زاكورة نيوز/ ادريس اسلفتو
تعيش المحطة الطرقية لمدنية ورزازات اختلالات لا تكاد تنتهي، تعكس معها الوجه الحقيقي لهذا المرفق، الذي يفترض منه أن يكون أول فضاء يكتشفه زوار مدينة ومنهم سيّاح أجانب، وأخر نقطة يغادرون مهنا المدينة صوب وجهة أخرى.
وضعية المحطة الطرقية …
أضحت المحطة الطرقية للمسافرين بمدينة ورزازات مأوى للمشرّدين؛ فالوافدون على المدينة، من المسافرين حين نزولهم من الحافلات في الصباح الباكر، يعاينون بأم أعينهم أعدادا من المشردين غاطّين في نومٍ عميق في أركان المحطة، يفترشون قطع الكرتون ويلتحفون أغطية بالية. كما يجد زوار المدينة حين يُغادرون المدينة، ليلا، أفواجا من المشردين وهم جالسون على الكراسي يتثاءبون مستعدّين للنوم.
لا يختلف داخلَ المحطة الطرقية عن محيطها الخارجي، فمعظم مرافقها تآكلت واغلبها مقفلة وفي عطلة منذ سنوات، مراحيض تغيب عنها النظافة وشبابيك لا تؤدي دورها و تحولت إلى غرف لنوم المشردين وأبناء الليل,و حافلات ابتعدت عن المحطة وحولت بعض شوارع المدينة إلى محطة لإنزال وأخذ ركاب جدد.
إن انعدام النظافة داخلَ المحطة الطرقية للمسافرين بمدينة بورزازات يمكن ملاحظتها على أرضية المحطة، التي تسكوها بقع سوداء هي قطع عِلْك التصقت بالأرض ودهستها أرجل العابرين وتركت لحالها مخلّفة مشوها وداخل الشبابيك المقفلة منذ سنوات وبعض المرافق الخارجية التي صارت كمستودعات لأزبال والنفايات،وسط المحطة يستقبل كرسي خشبي يحي إليك من اللحظة الأولى أنك غير مرغوب فيه.
يتواجد داخل المحطة مقهى ومطاعم تم كرائها للخواص إلا أن لوحظ استغلال تلك الأماكن لأفعال أخرى خارجة عن القانون من ترويج المخدرات والشيشة ناهيك عن استغلال الأطفال والقاصرات وغير من السلوكيات التي كانت موضوع شكايات عدة .
بمحيط المحطة الخارجي ينتشر احتلال الملك العام بكل مظاهره كراسي عربات مجرورة هنا وهناك بائعي السجائر بالجملة وأصحاب المأكولات صباح ومساء يصبح معها المظهر الخارجي للمحطة أكثر عشوائيا و يوحي على الفوضى والعشوائية بالرغم من بعض الحملات للسلطات المحلية بين الفينة والأخرى.
إن العناية بهذا الفضاء، من لدن مسيّري الشأن المحلي، حسب ما يعاينه الزائر، توجَد في أدنى مستوياتها لهذا قررنا طرح هذه الوضعية على المجلس البلدي لورزازات لتوضيح والإقناع.
موقف المجلس الجماعي لورزازات…
سعيد الصادق نائب المجلس البلدي لورزازات أوضح خلال لقاء له بجريدة “زاكورة نيوز “بخصوص هذا الموضوع أنه على غرار باقي محطات مجموعة من المدن تعاني المحطة من عدة إشكالات مرتبطة بالتراكمات ويعاني معها المجلس و الساكنة عموما.
وأوضح النائب الجماعي انه متعارف على المحطات الطرقية كل هذه الإشكالات المرتبطة و أساسا بنوعية الوافدين عليها والعاملين بها وكذا مجموعة من الفئات التي تقصدها من المتخلى عنهم والمتشردين والمهاجرين وغيرهم وبالتالي فهي فضاء مفتح يصعب على المشرفين على المحطة التعامل مع كل هذه الفئات الاجتماعية .
وفي ذات السياق قال الصادق أن وضعية المحطة الطرقية لورزازات من قبل كانت في وضعية أسوا من هذا إلا أن المجلس الحالي وفي ولايته الثانية حاول التدخل في هذا المرفق الحيوي بمعية كافة المتدخلين ومنهم الشركة التي فوض لها تدبير المحطة عبر صفة عمومية وفق دفتر تحملات مسطر.
وأشار المتدخل أنه في إطار هذا التفويض لم يشمل دفتر التحملات كل مرافق المحطة من المحلات التجارية والشبابيك والمرافق العمومية و محل حفظ الأمتعة باستثناء ومكتب إداري مكتب المحطة الطرقية الأرصفة المخصصة لوقوف الحافلات شباك استخلاص واجبات المحطة والمرافق الصحية التابعة لإدارة ،الأمر الذي جعل مختلف مرافق المحطة تصير إلى ما هي عليه ألان.
الحلول وإجراءات الانقاذ…
أقر السعيد الصادق بالصعوبات التي تواجه المجلس الجماعي لتحسين وضعية المحطة الطرقية لورزازات وخاصة أن المجلس كانت يسهر على تدبير هذا المرفق قبل أن يدخل في التفويض لشركة وهي أيضا لم تستطع تغيير الصورة السلبية للمحطة إلى المستوى المطلوب وخلال شهر فبراير المنصرم صوت المجلس على إعادة تجديد العقد مع الشركة على أمل أن يتم تدارك الأمر ومواجهة كل الصعوبات .
صرح السعيد الصادق في إطار تدخل المجلس بالمحطة الطرقية أنه عمل على عقد اجتماعات رتابة مع كل الأطراف المعنية لمتابعة الوضعية من المصالح الأمنية ومتفشية النقل والسلطات المحلية،والمجلس في كل مرة يقوم بتدخلات لإصلاح بعض النقط السوداء داخل المحطة من قنوات الصرف الصحي والأزبال ،وأوضح الصادق أيضا أن المجلس يعد الدراسات لإصلاح مرافق المحطة والنهوض بها وتجويد عملها،حيت من المرتقب أن تشمل هذه الإصلاحات الجدار الخارجي للمحطة ومرافق صحية وقاعة للصلاة إضافة إلى بناء مركز الأمن الوطني داخل المحطة وإعادة صباغة وزين المحطة .