زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
زاكورة نيوز/ادريس أسلفتو
وأنت تتجه نحو الشمال الغربي لمدينة ورزازات على بعد 30 كلم، لابد لك من المرور بالجماعة القروية ايت زينب، دائرة أمرزكان. هناك شيد قصر” ايت بن حدو ” بالجهة الجنوبية لتل تاوريرت نيغرم على الضفة الشرقية من أسيف مرغن بواد أونيلا الذي كان يشكل ممرا لعبور القوافل التجارية الرابطة بين المناطق الصحراوية وسواحل البحر المتوسطي.
وحسب الدراسات فان التمركز الجغرافي للقصبة على محور تجاري كبير، شكل محل أطماع مختلف السلالات الحاكمة التي تعاقبت على المغرب.
وتقول الرواية بأن أول منشأة بالقصبة كانت إغرم نيقدارن وهو المكان الذي كانت ترأسه أميرة أمازيغية من أصول يهودية (شبيهة بالكاهنة) والتي امتد حكمها إلى منطقة سوس.
وقد ترك موثق القرية وثيقة تقول بأن النواة الأولى للقصبة قد أسستها قبيلة ايت عيسى أو حماد في القرن الثاني عشر ميلادي وهي التي ستلتحق بالجنرال “بن حدو” الذي عينه السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين لاستتباب الأمن بهذه المنطقة المعروفة بنشاط قوافلها التجارية والصراعات القبلية.
وكان السلطان الحسن الأول قد مر بالمنطقة حسب ما ذكرته الروايات، للالتحاق بتلوات ثم مراكش، خلال الحَرْكة الأخيرة التي قادها ما بين 1893م-1894م، وعين الباشا الكلاوي حاكما على منطقة الجنوب، الذي لقي مقاومة من قبائل ايت واوزغيت باستثناء قبائل ايت حدو التي كانت تربطها بالكلاويين علاقات.
وقد تم احتلال القصبة بسهولة، خلال عهد الحماية، جراء الدعم الذي قدمه الباشا الجديد لمدينة مراكش، التهامي الكلاوي، مما اضطر قبائل ايت بن حدو إلى التحصن في القصبة طوال الفترة الاستعمارية ،ولم يتمكن السكان من إنشاء القرية الجديدة على الضفة الشرقية لأسيف مرغن إلا مع بزوغ الاستقلال.
اليوم يعد، قصر اين بن حدو بورزازات من أشهر القصور التي تشبه لون الرمال، وقد ضمتا ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو، كما انه أضحى قبلة للمخرجين السينمائيين العالميين، فقد ظهره في العديد من الأفلام التي صورت في المغرب خلال السنوات الماضية ، وأصبحت قبلة للسياح الأجانب ، الذين يجدون في هذه الأمكنة أجواء رومانسية تلهب الخيال مع تناول الشاي الأخضر والمأكولات المغربية التقليدية الشهيرة.
