صورة من الأرشيف
ورزازات 4 فبراير 2016/ومع/ تشكل المحطة الشمسية نور1 بورزازات، منصة مثالية لتكنولوجيا الطاقات المتجددة، إن على المستوى الوطني، أو على الصعيد الإقليمي والقاري.
ويمتد هذا المشروع الكبير، الذي يشكل مبعث فخر للأقاليم الجنوبية ولكافة مناطق المملكة، على مساحة 480 هكتار بمنطقة تمزغيتن على بعد 10 كلم شمال شرق مدينة ورزازات.
وتم إنجاز هذه المحطة الشمسية الأولى من نوعها، التي باتت تثير اهتمام عدد كبير من الخبراء والصحافيين من جميع أنحاء العالم وتبلغ طاقتها الإنتاجية 160 ميغاواط، في إطار مخطط الطاقة الشمسية المغربي. وتم تطويرها باعتماد تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية بسعة تخزين تصل إلى 3 ساعات ذات تشغيل كامل.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه المحطة هي جزء من مركب شمسي ضخم يمتد على مساحة 3000 هكتار، يطلق عليه “نور”.
ويهم الشطر الثاني من هذا المركب، بناء محطتين شمسيتين (نور 2 ) و(نور3) وفقا لنظام المرايا المركزة، بعدما تم استكمال كافة جوانبه المالية.
وتمتد محطة نور 2 على مساحة 680 هكتار، وتعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية وتبلغ طاقتها الانتاجية 200 ميغاواط، بقدرة تخزين تصل إلى 7 ساعات.
وسيتم تطوير محطة “نور 3” باستخدام الطاقة الشمسية الحرارية وبطاقة إنتاجية 150 ميغاواط، وتصل طاقتها التخزينية إلى ما يقرب ثماني ساعات.
وكانت الوكالة المغربية للطاقة المتجددة، قد أعلنت في دجنبر الماضي، عن لائحة تضم 20 مقاولة وتجمع شركات تم قبولها عقب عملية التأهيل القبلي لتطوير مكونات اللوحات الشمسية ببرنامج نور.
وأسهم مشروع نور في إطلاق دينامية في مجال البحث والتنمية بمدينة ورزازات من خلال إنشاء كلية متعددة التخصصات تتوفر على مسالك خاصة بالطاقات المتجددة، والهندسة والبرمجة المعلوماتية
كما أن هذا المشروع الضخم له وقع اقتصادي مهم وواضح من خلاله إسهامه في تعزيز مستوى النشاط السياحي، وزيادة معدل إشغال مرافق الإقامة وتحسين عائدات وكالات تأجير السيارات والمطاعم.
وسيسهم هذا المركب الشمسي “نور”، ذو القيمة المضافة العالية، في التنمية السوسيو- اقتصادية والثقافية للمنطقة، وفك العزلة عن عدد من القرى المجاورة، وبروز منتجات سياحية جديدة، وذلك خدمة لإشعاع مدينة ورزازات على الصعيد العالمي.
وبإطلاق هذا المشروع العام، تكون المملكة التي حددت الهدف المتمثل في الرفع من حصة المصادر المتجددة في المزيج الكهربائي الوطني من 42 بالمائة في 2020 إلى 52 بالمائة في 2030.
يذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعلن عن ذلك، بمناسبة افتتاح القمة العالمية حول المناخ “كوب 21” التي احتضنتها العاصمة الفرنسية، وهو ما يؤهل المملكة لتصبح من الدول الرائدة في العالم في مجال الطاقات المتجددة.
وكانت المجلة الأمريكية المؤثرة (فوربس ماغازين)، قد أشارت، في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي، إلى أن الجهود التي بذلها المغرب لإعطاء بعد جديد لقطاع الطاقات المتجددة في البلاد ما فتئت تؤتي ثمارها، وتمنح للمملكة تقدما كبيرة على جيرانها.
وأبرزت المجلة، في مقال بعنوان “المغرب يسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافه في مجال الطاقات المتجددة في أفق 2020?، أن “المغرب يوجد في الطريق الصحيح للرفع من استخدام الطاقات المتجددة لتصل إلى 43 بالمئة بحلول سنة 2020. وأن هذا الأمر من شأنه أن يمنح البلاد، في نهاية المطاف، تقدما على جيرانه في مجال الطاقات البديلة”.
من جهته، كشف موقع “غيزمودو.كوم” الأمريكي في تقرير أصدره الاثنين الماضي، أن من بين المشاريع الضخمة بالعالم، مركب الطاقة الشمسية بورزازات، المعروف بÜ “نور”، معتبرا أن المشروع “يشكل نموذجا جيدا للوعي بأهمية الطاقة الشمسية ونجاعتها في المستقبل”.
وأبرز الموقع، الذي عنون تقريره بعنوان “محطة عملاقة للطاقة الشمسية بالصحراء”، أنه “ليس هناك أدنى شك في أن الطاقة الشمسية سيكون لها دور حاسم في المستقبل، وهو التوجه الذي يشجع في الواقع على تطوير المحطات العملاقة للطاقة الشمسية، لاسيما بكاليفورنيا والصين وغيرهما (…)، وتعتبر المرحلة الأولى لمركب ورزازات (نور 1) خير مثال على ذلك”.
وأكد الموقع أن “هذه المحطة الطاقية ستفرض نفسها في القريب كأكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة على الصعيد العالمي، باعتبار أنه يمكن حاليا رؤية نصف مليون من الألواح الشمسية من الفضاء كما تبين ذلك الصور التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية (نازا)”.