لم تسلم مدينة ورزازات من ظاهرة تسول الأطفال بعدة أحياء من المدينة وأمام المرافق السياحية والمؤسسات العمومية ،وأنت تتجول في المدينة التي تغري الزوار بجمالها وهدؤوها، لابد لك أن تصادف أطفال في عمر الزهور يمدون إليك يد السؤال أو يعرضون عليك بضاعة مقابل بعض الدراهم.
وإذا كان التسول عموما من أقوى وأقسى العناوين الصارخة التي تتحدث بكل فصاحة عن العوز الشديد والفقر المدقع، وضعف سبل العيش، واليأس في الحصول على الفرص التي تضمن للمتسول حياة كريمة ،فإن في ورزازات مثلا يبدوا هذا العنوان بارزا في شوارع المدنية ،وبحكم صغر حجمها فان الظاهرة لا تختفي عن معظم الأحياء ( مركز المدينة ،دوار الشمس، تاصومعت…) وتشكل جماعة ترميكت الواقعة على بعد 3 كيلومترات عن ورزازات بؤرة لتصدير أفواج من الأشخاص الذين يجدون في التسول حاجة لهم أبرزهم الأطفال والنساء.
فئة من الأطفال فوق سن الخمس سنوات ودون الخامسة عشرة؛ أي أنهم في سن الطفولة، وهم يتسللون في الغالب بغرض الحصول على بعض الدراهم من خلال ما يعرضونه من البضاعة( حلويات،مناديل، ولاعات، قنينات الماء…)، ولكنهم يتعثرون ويمتهنون التسول تحت وطأة الحاجة الملحة.
وهذه الفئة تشكل خطورة كبيرة على المجتمعات التي تتسلل إليها ظواهر أخرى من الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة والانحراف تعرضهم لمختلف أشكال الاستغلال.
إلا أنهم فئة قابلة للتقويم إذا اتخذ حيالها نحو الطرق التربوية والتقويمية العادية كباقي الأطفال والأقران كلما كانت الحالة في بدايتها، وقد يحتاجون إلى الدعم وإعادة التأهيل والتقويم إذا كانت الحالة وصلت للمدى الذي تحتاج فيه للعلاج وهنا لابد للمجتمع المدني أن يتأهب ويدق ناقوس الخطر.