يوسف عاصم
من أين سنبدأ الحكاية؟ هل من تصريحات رئيس مجلس الأمن الدولي الأنغولي “جورج ريبيلو شيكوتي” الذي خرج اليوم ليقول إن ” الصحراء” إسبانية؟ أو من تلك التي يصف فيها الأمين العام للأمم المتحدة “بان كيمون” المغرب بالمحتل؟ أو من إدعاءات الجزائر ؟ للصحراء المغربية حكاية نسجت قي طياتها حكايات أخرى من صنف ” حكاية ألف ليلة و ليلة” و “حكاية جار السوء” و “حكاية دع الأفاعي تموت بسمها” و حكايات حزينة أخري تحكيها كل حبة رمل، و كل نبتة صحراوية لمستها أيادي المغاربة الأقحاح قي رحيلهم و ترحالهم مع أبنائهم وذويهم. و لهذه الحكاية و تلك تاريخ،وقي التاريخ مواقف تسجل مروءة قوم وخسة بعض، و تظهر بسالة و شجاعة قوم، و جبن و خوف بعض. في هذه الورقية البحثية سنحاول أن نقف على بعض الجوانب التاريخية لمشكل الصحراء المغربية، و سنسلط الضوء على البتر الذي حصل للأراضي المغربية بسبب الاستعمار الأجنبي و كيف أن الجزائر تآمرت و تدخلت من أجل السيطرة و الهيمنة على الصحراء المغربية.
لحكااية الصحراء المغربية بداية.
في بداية 1830، طلبت باريس من الباي العثماني، حاكم الجزائر آنذاك، بأن يقدم تعويضا و اعتذارا رسميا للقنصل الفرنسي” دفال” الذي تعرض للإهانة من طرف الحكومة. ونظرا لعدم إمتثال ا لباي العثماني لمطالب حكومة فرنسا، أرسلت باريس أسطولها البحري لمحاصرة الجزائر في جميع موانئها. و قد دام الحصار أكثر من ثلاثة أشهر و ذلك ابتداء من 15 يوليوز 1827. و في يوم 5 يوليو 1890، أمام إصرار الباي العثماني على رفضه الإذعان للقنصل الفرنسي تغزو فرنسا الجزائر العثمانية، بدءا من الجزائر العاصمة، ليعم الاحتلال، تدريجا، جميع أنحاء البلاد . و سيمتد هذا الاحتلال إلى الصحراء الشرقية المغربية مع بزوغ فجر القرن العشرين.
فرنسا تخلق ذريعة لتوسيع مستعمراتها المغاربية
في يوم 5 غشت 1890 أبرمت، بين باريس و لندن، اتفاقية تحدد مناطق النفوذ لفرنسا. وهي مناطق تمتد من البحر الأبيض ا لمتوسط إلى “التشاد”. بعدما دخلت فرنسا الجزائر، انقسم الجزائريون إلى ثلاث مجموعات.
– المجموعة الأولى تعتبر نفسها من رعايا السلطات الفرنسية
-المجموعة الثانية هي موالية للولي الصالح محي الدين.
-المجموعة الثالثة يسخرها ضباط الاستخبارات التركية الذين لم يغدروا الجزائر بغية النيل من الفرنسيين.
فلما قهرت فرنسا الفصائل الثلاث و أحلت السلام في ربوع الجزائر، شرعت في قضم التراب المغربي غرب مستعمراتها الجديدة و ذلك لتأمين الجزائر من العمليات الخطيرة التي ستقوم بها المملكة المغربية ردا على الوجود الفرنسي في الجزائر. و كانت هذه ذريعة أخرى لفرنسا لتوسع مستعمراتها المغاربية.
