الثلاثاء , يوليو 1 2025
أخبار عاجلة

بوبيزة يكتب: الشوباني يكتشف ساكنة الكهوف والوبر بعد مرور نصف ولايته

محمدبوبيزة

مثير جدا أن يطل علينا  رئيس أفقر جهة بالمملكة الشريفة بقده وهامته من خلال صورة تجمعه برحل يعيشون بكهوف.

ومفيد جدا أن يغرد بتدوينة تفيض بالحنان والرأفة ،وتنساب بالحماسة والرغبة الجامحة في إصلاح وتغيير وضع لم يعد مقبولا. ويطالب بإعدام مشاهد خادشة للكرامة الآدمية لكائنات حية تعيش في العصر الحجري.

والمستفز للمشاهد هو أن يبدو السيد الرئيس مبتسما وهو يحمل طفلة بدون حفاظات مطأطأة الرأس خجلا من عدسة التصوير ليسوق أنه صديق الرحل الفقراء .

فعذرا أيها الرئيس فالوضع كهذا يقتضي منك البكاء وأنت تبتسم  كمن يغني في مناسبة عزاء.

والأغرب أن يكتشف السيد الرئيس هذه الفئة من المجتمع بعد ثلاث سنوات من رئاسته للجهة ،ولم يسحب ذات يوم خريطة الأقاليم الخمسة من الرفوف ليعرف أن هناك تجمعات سكنية كبيرة في ثنايا جغرافية الجهة ،محصية من طرف رجال السلطة ،ولها ممثلون في الجماعات الترابية ،وأعوان سلطة تعيش في الكهوف، وتحت الوبر، بدون ماء، ولا كهرباء ،ولا تعليم ولا مستوصفات ولا حتى عقود الازدياد ولا عقود الزواج.

فرحل النزالة سيدي الرئيس ( الذين اكتشفتهم ووصفت حالهم )أحسن حالا من رحل واومترت ،وسدور،وأغبالونكردوس وأكلمام نسيدي علي، وتيسراولين، وامسمرير، وسيدي عياد وتونفيت وأوتربات واملشيل واغير نومكون…..وحجتنا في ذلك أنك استطعت الوصول إليهم بسيارتك الفارهة ،أما الباقي فتحتاج حتما الى طوافة للاقتراب من المكان، ويلزمك المشي بعد ذلك لساعات.

فهل فكرت في هذه الفئة كمسؤول جهوي أثناء فترات الثلوج ؟؟؟

هل زرت بعضهم للاطلاع على أوضاعهم في تلك الاوقات العصيبة ؟

هل قدمت لهم الاغطية والأكل والاعلاف لماشيتهم ؟

…لم أراك هناك سيدي الرئيس.. لأنك لو كنت حاضرا لوثقت تلك اللحظات بالصورالفتوغرافية للإستهلاك الإعلامي كالعادة

….ولم تزرهم حتى بصفتك الحزبية مع العلم أن منهم من استغوته دعاية القنديل وصوت للمصباح لينال فرصته من الإصلاح  ….وألقيت بهم كسقط المتاع بلا إرغاء بعد أن أوصلوك ‘لى منصة القرار ونسيت قول الشاعر-

إن الكرام اذا ما أسيروا ذكروا —- من كان يألفهم في الموطن الخشن.

وأصدقك القول أننا منذ زمان بعيد ونحن نجهر بالقول أن وضع هذه الفئة غير مقبول ،وأنت تقول مع كامل الأسف وبعظمة لسانك( لم يعد مقبولا)فشتان بين غير مقبول ،ولم يعد مقبول.

فهذه الفئة  كانت وما تزال تكبح مؤشرات التنمية التي ترتكز على قياس مختلط يهم ثلاثة أبعاد تتمثل في معدل الحياة ( الصحة – العمر)والتوعية ( محو الامية والتمدرس)ومستوى العيش الذي يتحدد من خلال العائدات والقدرة الشرائية.

وبهذا الوعي كنا نتمنى أن تصرف ملايير الجهة الممنوحة بسخاء للخبراء والجمعيات الصديقة، والمدفوعة لشراء سيارات الدفع الرباعي، والمهضورة في السفريات والاكل والايواء لتحسين مؤشرات التنمية وذلك بضخ تلك الاموال في مشاريع اجتماعية مباشرة كجمع هؤلاء الرحل واسكانهم ومحو أميتهم وتعليم أبنائهم والاعتناء بصحتهم   ….

لقد ضاعت أجيال من هذه الفئة المهمشة ولم تستفد من خيرات هذا الوطن ،ففقرها ليس قدرا الهيا وليس ابتلاء ولم يعد مقبولا الادعاء أن حق هؤلاء ان لم ينالوه في الدنيا الفانية فهو محفوظ في الاخرة الباقية .

حق هؤلاء سيدي الرئيس مشكل تنموي وقرار سياسي تتحملون مسؤوليته كرئيس جهة ولا يقبل التأجيل والتسويف، والتجزىء والحلول الفردية بطلب سريع لوزير التربية الوطنية لادماج بنت واحد في سلك التعليم.

فرجاء سيدي الرئيس وأنت ترفل في الميزانيات بالملايير مترفا منعما بالتعويضات لا تنسى نصيب سكان الوبر والكهوف ،حرك خبراءك لاستنبات خطط شاملة مندمجة لانتشالهم من الهامش ولتكسير قيود الفاقة  والحرمان وشظف العيش.

اقرأ من فضلك كمسؤول مطالبهم التي طالها النسيان  فلا تنسى أنك محاسب أمام الله والعباد على هذه الفئة التي راكمت في خاطرها ويلات الفقر والمذلة والاقصاء .

ولن نتركك تتقلب في فراشك  بين الوهم والترهات ومخدر بفائض السلطة التي بين يديك فكفانا تسويقا لمعاناة هذه الفئة ،وكفى من التهرب من المسؤولية وتوزيع التهم على الاخرين  ،سئمنا الوعود والاماني، ولي عنق الحقائق، لتبرير الاخفاقات والعجز.

ومللنا من التنمية بالمقاربة الاحسانية والصدقات فأوضاع الرحل في كافة تراب الجهة تحتاج الى برامج تنموية حقيقية .

فهل هناك إرادة حقيقية أم مجرد ضجيج ألفاظ؟

أملنا قائم منذ الآن لأنك اكتشفت على الأقل وجود هذه الكهوف والمغارات التي تأوي بني البشر في جهتك المباركة.

 

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *