يونس الشيخ-زاكورة نيوز
لأن في الإعادة إفادة، أقترح عليكم إعادة مع بعض التعديلات الطفيفة “لْهَاذ التخربيقات ديالي” التي كانت معنونة في السابق بـ “قهيوة مع العامل” في انتظار جديدي قريبا ان شاء الله..
في مساء يوم اثنين، سمعت أحدهم يطرق باب منزلي الصغير بضواحي الدار البيضاء، ففتحت الباب بلطف كما هي عادتي دائما، لأجد رجلا في الأربعينيات من عمره، اعتقدت أنه أحد الجيران الجدد جاء ليطلب مني رفع صوت التلفاز، لأن جيران هذا العصر “غير العكس وصافي، وأنا ماكايعرفونيش ومْكالمِي وغادي يحماقو واقيلا”.
لم يكن الطارق من الجيران ولا مستخدم مكتب الماء والكهرباء، ولا حتى حارس الأمن الخاص بالشارع. قَطع الطارق تفكيري وتخميناتي بإلقاء التحية، ولما أجبته سألني مباشرة وهو يشير إلي “سي يونس الشيخ؟”، وبابتسامة (حسب اعتقادي على الأقل) أجبته (…وي، هو هذا أسيدي، شكون اللي كايسول؟).
- قاطعني: بْغاكْ السيد العامل؟
- فسألته: شكون؟ العامل ديال أشمن عمالة؟
- سي الصمودي بغاك…
ففهمت أنه عامل عمالة زاكورة، وعرفت فيما بعد أنه في عطلة، وأنه لم يطفئ هاتفه كما يفعل الكثيرون، كما أنه لم يوقف عدّاد سيارته ولا عقارب ساعة عمله، حتى في أيام العطلة. فسألت الطارق:
- “السيد العامل هنا ف كازا”؟ فرَدّ مقاطعا:
- نعم هو الآن في الشارع ينتظرك، أسرِع إذا سمحت.
اختلطت لدي الابتسامة بالدهشة، والسؤال والتفكير و… “نتييعقىبمبوفخفعبرىريخع”….
باختصار، هذا ما كان يدور في رأسي في تلك اللحظة التي لا أعرف كيف أصفها، خاصة وأنني لم أتخيل أن يتواضع الرجل “عبد الغني الصمودي” فيزور صحافيا صغيرا مبتدئا لا قيمة له لا بالمغرب ولا حتى بمدينة زاكورة التي يعشقها.
استبدلت ملابسي وخرجت بسرعة، رميت بكل أفكاري وارتباكي خلف الزمان والمكان، لأكون “قد المقام”، فخرجت مسرعا.
فتح السائق الباب فوجدت العامل الصمودي داخل السيارة، استقبلني بابتسامة فألقيت التحية ورد بطريقة تظهر كل الاحترام والتقدير.
ورغم ذلك اعتقدت في البداية أن العامل “غاضْبْ عْليا”، وأنني “قفّرتها بالمقالات اللي كانجبدو فيهم”، غير أنه هنّأني بموقع “زاكورة24” الذي بالمناسبة، توقف بعد فشلي الذريع في ضمان استمراريته لكثرة مشاغلي.
وبينما لازال يكلمني وأنا آخذ مكاني إلى جانبه في المقعد الخلفي لسيارته، انطلق السائق بسرعة منخفضة.
اتجهنا إلى مقهى راقية غرب مدينة الدار البيضاء، وهناك جلسنا وجها لوجه (أنا والعامل الراس ف الراس)، تحدثنا عن الموقع، ولم أشعر ولو للحظة أنه يحاول توجيه خطنا التحريري أو أن يضغط بطريقة من الطرق، أو أن يبعث برسالة مشفرة أو شيء معين.
سألني السيد العامل بأدب عن ما أسمعه عن “الصمودي” وما يقوله الناس في المدينة كما في القرية، سألني: “نتا كصحافي تبارك الله عليك، وولد البلاد عارف بلا ما نحتاج نْدْوي أنا، كيفاش كاتشوف زاكورة دابا؟ وشنو الحاجة اللي كاتبان ليك ناقصة وشنو هي نقط القوة ديالنا؟ شنو ممكن تقتارح على السلطات؟
قال لي سي عبد الغني الصمودي: “اعتبرني بحال صديق وكاتتناقشو بيناتكم…”
“وقبل بدأ الحوار ديال بالصح”… “ما تتقلقوش راه ماشي لقاء حقيقي.. راني ما عمري شربت قهوة مع العامل الحالي ديال زاكورة”، ولا نطمح إلى ذلك بكل صراحة وصدق، وإنما نريد أن نقدم رؤيتنا لواقع، مشاكل، تحديات، وإمكانات إقليم زاكورة والملفات المطروحة أمام السيد عبد الغني الصمودي؟ وكيف يرى الفاعلون المحليون والسكان واقع المنطقة “بلا بروتكول” ولا لغة خشب؟ وما الذي يقترحونه لحل بعض الملفات العالقة؟.. كل ذلك سيكون على لسان “زاكورة نيوز” التي أفتخر اليوم بنشر مقالاتي العيّانة بها.. (غِيرْ خْلّيوني ناكل التوم ولا ناكل الدلاح)، المهم أنني سأقول الحقيقة بدون رتوشات ولا كذب ولا نفاق.
المهم الله يخرّج هاذ الحْلمة على خير وصافي. أنا بْعدا راني غير داوي…
يُتبع…
- ترقبونا مرة في الأسبوع في حوار “حصري ومتخيل غير حقيقي” مع شخصية من مسؤولي زاكورة مْسْكِينة…