الأحد , ديسمبر 29 2024
أخبار عاجلة

محمد حاجبي أسطورة الطب والتضحية بورزازات

بورتري اعداد : إدريس أسلفتو

أطل على الحياة من حي حسان، ومن وسط العاصمة الرباط عام 1956، وهي الأرض والتربة التي أنبتته، مصِرا في أن يحيا لخدمة الناس وغيره، وفي الميراث حكاية رجل حمل من الأفكار والأحلام ما يستحق أن نقف عنده، في هذه الوقفة عند عتبة الحياة وما تحمل من الدلالات، وقفة عند معالم التضحية وعشق الانتماء في مسألة للذات وعمق المسافات بينه وبين الأصل والمنبع .

وتبدو المسافة أكبر منه بألف السنين، وهي رحلة إنسان اختار أن يكون عمق فكره مستوحى من عمق الإنسانية ، أنه طبيب الأحياء والأموات والمرضى … بل حتى الحيوانات والحشرات.

لما كانت الولادة وقبلها كان المخاض في مكان لا ينجب إلا الأخيار والشرفاء، لتتشكل أولى ملامح صبي تربى على يد أمه، التي سلمته للراهبات وهو في عقده الثالث، فأخذ عندهن الأدب والعلوم وحسن الخلق ليلتحق بابتدائية “المنظر الجميل” بأكدال التي زادته نورا وجمال، تم التحق بثانوية “يعقوب المنصور” و ثانوية مولاي يوسف التي نال فيها شهادة الباكالوريا سنة 1977. ليعرج في طريق العلم إلى كلية الطب فتخرج منها طبيبا عام 1985 و التحق بالخدمة المدنية بإحدى السجون بقرية “بامحمد” بفاس خدمةً للوطن الذي كان أنداك في أمس الحاجة لمن يعالج أعطابه وأعطاب أبنائه .

تزوج محمد حاجبي ورزق “بآسية , وياسر” فكان لهما الأب والطبيب معا ، في سنة 1987 شد طريقه نحو ورزازات بالجنوب الشرقي كمدير للمكتب البلدي لحفظ الصحة إبان فترة العامل “علال السعداوي ،ومحمد عبد النبي رئيس المجلس البلدي آنذاك ، و حيت الفراغ والهدوء كان لزاما على طبيبنا التأقلم والاندماج وتكوين مكتبه فزاول الأنشطة واتخذ المبادرات وكان أول عمل له سنة 1995 بالمؤسسات التعليمية، واشتغل على جمالية المدينة ونظافتها وحسن تدبير النفايات و ألف في الموضوع كتاب ” النظافة مسؤولية الجميع من أجل بيئة صحية سليمة” وله الفضل في ألف حاوية قمامة وزعت بأحياء المدينة، وله الفضل في حراك جمعوي حول إشكالية قطاع الصحة بإقليم ورزازات وزاكورة، فأسس جمعية المنصور الذهبي حيث كانت حكاية شاب يعاني من مرض القصور الكلي توفي بحثا عن العلاج السبب الرئيسي في تكوين هذه الجمعية ، واختار لها السيد العامل “بوصفيحة ” رحمه الله اسم جمعية المنصور الذهبي لدعم المستشفيات إقليم ورزازات وزاكورة ” ، إلا أنها لم تنشط حتي مطلع سنة 2004 بفضل المبادرة الملكية حيت تم توفير متخصص في مرض القصور الكلوي لفائدة مرضى الجمعية “.

إلى جانبها أسس جمعية درعة لداء السكري ، فجمع الدكتور حاجبي بين مهامه كمدير لمكتب حفظ الصحة ومتطوع لهموم مرضى السكري والفشل الكلوي. سنة 2010 أسس محمد حاجبي جمعية الوفاء لداء السكرى صحبة رفيقه محمد موساس ولهما الفضل في شهرتها واتساع رقعة اشتغالها حيت صارت تشمل أقاليم جهة درعة تافيلالت ، كما كان لهما الفضل في الدفع بتأسيس جمعيات تشتغل في مجال الكشف المبكر لداء السكري والتي تكتلت بفضل هذه المجهودات في اتحاد الجهوي للجمعيات العاملة في مجال محاربة داء السكري .

وللطبيب أيضا الفضل الكبير في علاج العديد من مرضي السكري في مراحله المتقدمة وخاصة مشاكل القدم السكري، ساهم محمد حاجبي كمسؤول عن مكتب حفظ الحصة في التحسيس والتوعية وكذا محاربة مجموعة من الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات والحيوانات كالأكياس المائية ومرض الليشمانيوز الجلدي وداء السعر وذلك في إطار اللجنة الإقليمية الصحية برئاسة عامل الإقليم والمتكونة من مندوبية الصحة والمكتب الوطني للسلامة الغذائية والمكتب البلدي لحفظ الحصة.

قد نفقد بوصلة الحياة‏ ونضل الطريق، ‏وتبقى الحقيقة الوحيدة التي لا شك فيها، هي ‏‏الإخلاص في العمل‏ من أجل بناء ورِفعة المجتمع. وهي عملة ناذرة في زمننا، فكان محمد حاجبي وجها لهذه العملة الناذرة والقيمة، اذ كان حرصه على الاعتكاف في مكتبه جزء من إخلاصه الصادق و يزيد من إصراره على أن يخلص في عمله و لوطنه وأن يكون قدوة لكل من يعرفه، مخلص في مهنته كطبيب يشهد له ، مخلص كفاعل جمعوي تعامل مع جمعيات المجتمع المدني و استطاع أن يحقق في الثلاثين عاما التي قضاها بورزازات ما لم يحققه غيره ، مخلص مع مرضاه ومؤمن بقضاياهم يشاركهم همومهم ويفرح لفرحهم أخلص النية فخلص العمل.

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *