الأربعاء , أكتوبر 23 2024

رئيسة جماعة “أفرا” القروية: مغربياتٌ يمتلكن عقلية ذكورية

تبسط رقية قاسم تجربتها الخاصة في تسيير جماعة قروية بالمغرب، وكيف استقبلت النساء فكرة أن تترأس امرأة المجلس الجماعي لأفرا بدائرة أكدز، التابعة لإقليم زاكورة، وهي الجمعوية النشيطة، والحاصلة على الإجازة في القانون العام.

وسردت رقية، في حوارها مع هسبريس، معاناة المرأة القروية بالجنوب الشرقي بجهة درعة تافيلالت، والصعوبات التي تقف في طريقها كامرأة أوكل إليها تسيير جماعة قروية تحظى بموارد مالية وبشرية ضعيفة.

كيف دخلتِ غمار السياسة؟

بداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذه الفرصة، وهذا الاهتمام الذي تولونه للمرأة، خاصة أننا مقبلون على اليوم العالمي للمرأة الذي يعني لنا الكثير كنساء.

أنا في الأصل ناشطة جمعوية، ودخلت غمار التجربة السياسية عن طريق بعض الصديقات والأصدقاء والأقارب الذين شجعوني ودعموني، فاقتنعت بالفكرة وخضت هذه التجربة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم؛ وأستغل هذه الفرصة لشكرهم على الدعم والمساندة.

بعد تجربتك المستمرة كرئيسة جماعة قروية، هل أعاقك كونك امرأة عن أداء مهامك كما يجب؟

من الطبيعي أن أجد مجموعة من العوائق والصعوبات في تجربتي كرئيسة لهذه الجماعة، لعدة أسباب، من بينها أنني كنت فاعلة جمعوية، ولم تكن لي دراية كافية بإكراهات العمل السياسي،

علاوة على أن المجتمع الذي أعيش فيه محافظ، ويعتبر أن خوض المرأة غمار تجربة سياسية كرئيسة لجماعة قروية من سابع المستحيلات، لأن السائد هو أن الترشح مقتصر على الرجال، فما بالك أن تكون امرأة رئيسة لجماعة قروية؟.

لكن الرغبة في تحقيق الأهداف المسطرة، والتشجيع والمساندة اللذين أتلقاهما من الأصدقاء والصديقات والأقارب والمكتب المسير، وتعاون الموظفين معي، سندي في تجاوز هذه المعيقات. ومن وجهة نظري فإننا إلى حد الساعة في الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المسطرة.

كيف تعامل معك الذكور الذين سبقوك إلى العمل الجماعي؟ وكيف تعاملت النساء مع ترؤسك للجماعة؟

الامتياز هو أن جل الذكور المتواجدين في تسيير الجماعة هم شباب جدد في التسيير، ومواقفهم منسجمة مع أفكاري، وتوجهاتنا متوافقة بشكل كبير، إذ يؤمنون بقدرة المرأة على التسيير الجيد، إذا كانت في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها؛ وبالتالي يعاملونني باحترام.. قد نتفق أو نختلف لكن الهدف الأسمى هو تحقيق الأهداف التي سطرناها.

أما في ما يخص النساء فأكيد أن أي سياسي كيف ما كان لن يجد كل الناس مؤيدين له، سواء كانوا نساء أو رجالا، ولا أخفيكم سرا أن هناك من النساء من لهن فكر ذكوري لا يقبل أن تكون امرأة في رئاسة الجماعة، لكن الأهم أن هذا النوع قليل جدا، وأن جل النساء يفتخرن بأن من يترأس جماعتهن امرأة.

ما هي معاناة النساء في نفوذ جماعتك القروية؟

أقل ما يمكن أن نقول بالنسبة إلى المرأة في جماعة أفرا إنها تعيش حيفا وتمييزا على كافة المستويات، فعلى المستوى الاقتصادي لم تحقق المرأة في الجماعة استقلالا ماديا بسبب غياب مشاريع مدرة للدخل، ما يجعلها تبقى تابعة للرجل دائما؛

أما على المستوى الاجتماعي فنساء الجماعة يعانين من غياب أبسط الحقوق، كالحق في التعليم، إذ تسود الأمية بشكل كبير؛ علاوة على غياب التطبيب، إذ لا نتوفر في الجماعة إلا على مستوصف يفتقر إلى التجهيزات الأساسية، وعلى ممرضة واحدة فقط لحوالي تسعة آلاف نسمة؛ وهذا المشكل ليست المرأة فقط التي تعاني منه، بل كافة الساكنة بالنفوذ الترابي للجماعة.

