زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
صورة من الأرشيف– زاكورة نيوز
أكد عبد الرحيم شهيد رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة على ضرورة انخراط جَميع الفاعلين الثقافيين بزاكورة في إعداد مشروع ثقافي قابل للتفعيل و المرافعة و التدويل.
و خلال لقاء تشاوري عُقد مساء يوم الثلاثاء الماضي 16 فبراير الجاري، بمقر المجلس الاقليمي بحضور 15 جمعية تشتغل في المجال الثقافي و الفني بزاكورة، أشار شهيد إلى أَن الحقل الثقافي بالإقليم رغم أنه يعاني من غياب تبني استراتيجية واضحة و مشروع موحد يصنع جسما ثقافيا محليا قادرا على تجاوز التحديات ، فإنه يعرف نشاطا وحيوية ويحقق نتائج مهمة بمجهودات فردية و ذاتية من قبل فاعليين من مختلف المجالات الثقافية كالمسرح ،السينما ، الإبداع ، الفن ، الفلكلور و الأدب…
ودعا شهيد الذي خبر الشأن الثقافي بزاكورة، إلى لمً شمل الفاعليين المحللين في المجال الثقافي و العمل على بناء مسار ثقافي موحد يعطي للحقل الثقافي المحلي جسما متكاملا و متنوعا ، يصبح مرتعا ثقافيا لشباب الإقليم.
بدوره رئيس نادي الهامش القصصي محمد الحفيضي الذي اسندت إليه مهمة تنسيق اللجنة التحضيرية التي تمخضت عن هذا اللقاء ،ثمن دعوة رئيس المجلس الإقليمي لعقد هذا اللقاء التشاوري الذي اعتبره الأول من نوعه ،حيث لم سبق لرئيس مجلس إقليمي سابق بزاكورة أن وجه دعوة للجمعيات الثقافية النشيطة محليا ،بل أكثر من ذلك لا يتم الاستجابة للطلبات التي تضعها هذه الجمعيات لعقد لقاءات مماثلة- حسب تصريح أدلى به لحافضي لزاكورة نبوز-.
الحفضي المعروف في المجال الثقافي بزاكورة، اعتبر أن ما يعيشه المجال الثقافي محليا لا يمكن فصله عن وضعية هذا المجال وطنيا، حيث ما زالت الثقافة لم تحظى بمكانتها التي تليق بها في مخططات و برامج السياسيين والمسؤولين رغم أهميتها في النهوض بالمجتمع و التنمية المحلية على الخصوص.
وأضاف الحافضي في تشخيصه لوضعية الثقافة بزاكورة أن القطاع يعيش وضعية متردية تتسم بغياب فضاءات ثقافية ( مقاهي أدبية، خزانات عمومية ، دور الشباب ، قاعات للندوات..) تلبي حاجيات الفاعلين في المجال، رغم أن الإقليم يتوفر على مركب ثقافي يتيم يٌنتظر منه تغطية متطلبات الساكنة من أكدز الى محاميد الغزلان. وتتسم كذلك – أي وضعية الثقافة بزاكورة- بضعف الدعم العمومي الموجه إلى الجمعيات الثقافية المحلية مما يزيد من معاناة الفاعلين في المجال.
وفي سؤال عن دور اللجنة التحضيرية التي تمخضت عن اللقاء التشاوري ،أجاب الحافضي في ذات التصريح لزاكورة نيوز ، أن دورها الأساسي يرتكز على إعداد أرضية لتنظيم يوم دراسي حول الثقافة بإقليم زاكورة ،سيحضره جميع الفاعلين و المتدخلين في المجال ، من السلطات الإقليمية ، السلطات الوصية على القطاع ،منتخبين ، برلمانين ، جمعيات ثقافية ،منظمي المهرجانات ، ومهتمين، على أن تعرض هذه اللجنة النتائج التي ستتوصل إليها في لقاءاتها مع مختلف المتدخلين و الفاعلين.
وتابع الحافضي أن اليوم الدراسي فرصة لفتح نقاش من أجل بناء معالم هذا المشروع الثقافي الذي ستقوم اللجنة بصياغته ، على أن يتحمل جميع المتدخلين مسؤولياتهم كل من موقعه من أجل إنجاح هذا الورش الثقافي الذي لطالما انتظره الإقليم.
بدورهم أشاد ممثلو الجمعيات الثقافية الحاضرون في اللقاء بالخطوة الفريدة للمجلس الإقليمي لزاكورة من أجل الارتقاء بالحقل الثقافي بالإقليم ،و اعتبروا هذا اللقاء، الأول من نوعه و الذي يأتي بطلب من مؤسسة رسمية و ليس بطلب من الجمعيات كما هو متعارف عليه في زاكورة.
كما أجمع المتدخلون في اللقاء على غياب بنيات تحتية بزاكورة قادرة على مسايرة الحراك الثقافي الذي يعرفه الإقليم ، مما يستدعي الترافع من أجل بناء مؤسسات ثقافية تستجيب لطموحات الفاعليين الثقافيين و تتماشى مع انتظاراتهم.
كما اعتبرا أن الإكراه المادي يبقى التحدي الأكبر الذي يحول دون تحقيق طموحات الفاعليين الثقافيين في بناء مشروع ثقافي يلبي طموحاتهم فأغلب الجمعيات الثقافية تشتغل بأكثر من 90 بالمائة من طاقاتها الذاتية.
وفي ذات اللقاء التشاوري الذي حضرته وجوه معروفة في مختلف المجالات الثقافية و الفنية ، كالفنان محمد القرطاوي رئيس جمعية الركبة ، امبارك اسمو رئيس فرقة دقة السيف ، عبدالحليم السباعي رئيس جمعية الزايلة التي تنظم مهرجان تركالت ، أحمد شهيد مدير المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء ، عزيز الناصري مدير مهرجان الفيلم الوثائقي الذي توج مؤخرا بجائزة تقديرية في مهرجان أربيل بكردستان العراق ،نور الدين بوكراب مدير مهرجان رحل العالم ، سعيد بشنة رئيس جمعية الفينيق ،محمد ايت طالب رئيس جمعية أحواش أكدز، محمد فايز مدير المقهى الأدبي بزاكورة، عبد الجليل الراقيبي رئيس مركز القصبة للثقافة ، الذهبي البوزيدي رئيس رابطة أدباء الجنوب ، ورؤساء و ممثلي جمعيات و منتديات ثقافية أخرى، أكد شهيد أن حماية المكتسبات الثقافية المتواجدة على الساحة المحلية تبقى من أهم الخطوات التي يجب العمل بها، ويجب مراجعة هذه المكتسبات نحو الأفضل حتى تتناسب مع قيمة العمل و المجهودات التي يبدلها جميع الفاعلين الثقافين.
كما دعا رئيس المجلس الإقليمي إلى اعتبار المشروع الثقافي الذي سيرى النور قربا مدخلا أساسيا لتحقيق التنمية المنشودة بالإقليم ، لذا لابد من توحيد الجهود و العمل كل من موقعه ،و التخلي عن العمل الفردي و الانخراط في بناء مشروع ثقافي متكامل يعطي ثمارا يجنيها كل أبناء الإقليم.
يذكر أن اللقاء الذي حضرته 15 جمعية ثقافية بزاكورة ، أسفر على تأسيس لجنة تحضيرية من الشخصيات الثقافية و الفنية المشاركة في اللقاء ، ستتولى إعداد أرضية لتنظيم يوم دراسي من أجل بناء مشروع ثقافي إقليمي بمنطق تشاركي مع مختلف الفاعلين ، على أن يتم الترافع عن هذا المشروع من طرف مختلف المتدخلين و الشركاء ( السلطات الإقليمية ،المجلس الإقليمي ،الجمعيات الثقافية، البرلمانيون، المنتخبون)،كل ذلك من أجل النهوض بالمجال الثقافي بمختلف أنواعه( المسرح، الإبداع ، الفن ، السنيما ، الفلكلور الشعبي ،….).
