جواد الطاهري:صحفي ومقدم برامج في إذاعة ميد راديو
بفضل ” دلاحها” استطاعت مدينة زاكورة, في السنوات الأخيرة, أن “تنتزع” من دكالة لقب عاصمة “البطيخ الأحمر“, وتخطت سمعة ” الدلاحة” الزاكورية الحدود الوطنية أيام قليلة فقط, ويبدأ “موسم” جني البطيخ الأحمر في ” فيرمات” الفايجة وما جاورها السماسرة ينتظرون هذه اللحظة “التاريخية” بكل صبر, وبكل مكر أيضا حركية غير اعتيادية تعرفها المدينة خلال فترة “جني” البطيخ الأحمر, حيث تنتعش مهن هامشية, وتتنفس المتاجر والمقاهي والفنادق الصعداء, أما أصحاب محطات الوقود وأرباب الشاحنات فهم المستفيد الأكبر,,,كل هذا جميل
في المقابل, تجر عملية جني الدلاح مظاهر مشينة, تخدش صورة هذه المدينة الهادئة عادية, التدفق الكبير لعمال الضيعات ( أغلبهم ماشي ولاد لبلاد), ينعش أقدم مهنة في التاريخ, حيث تكثر المومسات, وتكثر العربدة ( كيسكرو وكيفسدو بفلوس الدلاح) ولسان حالهم يقول: الدلاح كولو ماء, والماء يمشي في الماء
لأن فوائد قوم عند قوم مصائب, يصبح الدلاح طيلة شهري أبريل وماي الفاكهة المفضلة لدى أغلب الزاكوريين,وطبعا للي مصارنو مغشوشة وواكل دلاحة مغشوشة شبعانة مواد كيماوية) سيكون مطالبا بانتظار “نوبته” أمام مستعجلات المستشفى الاقليمي, هذا إن تمكن من رؤية الطبيب, الذي يظهر مرة في الشهر ( بحالو بحال لهلال), طبعا هذا تعبير مجازي عن واقع الصحة في مدينتا الحبيبة زاكورة, وتلكم قصة أخرى سندخل قسم عملياتنا لاحقا, لاخضاعها لجراحة عاجلة.