أما على المستوى السياسي، فالمرأة كانت مقصية من حقها الطبيعي الذي تكفله لها المواثيق والعهود الدولية والدستور المغربي في المشاركة الفاعلة في التسيير، ووضعيتها على المستوى السياسي أعتبرها رهانا يجب تطويره والرفع من قيمته؛ لأن الحضور النسائي في المشهد السياسي بجماعتنا كان في الماضي غائبا ومغيبا في الوقت ذاته،

لكن الآن لا خلاف في وجود المرأة في التسيير، والدليل هو أن المكتب المسير بجماعتنا تترأسه امرأة، ومن أصل أربعة نواب للرئيسة توجد نائبتان، وبالتالي فقد تجاوزنا المناصفة بين الجنسين، وهذا جيد بالنسبة للمرأة في هذه المنطقة، ومكسب لنا كنساء.

هل ندمت يوما لأنك خضت هذه التجربة؟ وماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء، أتختارين مسارا آخر؟

لم أندم ولن أندم أبدا حتى إذا قدر الله ألا نحقق كل ما نتمناه لهذه الساكنة التي وضعت ثقتها فينا..هذه تبقى تجربة لن نخسر بعدها شيئا، لأننا في هذه الجماعة ضيعنا حوالي 23 سنة لم نحقق فيها تنمية في مستوى تطلعات هذه الساكنة التي تستحق الأفضل؛ وبالتالي مهما تكن نتائج هذه التجربة فلن تكون أسوأ من 23 سنة الماضية، وبوادر نجاحنا واضحة..

أنا أثق في نفسي وفي المكتب المسير الذي أخوض معه هذه التجربة، وأكيد أننا سنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق الأهداف التي سطرناها؛ لأننا لن نسمح لأنفسنا بأن نؤجل دوران عجلة التنمية أكثر مما تأجلت. إذا عاد الزمن إلى الوراء لن أتردد في أخذ المسار نفسه؛ لأني مؤمنة بأن هذه الساكنة تستحق الأفضل.

هل حققت جزءًا مما وعدت به المرأة القروية بأفرا؟

أولا لم أعط أي وعود محددة، لا للنساء أو الساكنة ككل، لكن هذا لا يعني أنني لن أحقق شيئا، أو يعني أني أتهرب من مسؤوليتي تجاه الساكنة، التي بكل تأكيد لها انتظارات كبيرة، وهذا شيء طبيعي كما قلت سابقا؛ فالساكنة متعطشة للتنمية التي تأخرت حوالي 23 سنة. والأولويات الحالية الآن بالنسبة لنا هي تلبية الحاجيات الأساسية للساكنة، كالماء والكهرباء…، في أفق أن نتمكن من تحديد متطلبات وأولويات كل فئة على حدة، وخاصة النساء. وفي هذا الإطار قمنا بمجموعة من اللقاءات التشاورية مع جمعيات المجتمع المدني، بما فيها الجمعيات النسائية طبعا.

ماذا تقولين للمرأة المغربية في يومها العالمي؟

أقدم للمرأة المغربية أجمل التهاني والمتمنيات بمناسبة يومها العالمي، وأقول للمرأة القروية بإقليم زاكورة وبجماعة أفرا بالخصوص إن بإمكانها أن تحقق أهدافها، وأن تساهم في تطور مجتمعها، فقط يجب أن تناضل وتدافع عن نفسها لانتزاع المكان الذي تستحقه؛ لأن لديها القدرة والكفاءة، وهي جديرة بأن تقوم بمجموعة من الأشياء التي يقوم بها الرجل، فقط يجب أن تثق في قدراتها وإمكانياتها.

هسبريس ـ ميمون أم العيد

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *