جواد الطاهري: صحفي في إذاعة ميد راديو.
لا زالت زاكورة، حتى بعد تحولها إلى إقليم، لم تحقق نهضتها المنشودة،
في التقسيم الجهوي السابق، كانت مدينة زاكورة “ملحقة” لإقليم ورزازات، وحديقة خلفية مهجورة لجهة سوس ماسة درعة.
وبعد التقسيم الجهوي الجديد، الذي أصبح بموجبه إقليم زاكورة واحدا من خمسة أقاليم تشكل جهة درعة تافيلالت، لا زال ينظر إليه بنظرة “دونية” من طرف أصحاب “المركز” في الرشيدية.
فزاكورة التي كانت تقتات على عائدات السياحة، ويعيش سكانها ال300 ألف على النزر اليسير من عائدات النشاط الفلاحي، أصبحت اليوم منطقة شبه منكوبة، وباتت شبحا طاردا للسكان.
صحيح أن مناخها الصحراوي الجاف يشكل حجر عثرة أمام أي نشاط فلاحي منظم، لكن إمكانياتها الطبيعية لم تستغل بالشكل الكافي لتنشيط عصب السياحة الإيكولوجية والبيئية.
كيف لإقليم شاسع بخمس جماعات كبرى ألا يتوفر على نواة جامعية واحدة على الأقل، ولا مستشفى إقليمي بالمواصفات المطلوبة التي تجنب ساكنته الفقيرة عناء التنقل إلى مدن بعيدة جدا لاستجداء الاستشفاء؟
صحيح أن مجهودات، وإن على قلتها، تبذل هنا وهناك، في محاولة لوضع “مكياج” على وجه سيدة عجوز تتربع على عرش الهامش، لكن على أهل المنطقة أن يدافعوا بكل استماتة عن حقهم في التنمية، وحقهم في البنيات التحية الأساسية، حتى لا يبقى إقليمهم صفرا على الجانب.