأسرة والزاوية والتعليم المدرسي الحديث، وتمكن من الحصول على الإجازة في التاريخ سنة 1986.
ونظرا لتزاوجه بين العتيق والحداثي انصب اهتمامه على المسكوت عنه من الأفكار والعادات: فمنها ما يتصل بثقافة الدم والشعر، ومنها ما يتصل بالزي والوشم، تمكن من تدوين ذلك بفعل قدرته اللغوية والأدبية التي اكتسبها من التعليم العتيق، في كتاب «إملشيل: جدلية الانغلاق والانفتاح» صدر عن مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث سنة 2001، وعقب ذلك صدر له كتاب «المرأة المقيدة: دراسة في المرأة والأسرة بالأطلس الكبير الشرقي» سنة 2002، وهو كتاب يدور حول دور المرأة في احتضان الأنساق الثقافية الأمازيغية. وفي سنة 2004 صدر له كتاب عنوانه «فصول من الرمز والقيمة في بيئة طيور الأطلس الكبير الشرقي» جمع كل ما قيل عن الطير من أشعار وما نسج حولها من روايات وأساطير، صدر الكتاب بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA). وساهم سنة 2006 في جمع التراث الشفاهي الأمازيغي بجبال الأطلس الكبير الشرقي، وحقق بعض المخطوطات بالزاويتين العياشية والوكيلية، وكان ذلك دعما لموسوعة التراث الشفاهي لتافيلالت الصادرة عن فرع اتحاد كتاب المغرب، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في ثلاث مجلدات. وفي بحر سنة 2010 صدر له، صحبة الشاعر الأمازيغي باسو جبور، كتاب «إملشيل: الذاكرة الجماعية» تضمن ثقافة المقاومة والأشعار المنظَّمة بصددها، صدر الكتاب بدعم من الاتحاد الأوروبي وصندوق الإيداع والتدبير. وفي سنة 2012 نال عضوية اتحاد كتاب المغرب، وبات نشيطا في فرع الرشيدية التابع لنفس الجمعية. وكان قبل ذلك كاتبا صحافيا مدونا متتبعا للشأن العام بالجنوب الشرقي، ومنشطا للاجتماعات والندوات، ومؤطرا للأوراش في التنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان. وصدر له في سنة 2013 كتاب «الرموز الدفينة بين القبورية والمزارات الطبيعية» تمكن فيه من تدوين حصيلة النبش في قبور 173 مقبرة بالأحواض النهرية كير وزيز وأسيف ملول، وتردد على المزارات الطبيعية المائية والنباتية والصخرية. وسيصدر له قريبا كتاب «حفريات في المجالية والهوية الثقافية».
يشتغل المحتفى به إطارا لدى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات، وكان قبل ذلك إطارا إداريا بالمكتب الإداري الجهوي للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بميدلت.
ذلك باختصار ما يستغرقه المقال اللائق بهذا المقام.