في الحقيقة، قبل غزو الجيوش الفرنسية الجزائر، لم يكن غربها يتجاوز “سانية ساسي”، المنطقة التي كانت تفصلها عن الحدود الشرقية المغربية. وبعد أن استولت الجزائر الفرنسية على” واحا التوات” سنة 1900 ، وقع، يوم 24 دجنبر 1902، رئيس الحكومة الفرنسية “إميل كومب” قانون المستعمرات، يأمر من خلاله، السلطات الفرنسية في الجزائر بتوسيع غرب المستعمرة على حساب سيادة المغرب على مناطقه الشرقية التي كان يحترمها العثمانيون الاتراك طيلة وجودهم بالجزائر. و كان استئناف الاستيلاء على التراب الوطني المغربي الشرقي سنة 1908، إذ سقطت منطقة “السورة” بعد معارك طويلة و دموية بين الجنود الفرنسيين، من جهة، ومن جهة أخرى، السَوريين و أشقائهم الجزائريين الذين كانوا يقيمون بالمنطقة. و سنة 1910، يحتل القبطان” كليرون- كيمان” جهة “تابلبالا”. هذا التوسع لم يكن سهلا و لا رخيصا بالنسبة للقوى الاستعمارية الفرنسية. لكن كيف كان ذلك؟
تيندوف: تاريخ حافل بالنضال ضد المستعمر الفرنسي.
يوم11يناير، 1934 تغزو الجزائر الفرنسية ” تينذوف” بعد خمس حملات فاشلة، لكن كانت جيوش العدو تتراجع هرولة بفضل شجاعة و بسالة رجال المقاومة المغاربة:
كانت الحملة الأولى في سنة 1904 و تراجع قيها جيش العدو الفرنسي بفضل شجاعة رجال المقاومة المغربية.
وكانت الحملة الثانية في سنة 1914 وكان يقودها القبطان” نيكولا بطي” من الحامية العسكرية لمدينة “التوات”.
وكانت الحملة الثالثة في سنة 1923 و شنت فيها فرقة المهريين الجزائيين المتمركزة ب”تابلبالا”.
وكانت الحملة لرابعة في أبريل1925 و كانت تحت قيادة القبطان ” ْرسو” من القاعدة العسكرية بمدينة طاطا.
وكانت الحملة الخامسة في سنة 1928 و هي الثانية للقبطان ” رسو” الذي انطلقت جيوشه من المنطقة العسكرية لجهات “عوينات بالقراع”. و بما أن تاريخ ” تينذوف” حافل بالبطولات المغربية، لا بد أن نسلط عليها شيئا من الضوء.
نبذة عن تيندوف.
تعتبر” تينذوف” من أشهر مناطق الصحراء الشرقية المغربية، بناها مغاربة ” تجنكات”، محافظين على الفن المعماري المغربي الأصيل. و كانت ” تينذوف” مركزا للقوافل التي تعبر الصحراء قاصدة “تنبوكتو”، و” تينذوف” محادية “لحمادة درعة” و التي تمتد من شمال” تينذوف” إلى جنوبها، محاطة بعدة أودية تصب داخل ” درعة” و “إكيدي”. وشرق “لحادة درعة” توجد “تابلبالا” و هي منطقة مغربية صحراوية. وهي بالتالي شريط طويل يتكون من ثلاث جهات، يمكن تسميتها كما يلي : “تابلبالا الدورة”، “تابلبالا مويلات”، “تابلبالا كحال” أو “كحال تابلبالا”. و كانت “تلبلبالا” الإقامة الرئيسية لمغاربة رحل يسمون ب ” أيت عطى” و هي مجموعة من قبائل تتميز بالقوة و العفة و عزة النفس، و التي توحدت منتصف القرن السادس عشر، في عهد “عبد الملك السعدي” و ببركة الولي الصالح عبد الله بن الحسين، مؤسس زاوية ” بني مغار” ب”تمصلحت”، شرق مراكش. و لقد استطاعت” أيت عطى” أن تبسط نفوذها على قبائل مغربية أخرى، من الصحراء، كقبيلة “إمسوفة” و قبيلة “إيزولا” و قبيلة “إيكناون” و قبائل من الأطلس. وهذه الكتلة الصلبة، التي كانت تسمى ب” كنفدرالية عىطى”، برهنت عن وطنيتها إذ كانت تجتنب دلال العثمانيين الأتراك، الذين كانوا يريدون إغرائها حتى يصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه و ذلك بتوسيع حدودهم الغربية لتكون لهم منطقة عبور سهلة لاحتلال المغرب. لكن يقظة السلطان عبد الملك السعدي لم تكن تخفي عنه مكر الأتراك، لأنه بصفته أميرا، في فترة طويلة، عرف فيها سيكولوجية نبلاء الأتراك والجندية و فنون الحرب. و كان الانهزام المتكرر للجزائر الفرنسية أمام مقاتلي “كنفدرالية عطى” ترد جيوش العدو على أعقابها كلما وطأت ترابها بعد أن انضم مئات ا لمغاربة العرب القاطنين في الصحراء إلى ذات الكنفدرالية. وبحكم شح الأمطار و نكبات الحياة، كانت “عطى” تنتقل بين منطقة “تابلبالا” و شرق “مراكش”، مرورا” بتافيلات”.
