يشمل اسم وادي درعة سلسلة من ست واحات متصلة، تمتد – وراء الأطلس الكبير – ما بين أكدز والمحاميد في مسافة شاسعة، وبهذا فإن نهر درعة يروي نواحي مختلفة، أهمها: مزكيطة وتيزولين، وتاكونيت، ولكتاوة، والمحاميد.
ويسير الوادي في جريته بدرعة من الشمال إلى الجنوب الشرقي، لينعرج – بعد هذا – إلى الجنوب الغربي، حتي يصب في المحيط الأطلسي قرب رأس وادي نون، أو يذوب – من قبل – في رمال الصحراء.
أما المنطقة كلها فتجاور – من الشمال – دائرة ورزازات، ومن الشرق إقليم قصر السوق، ومن الجنوب جبل باني والصحراء والأطلس الصغير، وغربا إقليم أكادير.
وتعتبر ناحية وادي درعة بمثابة الدائرة الثالثة لإقليم ورزازات، حيث تتألف من 11 جماعة قروية يبلغ مجموع سكانها – على وجه التقريب – حوالي ثلاثين ألف نسمة، بين بربر صنهاجة والعرب وسواهم من السمر الذين يبدو أن أصلهم القديم من السودان.
وأغلبية السكان يتخاطبون باللهجة الشلحية المنتشرة مع اختلاف في بعض التعابير، وهم متمسكون بتعاليم الإسلام، ويحافظون – في جملتهم – على الأخلاق الفاضلة.
وتضم هذه الناحية عددا كبيرا من القصور الصحراوية، وهي مبنية بالحجر والطين الأحمر، ومحاطة بأسوار مزينة بالأبراج والشرفات المتعرجة، مع نقوش بسيطة محفورة على بعض الواجهات.
وتتوفر كل من هذه القصور على مجموعات من الديار التي تتعدد طبقاتها في بعض الحالات.
ولا تزال الفلاحة ضعيفة في أراضي درعة على العموم، ويزرع في بعض مناطقها القمح والشعير، وغراسات أخرى مثل النخيل والحناء والأعشاب الطبية وقليل من الفواكه.
ومع هذا فإن مناظر واحات درعة من أجمل المشاهد المغربية: نهر مستطيل أزرق، ونخيل باسق، ورمال ذهبية، وجبال جرداء، وسماء صافية، وهواء صحيح، وتتصاعد مناظر الواحة إلى قمتها عند الغوطات التي يتعانق فيها النخيل، ليظلل الوادي الذي تتجاوب زرقته مع لون السماء الصافية.
المصدر : موقع وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية
للاطلاع أيضا من موقع وزارة الأوقاف
محمد الـمنوني: حضارة وادي درعة من خلال النصوص والآثار
حضارة وادي درعة: ملحق نـماذج من مخطوطات الـخزانة، ثانيا: مخطوطات أخرى مهمة
حضارة وادي درعة: ملحق نـماذج من مخطوطات الـخزانة، أولا: أصول علمية
حضارة وادي درعة: ملحق نـماذج من مخطوطات الـخزانة
حضارة وادي درعة: دار الكتب الناصرية
حضارة وادي درعة: النشاط الثقافي في المائة الحادية عشرة هـ
حضارة وادي درعة: النشاط الثقافي في المائة العاشرة هـ