ذ محمد ايت دمنات
تقتطع مبالغ مهمة شهريا من راتب كل موظف و خاصة رجال التعليم لفائدة التعاضدية العامة للتربية الوطنية والوكالة الوطنية للتأمين الإجباري عن المرض ، مبالغ تتفاوت بحسب نوع ودرجة الموظف…مقابل استفادته و ذوي الحقوق من خدمات صحية كالتطبيب و تعويض مصاريف العلاجات …. لكن واقع أغلب موظفي زاكورة يجعل استفادتهم منها محدودة ، مما يثبت أن ثمة حيفا يلحق هؤلاء إن لم نقل إن حقوقهم مهضومة ، فاستفادتهم جد ضعيفة بحكم البعد و افتقارها للمصحات التابعة للتعاضديات الخاصة بكل قطاع و الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي cnops ، و يبقى الحل الوحيد أمام هؤلاء عند كل مرض بسيطا كان أم خطيرا ، هو السفر و صرف مستحقات التطبيب و الأدوية وانتظار التعويض الهزيل غالبا ، و الذي قد يأتي و قد لا يأتي مما يجعلهم في حكم غير المستفيد مقارنة مع زملائهم الذين يقطنون في المدن الكبرى ….و لعل عملية حسابية بسيطة تظهر مدى الحيف الذي يلحق هؤلاء ….
علاج الأسنان :
الحل الأول : أن يقصد الوظف أقرب مدينة بها مصحة تعاضدية لعلاج الأسنان (ورززات) دون أداء : هنا سيكون مطالبا بزيارتها ثلاث مرات على الأقل بين زيارة و أخرى 15 يوما على الأقل …. و إذا كانت كل زيارة ستكلفه 100 درهم على الأقل للتنقل و التغذية فإن علاج سن واحدة سيكلفه 300 درهم … فأين التغطية الصحية ؟؟؟؟
الحل الثاني : أن يقصد مصحة خاصة لعلاج الأسنان في اقرب مدينة و حينها سيكون مضطرا للأداء وانتظار التعويض ، مع ثلاث زيارات على الأقل و إن بفـترات أقصر ، ستكلفه الزيارات 300درهم + أتعاب الطبيب 300 درهم على الأقل ، و المجموع 600 درهم … و سيتلقى تعويضا من التعاضدية لا يتعدى 186 درهما ، مما يعني أن العلاج سيكلفه 414 درهما ، فأين التغطية الصحية أيضا في هذه الحالة ؟؟؟؟؟
حلان إذن أحلاهما مر يجعلانه غالبا كأي شخص آخر لا يستفيد من التغطية الصحية ، ..
زيارة طبيب اختصاصي :
تكلف زيارة طبيب اختصاصي الموظف العامل بالمناطق النائية وزاكورة خاصة فضلا عن أتعاب الطبيب ، مصاريف إضافية مرتفعة للتنقل و التغذية و الإقامة لا تقل عن 500 درهم و الذي يكون مجبرا إن رغب في زيارة طبيب اختصاصي على السفر إلى مراكش أو أكادير أو البيضاء….
و ما يقال عن علاج الأسنان و زيارة طبيب اختصاصي ، يقال عن إجراء تحليلات أو عملية جراحية ، النظارات ….. ولعل مما يزيد الطين بلة البون الشاسع بين تعريفة cnops و تعريفة العيادات والمصحات الخاصة .(علاج الأسنان مثلا 186 د/ 300د)
لا غرابة إذن إن استمر نزيف الموارد البشرية بمدينة زاكورة حيث اللاستقرار الذي يدخلها في حلقة مفرغة من حيث استمرار المشاكل نفسها و تكرارها ، باعتبارها منطقة عبور لا تكاد قدم الموظف تطأها حتى تجده يفكر في مغادرتها…
ولعل تفعيل قرار تخصيص تعويض للعاملين بالمناطق النائية الذي لا يزال للأسف الشديد حبرا على ورق ، هو الكفيل بالتخفيف من الحيف الذي يلحق هذه الفئة من الموظفين و المؤثر على مستوى أدائهم ،،..قرار يجب أن يكون في صدارة اهتمامات و مطالب النقابات ضمانا لحقوق الموظفين و تشجيعا لهم على الاستقرار بهذه المناطق …