زاكورة نيوز/ادريس اسلفتو
على بعد 36 كيلومترا عن مركز مدينة ورزازات على الطريق الوطنية رقم9 في اتجاه وزاكورة، تستقبلك بلدة “أيت ساون ” بوابة واحة الجنوب الشرقي تتربع على قمة من قمم جبال الأطلس الصغير ، على علو فاق 1600 متر فوق سطح البحر،و توجد منطقة آيت ساون، التي تقع بالنفوذ الترابي لجماعة تنسيفت بإقليم زاكورة.
بلدة هادئة تخفي وراءها جمالا فاتنا طيبة إنسان وروعة مكان ،وبنسيمها العليل وزهر اللوز الأبيض الذي يبهر القلب ويسر العيون ،تقف لتشرب من مائها العذب ،عيون تدفقت وسقت جنان الرمان واللوز والسفرجل ،نسيم الوادي يعانق الجبال وجريان المياه بصوت رقيق ومنخفض،وبنغمة موسيقية يرتاح لها القلب. أما عن سكانها فهم طيبون و متواضعون لا تفارق ابتسامة الأمل شفاههم أما عن الجود و الكرم فقد يستمر بك الحديث و الجلوس في مجلس شيوخ او شباب القرية ساعات لا تمل ولا تكاد تريد افتراق المجمع .
وبالرغم من ذلك، تعيش ساكنة آيت ساون ظروفا صعبة وحياة قاسية، حتى أصبحت المعيشة هنا بهذه المنطقة لا توحي بالحياة الطبيعية؛ وهو ما يجعل أغلب السكان يفضلون الهجرة والرحيل عن المكان نحو مدينة ورزازات بحثا عن لقمة عيش تضمن لهم بعضا من الضروريات الغائبة عن منطقة آيت ساون.
فبالرغم من وجود أيت ساون بالقرب من عمالة إقليم ورزازات التي لا تبعد عنها إلا بـ36 كيلومترا، فإن سكان هذه المنطقة يضطرون إلى قطع مسافة 130 كيلومترا في اتجاه مقر عمالة إقليم زاكورة المنتمية إليها، من أجل قضاء أغراض إدارية أو الاحتجاج أو طلب دعم؛ وهو ما يزيد من تفاقم المعاناة اليومية للسكان ويعطل الكثير من المصالح.
هذا الوضع دفع حوالي نصف من سكان المنطقة ممن أسعفهم الحظ في توفير بقع أرضية وبنائها بورزازات وترميكت إلى مغادرة منطقة آيت ساون، تاركين وراءهم بيوتهم الأصلية وفلاحتهم، متحسرين عن تلك الأيام الجميلة التي طبعت وجودهم بها وغير راضين للوضعية التي أسهمت فيها الدولة في بروزها ودفعتهم إلى تغيير الوجهة.