فبعد احتلال” التوات”، وهي منطقة مغربية على الحدود الغربية الجزائرية، سنة 1900، كما سبق ذكره، لم تستطع الجيوش الفرنسة الاستيلاء على “تابلبالا” إلا بعد عشرة أعوام بسبب ما لقوه من مقاومة عنيفة أذهلت جنرالات فرنسا نظرا لعدم تكافؤ العتاد الحربي.و هناك، بالطبع عدة حقائق تؤكد قطعا على مغربية الصحراء. و سنشير فيما يلي إلى بعض منها.
المعطيات التي تؤكد على مغربية الصحراء
أولا، في شهر صفر 1316 هجرية، بعث السلطان العلوي مولاي عبد العزيز أمرا إلى شيوخ الصحراء الشرقية يأمرهم من خلاله القيام بإعادة منهجية تسيير الشأن العام.
ثانيا، أحد مراسيم الإقامة العامة بالرباط، يحمل تاريخ11 يناير 1935، و بموجبه يمنح لمدينة “تينذوف” نفس تدبير الشأن العام الذي تعيشه المدن المغربية الأخرى المجاورة.
ثالثا، عند زيارته ل”تابلبلا” بعد احتلالها من طرف الجزائر الفرنسية، كتب “فرنسين دمينيك”، و هو خبير فرنسي في السلالات البشرية:
“واحة من واحات المغرب، “تابلبلا” لم تزل تحافظ على آيات جمال عزها الذي فقدته – منذ أن احتلتها الجزائر الفرنسية”
رابعا، بعد دخوله إلى” تينذوف” المغربية، قال الملازم “بيجو” في مذكراته:
” في مدينة “تينذوف” المغربية، وجدنا ثلاث مدن أصيلة، لا تختلف هندسة منازلها النقية و صوامعها البديعة مع دور المدن مغربية المجاورة”.
خامسا، ، بعد أن احتل المارشال” بوجو” مدينة وجدة يوم17 يوليوز 1843، لقطع الطريق على الأمير عبد القادر بن محي الدين، الذي كان ينتقل بمقاتليه من المغرب إلى الجزائر،بدعم من سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان، لإنهاك الجيوش الفرنسية، وبعد انتصار” بوجو” في معركة “إسلي” يوم 14 غشت 1844، بعث المارشال إلى رئيس الحكومة الفرنسية بباريس مشروعا لرسم الحدود المغربية- الجزائرية، فأمر الرئيس و زيره في الخارجية بالتفاوض مع المملكة المغربية. فأوفدت حكومة الجزائر الفرنسية الجنرال “دلروا” و الجنرال ” مارطنبري” إلى المغرب ليتفاوضا مع مولاي عبد الرحمان في شأن الحدود. وكان يرافقهما ” ليون رش” بصفته ترجمانا. فأبى مولاي عبد الرحمان أن يستقبلهم، و بعث كاتبه الخاص يبلغهم أن السلطان لا يعترف بالحدود المغربية -الجزائرية الحالية، و على فرنسا أن تنسحب من الأراضي المغربية التي سلبتها، حتى يكون هناك أمر أخر.
سادسا، خلال سنوات 1934 و 1650 ، “تينذوف” كانت ماتزال تابعة إداريا لمنطقة “أكادير” المغربية التي كانت مقر القيادة العليا الفرنسية لتخوم الصحراء.
سابعا، التنبر المغربي كان معمولا به في” تينذوف” و المناطق المجاورة أثناء الحماية الفرنسية على المغرب.
