و م ع
يعتبر مسجد الأمير مولاي رشيد الأقدم في مدينة الرشيدية ومعلمة وضاءة في المنطقة التي تعرف بإقبال سكانها على المساجد وإعمارها
ووسط هذه المدينة الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب يوجد مسجد الأمير مولاي رشيد الذي يشهد على تعلق الساكنة المحلية بالقيم الدينية واهتمامهم بالمساجد وبنائها والعناية بها
ولايزال هذا المسجد، الذي تم بناؤه من قبل الفرنسيين المقيمين بالرشيدية في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، يستقطب أعدادا غفيرة من المصلين سواء في شهر رمضان أو طيلة فترات السنة.
ويجسد الإقبال على الصلاة في هذا المسجد الجامع الترابط المتين بين سكان المنطقة الذين يحجون إليه لإبراز تشبثهم بدينهم وبالقيم التي تجمعهم، لاسيما أنه يرمز للوحدة الإنسانية التي جمعت بينهم إبان فترة الحماية حيث شكل منارة للالتقاء في مكان يحتضنهم ويعبر عن مشتركهم الديني.
ولما كان لهذا المسجد، الذي تبلغ مساحته 700 متر مربع ويضم قاعة للرجال (624 متر مربع) وأخرى للنساء (40 متر مربع)، دور اجتماعي وإنساني وديني، فقد عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إعادة بنائه في سنة 1979 لكي يستمر في الاضطلاع بدوره الديني كاملا.
ويتذكر سكان المنطقة بكثير من الانبهار كيف أن أساسات المسجد، الذي يضم صومعة بطول 24 مترا وعددا من المرافق الصحية، ظلت صامدة منذ وضع الحجر الأساس لبنائه، خاصة أنه تم الاعتماد في البداية على الحجر والجير من أجل تشييده ليكون قبلة للمصلين الذين لم يكونوا يتوفرون في تلك الفترة على مكان للعبادة.
ويصل العدد الإجمالي للمصلين في هذه المعلمة الدينية حوالي 900 مصلي ومصلية، ويحتضن أنشطة دينية وعلمية تتعلق بتأطير الأئمة في إطار خطة ميثاق العلماء، ودروس الوعظ والارشاد.
واعتبر رئيس المجلس العلمي المحلي للرشيدية، الأستاذ محمد وحيدي، أن هذا الصرح المعماري الفريد يعد أول مسجد بالمجال الحضري للرشيدية التي كانت تسمى سابقا بقصر السوق.
وأكد الأستاذ وحيدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تناوب على تقديم الدروس الدينية وإلقاء خطبة الجمعة في هذا المسجد علماء أفذاذ، من بينهم الفقيه الجليل مولاي هاشم بالغالي الذي قضى 12 سنة بالقرويين.
ويستحضر وحيدي الفترات التي كان يلقي فيها هذا العالم الجليل دروسه في مسجد الأمير مولاي رشيد بعد صلاة المغرب وقراءة القرآن، وكذا الإقبال الذي كانت تحظى به نصائحه وتوجيهاته في مجالات العبادات والأخلاق والمعاملات، معتبرا أن هذا المسجد يضطلع بدور هام في المجال الديني بالرشيدية نظرا لوجوده وسط المدينة.
وتأتي أهمية هذا المسجد في بعده التاريخي وقربه من المجال الترابي الذي كان بداية تشكل مدينة الرشيدية، لهذا يؤكد الزهيد علوي، أستاذ التاريخ بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لفاس-مكناس، أن المساجد تحظى باهتمام كبير عند أهل تافيلالت، وذلك لعدة اعتبارات منها رمزيتها الدينية والحضارية، ثم الوظائف المختلفة التي تؤديها