الأربعاء , فبراير 5 2025
أخبار عاجلة

جواد الطاهري يكتب : كثير من الماء .. كثير من الحكمة

جواد الطاهري – صحافي في إذاعة ميد راديو

الأمر جدي هذه المرة, فلا داعي لصب مزيد من الزيت في بركان خامد تفجرت أولى حممه في أحداث الأحد الماضي, لست هنا بصدد التهويل, وإنما أكتب من منطلق متغيرات ميدانية, تؤكد بما لا مجال معه للشك, أن ذلك الإنسان الزاكوري المعروف عادة, بصبره و”حشوميته” حد السذاجة أحيانا, ذهب مع الرعيل الأول, وولى دون رجعة أما الجيل الصاعد من الزاكوريين, فيختلف كثيرا, ثنائية الحرمان والجهل التي عاشها, ويعيشها, في بيئة قاسية, علمته أن “الحق ينتزع ولا يعطى” وعلمته أن من يديرون ويتدبرون أمره على مستوى الإقليم ” كولهم مسقيين بمغرفة واحدة”,, فما عاد هذا الجيل يملك صبر الأجداد والآباء على الذل والمهانة, والعيش “جنب الدكانة”.

نعم, الأمور في زاكورة أعقد مما نتصوره, ففي المنطقة نظام قبلي وعشائري يخضع لحسابات ضيقة, ومنتخبو المنطقة يوظفون تكتيكات سياسية تستغل جهل وأمية “كبار” القوم, لكن ليس من الحكمة والعدل أن يتحول احتجاج سلمي للمطالبة بحق مشروع, إلى قمع واعتقال وضرب, وأن يصبح المطالب بحقه في “جغمة” ماء متمردا في عين السلطة, لعمري إنه العبث بعينه, وإنه لعزف سيء على السمفونية المشروخة إياها فعوض انهاء هذه الأزمة “المفتعلة” , والتي طال أمدها, وتعدى صداها حدود الوطن بالاستجابة لمطالب المحتجين, فضلت السلطات سلك الطريق “الأسهل” واعتقلت شبانا وزجت بهم في السجون, بتهم “بتودي فستين داهية” , في خطوة هوجاء ستزيد لا محالة في إذكاء مزيد من الاحتقان.

على الكل تحمل مسؤوليته في أزمة العطش هاته, وعلى رأس هذا الكل, المكتب الوطني للماء الصالح للشرب, كما يجب إطلاق سراح الشباب المعتقلين بشكل فوري, والعمل على تفعيل توصيات المجلس الإقليمي لزاكورة المنبثقة غن دورته الاستثنائية الأخيرة, والتي دعت, من بين ما دعت إلى وقف استثنائي لزراعة البطيخ الأحمر فهذا الملف عاجل, وحارق, لا يحتمل مزيدا من التسويف, و”التجرجير”, فإن كان أعلى سلطة في البلاد, الملك محمد السادس أمر رئيس الحكومة بالتعجيل بحل أزمة العطش, ونقل هذا الملف إلى مستوى استراتيجي على مستوى الحكومة, فليس من حق أي كان أن يزايد أو يستغل هذه القضية للمزايدة السياسوية الفارغة.
ارحموا سكان هذه المدينة الهشة والفقيرة, ولا تدفعوا أبنائها إلى كره العيش فيها والهجرة, و”كرهكم”,ثم أرجوكم لا تختبروا صبرنا جميعا.

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *