خالد بلبعير
تقاليد و عبارات لم نعُد نراها أو نسمعها في زمن كورونا مثل المصاحفة و القبلات و العناق، و الزيارات و احياء صلة الرحيم بين الافراد، لقد ادت إلى طاهرة تسمى التباعد الإجتماعي الذي فرضته الضرورة من أجل تجنب انتشار فيروس كورونا هي سلوكات تدل على إلتزام الفرد بالتعلميات الإحترازية، في ظل كل هذه الظروف المؤقتة يبقي الود و روح التعاون و التضامن وإن غابت مظاهر العادات و التقاليد بين الافراد.
في إطار التدابير الإحترازية و الوقائية التي يشهدها العالم من اأجل الحد من انتشار فيروس كورونا تركز الجهات المعنية إلى فرض حالة الطوارئ و الحجر الصحي ادت كل هذه الإجراءات إلى خلق حملات عبر وسائل التواصل الإجتماعي “بقا فدارك” كإجراء وقائي أساسي لتفادي انتشار الفيروس، من هذا المنطلق ظهر مصطلح “التباعد الاجتماعي” الذي يندرج ضمن نفس الغاية لأن الوقاية خير من العلاج من اجل المحافظة على الإطار العام لصحة المواطن.
أكد بعض الخبراء أن التباعد الإجتماعي هو الحل الوحيد الذي سيساعد على عدم انتشار فيروس كورونا المستجد، و ذلك عن طريق انخفاض عدد الإصابات، فالتباعد الإجتماعي حسب ما أكده خبراء المجال الصحي يتطلب من جميع المواطنات و المواطنين الإلتزام بالمنازل و عدم الخروج إلا للضرورة بالإضافة إلى توقيف جميع الأنشطة و التجمعات إلى حين رجوع الأوضاع إلى حالها، في هذا الجانب اوضح المتخصصون أن تقليص نسب التواصل بين الأفراد بنسبة 40%، وبين كبار السن بنسبة 60%، قد يؤدي إلى انخفاض عدد المصابين بالفيروس.
أكد الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، أن مفهوم “التباعد الاجتماعي” ظهر بشكل ملحوظ عند بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، في مختلف دول العالم، لقد اوضح الدكتور أن التباعد الإجتماعي يعني وجود مسافة اجتماعية بين الأفراد لمنع انتقال العدوى بينهم، وذلك عبر قطع التواصل المباشر كما ابرز الاستاذ العموش أنه من الضروري التواصل عبر الحس العاطفي باستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، و أوصى استاذ علم الاجتماع على ضرورة استغلال الوقت في المنازل بشكل ايجابي عن طريق تعزيز الجانب المعرفي و الثقافي، مع الحرص على توطيد اواصر العلاقات مع الأبناء الذي سيساهم بدوره في انتاج قوة اسرية على المدى البعيد.
ابرز خبراء ألمان في تصريحات سابقة مجموعة من العبارات التي تدل على مايجب معرفته عن فييروس كورونا، الذي يثير لبسا يختلط فيه الحابل بالنابل فتضيع الحقيقة العلمية وسط تداول كمية هائلة من المعلومات غير الدقيقة في هذا الشأن وهذا ماتوصلت له الابحاث العلمية و الخبراء في المانيا، لقد وصف معهد روبرت كوخ خطر فيروس كورونا المستجد على صحة الألمان بأنه “معتدل”، وسبب ذلك يعود إلى أن مسار المرض غالبا ما يكون عاديا ولا يتخذ أشكالا حادة غير أن الأمر يختلف لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة في هذه الحالة يمكن للمرض أن يتخذ أشكالا حرجة قد تؤدي أحيانا للموت.
لقد اكد الخبراء الألمان أن الإصابة بالفيروس للمرة الأولى يمكن لجهاز المناعة أن يتفاعل بسرعة أكبر مع العدوى الثانية ويشكل الأجسام المضادة المناسبة وبالتالي، فمن الناحية المبدئية، لا يمكن الإصابة بالفيروس مرة ثانية ولكن إذا تحول الفيروس أكثر من اللازم، فيمكن الإصابة به مرة أخرى لأن فيروسات الانفلونزا تتحول وتتغير باستمرار، ولذلك يجب تطوير لقاحات جديدة كل عام.
و ختاما يجب ان ندرك أن الصبر و الوعي و الإيمان سيدفع بالانسان الى التغلب على المحن لأن وعي الانسان النفسي و الروحي يستطيع تجاوز كل الازمات لان طبيعة الحياة تتطلب الايمان بالمصائب، لقد امتداح الله عزوجل في كتابه العزيز الصابرين “وبشرهم بالجنة” < و بشر الصابرين >.