ثامنا، ، بعد استقلال الجزائر و احتفاظها بالصحراء المغربية الشرقية، طلب النظام الجزائري من أهالي “الركيبات” بأن يستوطنوا” تينذوف”. فأجابوا، كما فعلوا غداة احتلال المنطقة من طرف الجزائر الفرنسية:
” نحن مغاربة، لا نطيق العيش في منطقة محتلة”
وتقع الصحراء الغربية المغربية بين 25 درجة و 20 من عرض الشمال، و تمتد على مساحة 266.000 كيلومتر مربع، متجزئة إلى ناحيتين: الصحراء الشمالية، و التي تبلغ مساحتها 82000 كيلومتر مربع، تسمى “الساقية الحمراء”، و الصحراء الجنوبية، لها مساحة تقدر ب 184000 كيلومتر مربع، تحمل اسم “وادي الذهب”. و طول الأقاليم الصحراوي يقارب 1000 كيلومتر و عرضها يتأرجح ما بين 280 و 500 كيلومتر.عند استرجاع المملكة المغربية الصحراء، كانت ساكنتها تناهز 70.000 نسمة و يتألف السكان من عشرين قبيلة رئيسية. من أهمها قبائل: “الرقيبات”، “ولاد الشيخ ماء العينين”، “مجاط ولاد دليم”، “أزرقين”، “العروسيين”، “فيلالة”، “أيت يوسا”، و “أولاد بوسبع” وكل هذه القبائل، و القبائل التي لو نذكرها، مغربية أبا عن جد منذ أقدم العصور، و بالتحديد منذ أن استوطنت الصحراء الغربية المغربية آتية من داخل المغرب، الذي كان أمازيغيا محضا، أو من المشرق العربي في عهد الفتوحات، ابتداء من سنة 648 ميلادية.
بعض الحقائق الجيو- سياسية التي تدل على مغربية الصحراء الغربية
أولا، لقد أنجبت الصحراء سلالة حاكمة كان يمتد نفوذها من الأندلس على نهر السنغال ومن المحيط الأطلسي إلى جبال القبائل، شرق الجزائر. و أشهر أمير لهذه السلالة المغربية الصحراوية، سلالة المرابطين، الإمبراطور العارف بالله “يوسف بن تاشفين”. وكان ينحدر من الجنوب الأقصى للمغرب، الذي كان العرب يطلقون عليه ثلاث أسماء:” لمتونة” المغربية وبلاد الملثمين و”شنقيط”. ولم يتغير اسم هذه الجهة باسم موريتانيا إلا بعد بروز المشروع الاستعماري الفرنسي نهاية القرن التاسع عشر، ليتمزق المغرب. و يعد يوسف “إبن تاشفين” أول ملك بربري ينتمي إلى صحراء المغرب، ومدة حكمه امتدت من1061 إلى 1107، و كون جيشا قويا تتمثل فيه جميع القبائل المغربية. و قد جمع في هذا الجيش بين جميع مكونات الهوية المغربية.
يقول الدكتور المصري حسن إبراهيم حسن، أستاذ التاريخ لإسلامي، في جامعة القاهرة، في موسوعته ” تاريخ الإسلام” المجلد الرابع: “…وكانت قبيلة ” لمتونة” التي أنجبت تلك الدولة العظيمة، أي الدولة المرابطية، تقيم بصحراء المغرب التي تمتد جنوبا إلى نهر السنيغال…”
ثانيا، و لد الإمبراطور العلوي مولاي إسماعيل سنة 1642، من أب عربي- أمازيغي و أم صحراوية من ” لوداية” بالساقية الحمراء. و بويع، عام 1672، سلطانا و أمير للمؤمنين.
ثالثا، أوائل عام 1700، حينما زار مولاي إسماعيل صحراءه الغربية ليحضر مراسيم تجديد بيعة الصحراويين للعرش العلوي، أهداه سيدي” بو بكار”، أكبر شيوخ الصحراء الغربية، أجمل بناته، تسمى “خناتة “، ليقترن بها. وأنجبت الأميرة “خناتة” أحد عظماء عواهل المغرب، مولاي عبد الله بن إسماعيل، ليجري في عروقه دم عربي – أمازيغي- صحراوي. و مولاي عبد الله هو ثاني جد الملوك العلويين بتسلسل مباشر.
