يتكرر السؤال دائماً بعد الحصول على شهادة البكالوريا عن إختيار التكوين المناسب بعد تجاوز مرحلة البكالوريا، السؤال بقدر سهولته بالنسبة لشريحة كبيرة من التلاميذ إما لمستواهم العالي الذي يمكنهم من ولوج مدارس عليا وكليات ذات إستقطاب محدود ككلية الطب مثلاً و إما لمستواهم المادي الذي يمكنهم من إختيار إحدى المدارس العليا الخاصة ، يبقى السؤال و الإختيار صعباً بالنسبة لشريحة كبيرة من الحاصلين على شهادة البكالوريا .
هذه الفئة من التلاميذ تجد نفسها في مواجهة سؤال كلاسيكي تعود عليه التلميذ المغربي الحاصل على شهادة البكالوريا الى و هو : التكوين المهني أم ولوج الجامعة ؟
الجواب على هذا السؤال رغم صعوبته إلا أنه يصبح سهلاً إذا كان التلميذ قادراً على تحديد قدراته و كذلك اهدافه من الدراسة بعد البكالوريا . فقد إثبتت السنوات أن المعدل و المستوى الدراسي في المرحلة قبل البكالوريا لا يحدد مستوى و قدرة الطالب على المسايرة فكثير من الحاصلين على شهادة البكالوريا بمعدل بسيط استطاعوا التفوق و إظهار قدرة كبيرة على التأقلم لا سيما في التعليم الجامعي .
الجامعة تخرج أفواج من العاطلين … مقولة خاطئة مئة بالمئة، الإختيارات الخاطئة و كذلك السياسات الإقتصادية العامة هي السبب الرئيسي في فشل الكثير من الخريجين في ولوج سوق الشغل . الجامعة تكوين أكاديمي عالي يفتح أفاق كبيرة للطالب إن أحسن الإختيار،و ما على الطالب معرفته فقط هو أن التعليم الجامعي يحتاج إلى نفس طويل و قدرة على الإستمرارية .
عكس التكوين المهني الذي يستمر مدة سنتان، و الذي يمكن من ولوج أسهل لسوق الشغل مع إمكانية الإستمرار في التكوين المستمر و الحصول على شواهد أعلى من شهادة التقني أو التقني المتخصص كالماستر أو شهادة مهندس.
ما يجب معرفته أن هناك كثيراً من الحالات اختارت أن تزاوج بين المسارين فحصلت على بكالوريا ثانية و حصلت على شواهد للتكوين المهني دون ترك التعليم الأكاديمي بالجامعة، وبهذا كانت فرصها أكبر حين ولوج سوق الشغل .
في جهة مقابلة تبقى عروض الكثير من المدارس العليا الخاصة أكثر جذباً للطلاب و ذلك لجودة التكوين الذي تقدمه و الذي يسمح بولوج سهل و مضمون لسوق الشغل.