نداء المنتدى المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية بزاكورة المنظم تحت شعار” الواحات وتحدي التغيرات المناخية، أي إلتقاقية بين الفاعلين”.
بعد إنعقاد مؤتمر الأطراف كوب 21 بباريس نهاية السنة المنصرمة، ومن أجل التطلع إلى مشاركة هادفة وناجعة في فعاليات كوب 22 بمراكش، الذي سينعقد شهر نونبر 2016، بغية تطبيق إتفاق باريس، نظم المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية بزاكورة دورته الرابعة تحت شعار” الواحات وتحدي التغيرات المناخية، أي إلتقاقية بين الفاعلين”.
فعلى مدى ثلاثة أيام، انكب المشاركون مدنيون، خبراء، باحثون، ممثلو مؤسسات عمومية، ومنظمات التعاون الدولي على تدارس تحديات ورهانات التغيرات المناخية في المجال الواحي، وكذا تقييم المبادرات الموجودة واستشراف الرؤى المستقبلية الملائمة للأنظمة الفلاحية الواحية، وقد توجت هذه التظاهرة العلمية بالنداء التالي:
نحن المشاركون في منتدى زاكورة:
نذكر بان الواحات التي توجد على خط تماس المواجهة الحقيقية لآثار التغييرات المناخية، طالما شكلت الحارس الأمين لحضارات المجالات الجافة، بيد أنها اليوم تطلق صفارة الإنذار ضد التهديدات والأخطار المؤدية تدريجيا إلى انقراض هذا التراث الإنساني.
نحذر من المخاطر الحقيقية لهذه الآثار، من قبيل قلة التساقطات المطرية، وتوالي سنوات الجفاف، وتصاعد وثيرة الأحداث المناخية الحادة، وكذا الثقل الواضح لإنعدام الأمن الغذائي، وتدهور الأراضي والأتربة.
نسجل كذالك، تضاعف هذه الآثار تحت وطاة أسباب متعددة من ضمنها النمو الديمغرافي، وارتفاع نسبة التمدن، ومختلف أنواع الضغوطات الممارسة على الموارد بما فيها السياسات العمومية غير ملائمة.
نطالب بقوة بالإعتراف الدولي بالواحات كمجال ينتمي للأنظمة الإيكولوجية الهشة، وننادي في هذا الصدد بتحقيق عدالة مناخية تعود بالفائدة على ساكنة هذه المجالات (نمط السكن، مناطق الرعي، واحات…) التي تعتبر تاريخيا مقاومة وضرورية لكل آفاق التأقلم مع التغيرات المناخية.
نطالب بالإعتراف وتطبيق تشاركي لنمط تدبير مستدام للموارد الطبيعية والعقارية الواحية، عبر صهر المعارف التقليدية، التقنيات المبدعة، وأنظمة المتابعة والإعلام، التي تمكن من تقوية قدرات المقاومة لدى الواحات، وأنماط الحياة فيها.
نسجل أهمية المقاربة الفلاحية الإيكولوجية، كعامل أساس في تنظيم واستدامة النظام الواحي بما يمكن من المساهمة في التأقلم والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
ننادي بإعتبار الماء، مورد واحي ذو أولوية خاصة، ثروة مهددة بقوة من قبل كل مؤشرات التغييرات المناخية، مما يتطلب أخد هذا المعطى بعين الاعتبار في السياسات العمومية عبر دمج أنماط الوصول والإستعمال المقتصد للماء.
نثير الإنتباه لأهمية التنسيق والتشاور بين كل الفاعلين في المجال الواحي، مما يمكن من التوصل إلى التقائية وتناسق مبادرات التنمية المحلية، ونعترف في هذا الصدد بالدور المهم لديناميات التشبيك التي تشكل آلية ضروية لتبادل المعلومات والتجارب بين مختلف الفاعلين.
ندعوا إلى إدماج الخصوصيات الواحية في السياسات العمومية المرتبطة بالتنمية المحلية والوطنية عبر ضمان الإلتقائية بين مختلف برامج التدخل، والتنسيق بين المعنيين : سلطات عمومية، تنظيمات محلية، مجتمع مدني، قطاع خاص، باحثون وجامعيون
وأخيرا، نلتزم نحن المشاركون بالدفاع عن هذا النداء في كل المحافل والهيئات المحلية، الوطنية الدولية، الاعدادية لكوب 22، كما نلتزم بتشكيل صوت جماعي للواحات للإعداد للحدث الدولي المقبل بمراكش والبحث عن وسائل للتعبير عن هذا الصوت.
30 يناير 2016 ، زاكورة