الكانكا : احتفاء بالتراث الموسيقي لجنوب شرق المغرب

ستقام الدورة الرابعة لمهرجان زمان من 14 إلى 16 نوفمبر 2025 في محاميد الغزلان، وهي واحة تقع عند الحدود الشمالية للصحراء الكبرى. يقدم هذا الحدث الفريد من نوعه الانغماس في التقاليد الموسيقية العريقة لجنوب شرق المغرب، مع تسليط الضوء على ثراء التراث غير المادي للمنطقة وضمان نقله إلى الأجيال القادمة.
يتم تنظيم المهرجان من قبل جمعية جدور الصحراء، بالشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية مرموقة مثل Playing for Change و Sahara Roots و معرض Visa for Music ويستفيد من دعم المكتب الوطني المغربي للسياحة، والمجلس الإقليمي لزاكورة، والمجلس الجهوي لدرعة تافيلالت، والصندوق العربي للفنون والثقافة و وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني و وزارة الشباب والثقافة والتواصل
يحتفي هذا التعاون بالثراء الثقافي لدرعة تافيلالت ويعزز التبادل الفني على نطاق عالمي.
كانكا: جسر موسيقي بين ضفتي الصحراء الكبرى
يحتفل مهرجان زمان هذا العام بالكانكا، وهو نوع موسيقي عريق في وادي درعة يجسد الرابط العميق بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى، يجمع بين الإيقاعات القوية والأغاني الصوفية والرقصات الطقسية. وهو يجسد حوارًا روحيًا ومجتمعيًا متجذرًا في التقاليد الصحراوية والإفريقية.
تعد واحات الجنوب الشرقي بالمغرب مهد ثقافة الكانكا . وفي هذه الواحات، يعمل كبار الموسيقيين، الذين يطلق عليهم اسم “المعلم”، على تخليد هذا التراث العريق داخل زواياهم، المعروفة أيضًا باسم “الكدح”. بكل فخر وإخلاص، يقومون بتدريب الجيل الجديد، وبالتالي ضمان استدامة هذا التقليد. سيكون هؤلاء الأساتذة الموسيقيين حاضرين خلال هذه النسخة من المهرجان، من اجل تعزيز الروابط المجتمعية والاحتفاء بالتنوع الثقافي في المنطقة.
سيسلط مهرجان زمان 2025 الضوء على الشباب، المسؤولين عن مستقبل هذا التراث. لهذا سيشارك بالمهرجان أكثر من 150 موسيقيًا ومغنيًا وراقصًا، بما في ذلك العديد من الشباب الذين تتراوح أعمار العديد منهم بين 15 و30 عامًا، من خلال عروض مليئة بالحيوية. ستقدم الفرق الموسيقية من كافة أنحاء االجهة عروضها. كل واحد يجلب طقوسه الخاصة لكانكا، مما يسلط الضوء على ثراء وتنوع هذا التقليد القديم.
برنامج غني و بعد دولي
تنفتح هذه النسخة على الساحة الدولية من خلال استضافة بعض رموز الموسيقى الأفريقية و العالمية، وتقديم تجربة موسيقية استثنائية مما يجعل “زمان” حدثًا تتلاشى فيه الحدود لإفساح المجال للتواصل الفني والإنساني.
فيو فركا توري،
عازف جيتار موهوب من مالي، مشهور عالميًا بقدرته الفريدة على دمج البلوز الصحراوي مع إيقاعات الماندينغ. باعتباره ابن الفنان الأسطوري علي فاركا توري، تمكن من صياغة هويته الموسيقية الخاصة من خلال دمج العناصر الحديثة في التقاليد الموسيقية لبلاده. وسيضفي حضوره في مهرجان زمان بعداً استثنائياً، حيث تتداخل الأصوات التراثية بانسجام مع الابتكار المعاصر.
عبد المجيد بقاس،
أستاذ موسيقى الكناوة بلا منازع، هو سفير حقيقي للحوار الموسيقي بين أفريقيا وبقية العالم. ينحدر من مدينة زاكورة، ويستخدم موهبته للترويج للموسيقى كوسيلة للتواصل الثقافي. وسيقدم حضوره في المهرجان لمحة أصيلة عن أصوات الكناوة، الغنية بالإيقاعات المثيرة للذهول والتراتيل الروحانية. يجسد بقاس روح المشاركة والانفتاح في قلب هذا الحدث.
عزيز السحماوي،
مغني وملحن وعازف متعدد الآلات، وأحد مؤسسي الأوركسترا الوطنية لبارباس ومبدع مشروع “University of Gnawa”. عمله الفني جسر بين موسيقى كناوة وموسيقى المغرب العربي والتأثيرات المعاصرة.
إيمانويل بيدجوب،
أصله من الكاميرون، وهو فنان متكامل يستكشف الإيقاعات الإفريقية من خلال الغناء والإيقاع والرقص. إيمانويل بي دجوب موسيقي أفروسول يتميز بطاقة متدفقة، عفوية وقوية، وفي الوقت نفسه متقنة ورقيقة، مليئة بالعاطفة. إن حضوره في مهرجان زمان سيضفي بُعداً نابضاً بالحياة وموحِّداً على التبادلات الفنية
موسيقيون عالميون من Playing for Change
سيستضيف مهرجان زمان 2025 أيضاً اثنين من الأسماء البارزة في Playing for Change:
روبرتو لوتي، عازف الغيتار الإيطالي المعروف بعزفه الحساس والبارع،
لوك وينسلو-كينغ، المغني وعازف الغيتار الأمريكي، وأحد رواد موسيقى البلوز والفولك.
