محمد بوسكري
لا يختلف اثنان، في كون الفكاهة والسخرية الهادفة، وسيلة للتنوير والتفاعل التراجيدي مع الوقائع الاجتماعية والسياسية المستجدة في المجتمع، فوقعهما على النفوس بليغ، وتأثيرها على العقول دقيق، ذلك أن الفنان بحنكته ومهاراته ،يستطيع العمل على مواضيع بطريقةٍ مختلفة، تحقق التوعية والتحسيس، فكلامه المُمَسْرَح شكلا ومضمونا، يجعل الصورة أقرب، والتأثير أبلغ، تماما كما الشأن لِوقع الصورة وتأثيرها البالغ.
إننا إذن أمام موهبة استثنائية ، تُعد من القدرات البشرية الهائلة التي تتميز بها نسبة محددة من البشر، فَروحُ النكتة والارتجال ،وقدرة الفطنة والذكاء، وحس الدعابة…، تجعلان من الكلام الملفوظ الممزوج بحركاتٍ جسديةٍ معبرةٍ ومنتقاةٍ بعناية، رسما كاريكاتوريا يحدث انطباعا خاصا وينقل الجمهور من أرخبيل الجهل إلى رحاب الوعي !.
إنه رهانٌ كبير، يتطلب مهارات وقَصديات، يُدرك المتتبع أنها تتوفر بشكل إبداعي في ثنائي ” تامونْتْ” شابان من تنغير يتناولان قضايا اجتماعية وسياسية بشكل ساخر، ويتعلق الأمر بكل من ” أحمد أُعْشا” الماتع و”عبد الغني بهاوي” الرائع، وهما شابين عصاميين في المجال الفني، وصِدقهما في أداء هذه الرسالة النبيلة جعلهما يتألقان، فأصبحا حديث القاصي والداني في تنغير بعد أن كسبا قلوب شريحة مهمة من المتتبعين.
ثنائي “تامونْتْ” ثنائي التوعية والأنس الهادف، أبدع في مواضيع مختلفة من بينها على سبيل المثال لا الحصر : تيزْداينْ .. أطمَّاعْ ..تيرُّوكْزا إخْوانْ .. لْعْلو أورْ إفِّغْنْ وغيرها … ببراعةٌ وجدارة و احترافيةٌ، وخروج عن النص والعودة إليه بكل أريحية…