زاكورة نيوز/ادريس اسلفتو
لعل من أبرز الطقوس المعروفة في شمال افريقيا عند القبائل الامازيغية أو العربية منها، ما يعرف ب “تاسليت ننزار” أي عروس المطر أو ما يسمي بالعامية “تاغنجا” وهي من أقدم الشعائر الاستسقاء.
وتهدف إلى طلب المطر والاستغاثة لما تكون الأرض والمحاصيل في أمس الحاجة للمطر، وتقام أيضا عند بداية كل موسم فلاحي لطالما ارتبطت هذه القبائل بالأرض.
وتعتبر “تاسليت ننزار” اسم لشخصية أسطورية ، على شكل عروس خرافية ، ما تزال تعيش في المعتقد الشعبي لقبائل حوض وادي درعة ، وخاصة في مخيلة نساء لاعتمادهم على الفلاحة بدرجة أولى، التي تعتمد بدورها على الأمطار.
هي وسيلة للتبرك على طلب الغيث وأمطار الخير.وأصلها كلمة أمازيغية، من معلقة الخشب، تلف بقطع من الثوب ،حتى تصبح على شكل مجسم عروس، وتربط بقصبة لتكون طويلة، وتحمل من طرف احدي بنات القرية شريطة أن تكون عذراء، وغالبا ما تكون يتيمة، يتجمهر حولها النساء وبنات وأطفال القرية ،وهن يطفن في أرجاء القرية مرددات أهازيج يتوسلن من خلالها هطول للمطر، وكل بيت يمررن بالقرب منه يقوم أهله برشهن بالماء تيمنا به وطلبا لسنة فلاحيه جيدة،وفي نهاية الجولة تتجه النساء ناحية الوادي لتقذف العروس “تسليت” في الماء عارية بعد تجريدها من ملابسها وحليها وينتظرن اختبار الوادي الذي يحمل “تاغجنا” بعيدا وعندها تهرب النسوة كناية عن قدوم فيضان الوادي.
لا تختلف طقوس أحياء “تاغنجا ” بمناطق ورزازات إلا من حيت بعض الأهازيج التي ترددها النسوة والأطفال وهم يجوبون أزقة القرية بالرغم من إيمانهم وعلمهم بأن الإسلام قد أبطلها، و أنها مجرد عادات وتقاليد قديمة، تدخل ضمن الخرافات والأساطير، يلجأ إليها الناس ، كلما انحباس المطر مضطرين مكرهين لا أبطالا.
تتشبث بها النساء، فهن يقدرنها ، كتقليد دأب عليه أجدادهن لذلك يجب الحفاظ عليها.