مصطفى الحاجي
في عالم السياسة، يبدو أن أشباه النخب المثقفة قد وجدوا مكانهم المثالي في الزوايا المنزوية، حيث يمكنهم التحدث بحرية دون أن يزعجهم أحد. هؤلاء الأفراد، الذين يدعون أنهم يحملون مفاتيح الحكمة والمعرفة، غالبا ما ينخرطون في نقاشات لا طائل منها، وكأنهم في مسرحية هزلية لا تنتهي.
مشهد 1: نقاشات بلا نهاية
في هذا المشهد، نرى أشباه النخب يجتمعون في غرفة صغيرة او عبر فضاء افتراضي ، يتبادلون الآراء حول قضايا لا تهم أحدا سوى أنفسهم. يتحدثون عن السياسة والاقتصاد والثقافة، ولكن بطريقة تجعل المستمع يشعر وكأنه في حلقة مفرغة. كل واحد منهم يحاول أن يظهر بمظهر المريد العارف بكل شيء، ولكن الحقيقة هي أنهم جميعًا يتحدثون دون أن يقولوا شيئًا ذا قيمة.
مشهد 2: التنافس على الظهور
في هذا المشهد، نرى أشباه النخب يتنافسون على من يكون الأكثر بروزًا في النقاش. كل واحد منهم يحاول أن يرفع صوته أكثر من الآخر، ويستخدم كلمات معقدة ليبدو أكثر ذكاءا . ولكن في النهاية، يبدو أن الجميع يتحدثون في نفس الوقت، مما يجعل النقاش يبدو وكأنه فوضى منظمة.
مشهد 3: الحلول الوهمية
في هذا المشهد، نرى أشباه النخب يقدمون حلولًا لمشاكل المجتمع. ولكن هذه الحلول غالبًا ما تكون غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ. يتحدثون عن تغيير العالم، ولكنهم لا يستطيعون حتى تغيير واقعهم الخاص. وكأنهم في حلم يقظة، يتخيلون عالماً مثالياً لا وجود له.
النهاية: كوميديا بلا جمهور.
في النهاية، يبدو أن هذه المسرحية الهزلية لا تنتهي. يستمر أشباه النخب في نقاشاتهم المنزوية، بينما يظل المجتمع الأكبر يراقب من بعيد، غير مكترث بما يحدث. وكأنهم في عرض كوميدي، ولكن بدون جمهور.