وأخيرا فرقة اولاد سيدي احماد اوموسى تحط الرحال ببلاد درعة ،بعد سنوات عجاف نزل فيها الجفاف ضيفا ثقيلا على اهل الجنوب الشرقي. في إطار المهرجان الدولي للحكاية الذي احتضنته زاكورة وذلك من 24 إلى 29 أبريل 2024.
هي فرقة جوالة بامتياز تعرفها أجيال الخمسينيات والستينيا ت والتمانينيات ،ففي سنوات الخير حينما كان نهر درعة العظيم يمتلئ عن آخره ،كانت بلاد درعة أرض عبور وملاذ لفرق غنائية وبهلوانية تجوب الوادي من اقصاه الى اقصاه تستمتع وتمتع سكان الواحات فيغدق عليها هؤلاء بما تجود عليهم بلادهم من ثمر وقمح وخضر وفواكه جافة.
لكن مع ولاد سيدي أحماد او موسى كان الكرم مضاعفا . فما ان تحط هذه الفرقة الرحال بأحد القرى حتى يقوم مايسمى “البَرَّاحُ” بالنفير الى الدوار الموالي ليبرح في سكان الدوال معلنا رغبتهم في الزيارة ،ليرحب بهم اعيان القبيلة ،فتهيء لهم القبيلة وجبة العشاء فيشدون الرحال الى الدوار ليلا فيبيتون هناك ويستريحون استعدادا لحفلة مساء الغد.
تتكون فرقة سيدي احماد اوموسى ،من شخص كبير السن يدعى “المقدم “له احترافية عالية في الحركات البهلوانية وفي التواصل مع القبائل فهو المسؤول الاول عن الفرقة ،ثم شخص ثان يدعى “البراح”هو الناطق الرسمي باسم الفرقة لدى القبائل حيث يبرح في الدوار معلنا رغبة الفرقة في زيارة الدوار .
أما الشخص الثالث هو “المسيح” شخص كوميدي بهلواني بامتياز يقوم بطلي وجهه بصباغة بيضاء حيث ينشط الحفل بالقيام بأعمال صبيانية تضحك الكبار والصغار.اما العنصر الرابع فهم شباب من مختلف الاعمار يلبسون البسة فاقع لونها دورهم هو القيام بحركات رياضية مثيرة كما يجتمعون في شكل مجموعة حيث يصعد بعضهم فوق بعض في احزمة متناسقة تثير إعجاب السكان. وأخيرا لا ننسى الفرقة التي تتكون من صاحب الطارة وصاحب البندير وصاحب المزمار هؤلاء هم الذين يستهلون الحفل بعزف مقامات موسيقية سوسية ،بعده يقوم الشباب الرياضي بتسخينات رياضية فيقدمون عروضا فردية وجماعية مدهشة وغريبة كان ذلك قبل غزو القنوات الفضائية للفضاء العمومي ومشاهدة الالعاب الاولمبية في الصين وغيرها من الدول الأخرى حيث كانت الفرقة تبرر ما تقوم من حركات غريبة الى كرامات الولي الصالح سيدي احماد اوموسى . لكن ماذا تنفع الاسماء يا اسماء؟ فالعولمة اليوم قتلت كل شيء فما يقوم به هؤلاء يمكن ان تشاهده في العاب اولمبية دولية .
لكن مع ذلك فالوصلات الرياضية التي يقدمها هؤلاء تثير فينا الاعجاب والانبهار .إذ كنا نتجشم عناء السفر على الارجل الى مشاهدة اولاد سيدي احماد اوموسى في دواوير اخرى قريبة من قرانا .
لكن خارج المهرجانات، وخارج فضاء جامع الفناء هل يمكن ان نرى هذه الفرقة تترجل مرة اخرى الى الدواوير للتعريف بمنتوجها الاحتفالي الذي يتمفصل فيه الخرافي بالرياضي ؟؟ ام أن كغيرها من عباد الله اضناها النَّصَبُ والترحال فآثرت الاستقرار في أشهر ساحة في العالم هي جامع الفناء كتراث لا مادي احتفلت به اليونسكو ؟؟؟؟
الاستاذ :عبد الكريم الجعفري – أستاذ باحث