جواد الطاهري – صحافي في إذاعة ميد راديو
الأمر جدي هذه المرة, فلا داعي لصب مزيد من الزيت في بركان خامد تفجرت أولى حممه في أحداث الأحد الماضي, لست هنا بصدد التهويل, وإنما أكتب من منطلق متغيرات ميدانية, تؤكد بما لا مجال معه للشك, أن ذلك الإنسان الزاكوري المعروف عادة, بصبره و”حشوميته” حد السذاجة أحيانا, ذهب مع الرعيل الأول, وولى دون رجعة أما الجيل الصاعد من الزاكوريين, فيختلف كثيرا, ثنائية الحرمان والجهل التي عاشها, ويعيشها, في بيئة قاسية, علمته أن “الحق ينتزع ولا يعطى” وعلمته أن من يديرون ويتدبرون أمره على مستوى الإقليم ” كولهم مسقيين بمغرفة واحدة”,, فما عاد هذا الجيل يملك صبر الأجداد والآباء على الذل والمهانة, والعيش “جنب الدكانة”.
نعم, الأمور في زاكورة أعقد مما نتصوره, ففي المنطقة نظام قبلي وعشائري يخضع لحسابات ضيقة, ومنتخبو المنطقة يوظفون تكتيكات سياسية تستغل جهل وأمية “كبار” القوم, لكن ليس من الحكمة والعدل أن يتحول احتجاج سلمي للمطالبة بحق مشروع, إلى قمع واعتقال وضرب, وأن يصبح المطالب بحقه في “جغمة” ماء متمردا في عين السلطة, لعمري إنه العبث بعينه, وإنه لعزف سيء على السمفونية المشروخة إياها فعوض انهاء هذه الأزمة “المفتعلة” , والتي طال أمدها, وتعدى صداها حدود الوطن بالاستجابة لمطالب المحتجين, فضلت السلطات سلك الطريق “الأسهل” واعتقلت شبانا وزجت بهم في السجون, بتهم “بتودي فستين داهية” , في خطوة هوجاء ستزيد لا محالة في إذكاء مزيد من الاحتقان.