فنانين محليين في مهرجان زمان
وبعد إقامات فنية مع مجموعة من الفنانين المحليين (ناجي العمراني، رشيد برزوكي، سيدي أحمد بن عبيد، سعيد الطالب، حفصة أوبابا، عزالدين ايت فراجي، وقادا توهامي من الجزائر…) في مدرسة الموسيقى جذور الصحراء بمحاميد الغزلان، سيقدمون عرضاً موسيقياً على خشبة المهرجان يمزج بين التقاليد الصحراوية والإيقاعات العالمية ليمنح الجمهور تجربة فنية استثنائية.
الفنانون المحليون من منطقة ورزازات الكبرى
سيُخصَّص حيزٌ مميز للفنانين المحليين من منطقة ورزازات الكبرى، من خلال مشاركة مجموعات موسيقية بارزة مثل:
تاروا ن تينيري (Tarwa N-Tiniri) ، دراعا ترايبز (Daraa Tribes)، سعيد تراكالت (Said Taragalte) وإمدريوين (Imidriwin)، الذين يجسدون روح الإبداع والأصالة الموسيقية في الجنوب الشرقي للمغرب.
قافلة زمان فيزا
بالشراكة مع Visa For Music، تعود قافلة Zamane-Visa إلى الطريق لتعزيز التبادل الثقافي الدولي. انطلاقا من محاميد الغزلان، ستمر القافلة بورزازات و مراكش، حيث يقدم للفنانين والصحفيين والمشاركين رحلة لاكتشاف التقاليد الموسيقية المحلية و الموروث الطبيعي و الثقافي الدي يزخر به الجنوب المغربي الكبير.
وفي 19 نوفمبر ، الوصول إلى الرباط للمشاركة في المعرض الدولي للتأشيرة للموسيقى ، الذي يعتبر اكبر منصة أساسية لترويج الفنانين والموسيقى من أفريقيا والشرق الأوسط والحدث رئيسي للكشف عن المواهب الجديدة وإقامة الروابط مع المشهد الفني العالمي. كما يؤكد هذا الحدث على دور المغرب باعتباره ملتقى ثقافيا يربط بين إفريقيا والشرق الأوسط وبقية العالم، مما يفتح آفاقًا جديدة للترويج للمنتوج ا الموسيقي المغربي.
مهرجان الوحدة والتنوع الثقافي في أفريقيا
يحتفي مهرجان زمان بوحدة وثراء القارة الأفريقية الثقافي من خلال تعزيز التبادلات الثقافية بين بلدان الجنوب. في هذه النسخة الرابعة، سيكون هناك فنانون وممثلون ثقافيون من أوغندا وجنوب أفريقيا وغانا والسنغال و مالي وموريتانيا، حيث سيجلب كل منهم تراثه الموسيقي.ستجمع الإقامات الفنية، التي يتم تنظيمها بالشراكة مع Playing for Change، موسيقيين من فرنسا ومالي وإيطاليا والولايات المتحدة وغانا والسنغال إلى جانب فنانين محليين. ستعمل هذه اللقاءات، المخطط لها في مدرسة الموسيقى “جدور الصحراء” بمحاميد الغزلان، على تعزيز إنشاء مشاريع مستوحاة من التقاليد الصحراوية
. الندوة العلمية: حول آليات توثيق التراث اللامادي
في إطار الأنشطة والأعمال الميدانية التي تقودها جمعية جدور الصحراء لحماية وصيانة وتثمين التراث اللامادي بواحات درعة، تنظم ندوة علمية يقودها مجموعة من الخبراء في التراث اللامادي بإفريقيا والوطن العربي، تحت عنوان: حول آليات توثيق التراث اللامادي: الواقع، المنجزات والإكراهات”
اللقاءات المناخية: التزام بالمستقبل
وعيا منها بالتحديات البيئية، تتعاون جمعية “جدور الصحراء” ، مع الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية لتنظيم لقاءات المناخ. ستجمع هذه اللقاءات الخبراء والمؤسسات والمقيمين لتحليل تأثيرات تغير المناخ على المنطقة وتعزيز الحلول المستدامة. ويسلط المهرجان الضوء على ضرورة التعبئة الجماعية للحفاظ على البيئة وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود. وستعمل هذه الاجتماعات على زيادة الوعي بين الجمهور والسلطات المحلية بشأن القضايا البيئية و تشجيع الممارسات التي تحترم التقاليد المحلية.
لقد حظي التزام جدور الصحراء بتكريمٍ من مؤسسة عبد القادر بن صالح خلال فعاليات جوائز الابتكار الاجتماعي المغربي 2025 (MSIA)، حيث تمّ اختيار مهرجان زمان كـ «مشروع ثقافي لعام 2025» — تكريمًا لجذوره العميقة ورؤيته المستقبلية. زمان ليس مجرد مهرجان، بل هو الصدى الحيّ لإرثٍ متجذّر.
للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقعنا الإلكتروني