و هناك حقائق كثيرة أخرى تظهر كيف استقبل السلطان “الحسن الأول” ممثلي أقاليمه الصحراوية، الجنوبية منها و الشرقية، لتجديد بيعة مناطقهم للعرش العلوي. وكذلك كتاب الشيخ الصوفي “ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن معمين” إلى سلطان المغرب “مولاي عبد العزيز بن الحسن”، يجدد له فيها تعلقه بالعرش العلوي، و حرر بالصحراء الغربية المغربية يوم 6 جمادى الأولى عام 1317 هجرية، موافق 1897 ميلادية. هكذا ، وقد قامت القوى الإستعمارية بعدة عمليات لسحق المقاومين المغاربة و بالتالي لاحتلال الصحراء المغربية. نذكر منها علي سبيل المثال:
عملية إيكوفيون
في 10 ابريل 1958، أرسلت فرنسا إلى الصحراء الغربية المغربية، المحتلة من طرف إسبانيا، خمسة ألاف جندي و ستين سيارة مصفحة، معززين بسبعين طائرة حرة، أرسلتهم لفك الحصار عن تسعة ألاف جندي إسباني مطوقين، في جهتي العيون و الساقية الحمراء، من طرف مقاتلين مغاربة ينتمون إلى جيش التحرير. ودامت المعركة أكثر من نصف شهر، و استشهد فيها عشرات المغاربة فداء للوطن، وطنهم المغرب. و كانت العمليات العسكرية ضد العدوين الفرنسي و الإسباني ستتوسع رقعتها لتشمل مناطق صحراوية أخرى، لولا النداءات الملحة و المتكررة للسلطان” يوسف بن الحسن” يرجو من خلالها رعاياه المقاتلين أن يتوقفوا عن القتال تفاديا لإراقة دمائهم. و لم تكن الجزائر تمد يد العون إلى المغرب بل كانت تراهن.
رهان الجزائر على فرانكو
راهنت الجزائر على الجنرال “فرانكو”. و قد كان هذا الدكتاتور الإسباني، في بداية السبعينات، يخطط لإقامة دولة في الصحراء الغربية المغربية- وسانده في ذلك الرئيس الجزائري “هواري بومديان”- كما كانت فرنسا، في أربعينيات القرن العشرين تريد تأسيس دولة في الصحراء الشرقية المغربية، التي هي الآن تحت الاحتلال الجزائري. لكن بعد موت “فرانكو” و اعتلاء” خوان كارلوس” عرش أجداده الإسبان، احترمت المملكة الإسبانية قضاء المحكمة الدولية و اعترفت بمغربية الصحراء الغربية، كما احترمته الأمم المتحدة خاصة فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الصين و اليابان. فقامت القيامة في الجزائر و قام النظام الجزائري يولول و و يلعن الفرنسيين و البريطانيين و اليابانيين و أعضاء الأمم المتحدة أجمعين. إذن، النظام الجزائري هوالذي استولى على جميع مناطق التراب المغربي الشرقي. و من أهم هذه المناطق: “الوات”، “السور”،”تابلبالا”، “تدكلت”، “كوارة” ، “تندوف “، “بشار”، و أكثر من عشرين منطقة صحراوية أخرى بترتها فرنسا من ا لمغرب لتوسيع ا لجزائر التي كانت محافظة فرنسية من 1830 إلى 1962، و الخرائط التي أنجزتها فرنسا عند احتلا لها للقطرين الشقيقين تثبت هذا البتر الترابي.
البحث عن الهيمنة و السيطرة في الصحراء المغربية
لقد دفع جنون الهيمنة و السيطرة حكام الجزائر أن يؤسسوا عن طريق صنيعتهم ” البوليساريو” جمهورية و همية في الصحراء المغربية الغربية لتتسع رقعة الجزائر و ليكون لها كالمملكة المغربية منفذ على البحر الأبيض المتوسط و منفذ أخر على المحيط الأطلسي، حتى يتسنى لها تصدير محروقاتها بأقل تكلف ممكنةة و ذلك على حساب المغرب و صحرائه. النظام الجزائي هو الذي تدخل ، و لا يزال يتدخل، في نزاع الصحراء لمغربية، نزاع خطط له الرئيس الجزائري الراحل “هواري بو مديان” الذي خلق البوليساريو و الذي كلف لجزائر، لحد الأن ، ما ين 250 و 300 مليار.
و يظهر من كل ما سبق أن الجزائر تسخر عملاء أجهزتها الإستخباراتية للتعبير نيابة و قسرا عن الصحراويين المقيمين كرها بمخيمات “تينذوف” و الذين يسميهم النظام الجزائري باللآجئين ومن تم خداع الرأي العام الدولي فيما يتعلق بمصير المحتجزين المغاربة في الجزائر.و هذا وغير ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة “بان كيمون” ينزلق يزلة لسانه -التي لا يجب أن تغتفر- و يصف المغرب بالمحتل