جواد الطاهري : صحفي في إذاعة ميد راديو
ثمنه إلى غلى كاع لا يتعدى 1500 درهم, يكفيه سطل ماء, وبعض من “حشيش” كسوته “حلاسة” مرة ف5 سنوات, وينتعل 4 “صفيحات” مرة كل عام,, إنه الحمار يا سادة (شرف الله قدره), “التوارك” الحقيقي لسكان الجنوب الشرقي للمملكة, ووسيلة النقل المميزة التي تستطيع التغلب على تضاريس المنطقة الوعرة والقاسية
فالحمار يا سادة, ينقل قسما مهما من سكان تلك الربوع إلى منابع مياه وآبار تبعد غالبا بكيلوميترات عن التجمعات السكنية, حاملا براميلهم و“بوديزاتهم” لجلب المياه العذبة
والحمار يا سادة, يصبح سيارة اسعاف لنقل سيدة جاءها المخاض هناك, أو طفل لسعته عقرب هنا
الحمار يا سادة, يغدو أحيانا أخرى, سيارة “ليموزين” تتزين لتنال شرف زف عروس من دوار, إلى عريسها في دوار آخر, فتقطع العروس في موكب تؤتته بغال مجرى الوادي حاملا أقدامها المزينة بالحناء بعيدا عن المياه
انه الحمار يا سادة, وسلة النقل متعددة الفضائل, في حين بعض المنتخبين (شرف الله قدركم) في تلك الربوع المنسية لا يزورون السكان إلا لاستجداء أصواتهم لضمان ولاية جديدة على كراسي وثيرة
نعود الآن إلى ‘التوارك‘, سيارة رباعية الدفع, ثمنها لا يقل عن 40 مليون سنتيم, محركها ضخم يسكف البنزين سكفا, أصغر قطعة غيار فيها يعادل ثمنها ثمن حمار طويل عريض شهم
استكثر البعض على “منتخبينا” الأشاوس الاستفادة من خدماتها ال5 نجوم, في بئية صحراوية هجرها شبابها, وبقيت النساء والعجزة فقط يعدون “النجوم” في سماءها النقية
حسنا, اشتروا انتم التوارك من أموالنا ولكن اياكم أن تغادروا بها تراب الجهة نحو وجهات لا تعلمونها إلا أنتم, اياكم أن تكتفوا بـ“التفطح” بها على المستضعفين وعلى الأهل والجيران, ثم اياكم أن ترسلوا بها أبناءكم إلى المدارس, وحريمكم إلى صالات التجميل
واياكم ثم اياكم أن تزعجوا بمنبهاتها “حميرنا” الأوفياء, خدامنا الحقيقيون
حسنا, كنت أمزح,,تمتعوا يا منتخبينا “عطاكم الله” كما تمتع الذين من قبلكم, زاحموا بـ“التوارك ديالكم” الـ” برادو” 4*4 ديال السادة العمال, والـ“كيا سورينطو” 4*4 ديال السادة النواب ورؤساء “المصالح“, والـ“ميتسوبيشي” 4*4 ديال السادة مدراء الماء والضو