صورة من الارشيف
خلف تراجع مياه السقي بسبب الجفاف الذي تعرفه المنطقة نتيجة قلة التساقطات المطرية بالجنوب الشرقي تخوفا من لدن فلاحي العديد من الجماعات التي يراهن سكانها على تسويق منتوجاتهم في توفير حاجياتهم السنوية، بسبب ندرة مياه السقي مما يتدر بضياع المحاصيل المستثمر فيها خاصة من البطاطس وفاكهة التفاح التي تعرف بها المناطق الجبلية بالإقليم.
وأكدت مصادر متفرقة، من جماعتي تلمي وأمسمرير، تسجيل قلق عميق في صفوف الفلاحين جراء تراجع مياه السواقي، مما عجل بحر الأسبوع المنصرم بعقد لقاء بين فعاليات المجتمع المدني للبحث عن صيغة جديدة من أجل تدبير أنجع للموارد المتوفرة حاليا بغية المساهمة في إنقاد ما يمكن إنقاده من المنتوجات الفلاحية اليت تعتبر الدخل الوحيد لنسبة كبيرة من ساكنة هذه المناطق. مشيرة إلى إجماع الساكنة على ضرورة تدخل مصالح وزارة الفلاحة عبر توفير استكمال برنامج إصلاح السواقي وتوفير تجهيزات للضخ والسقي لانقاذ الاف هكتارات التفاح والبطاطس.
وعن واقع الفلاح بالمنطقة، التي توفر للسوق الوطنية كميات لا يستهان بها من البطاطس الجبلية والتفاح الجيد، نبه الفاعل الجمعوي محمد أوعلي أوتخشي من تضرر كسابة وفلاحي هذه المناطق الجبلية المجاورة لنهر إمضغاس جراء الفيضانات والرمال التي تغمرها، بالاضافة إلى الجفاف الذي أضحى يهدد مستقبل فلاحي المنطقة ما لم يتم التعامل مع ندرة مياه السقي بطرق حديثة، والتدخل بشكل استباقي مع الأزمة عبر إصلاح السواقيبشكل جدي، عوض التدخلات الحالية التي لا تتجاوز إصلاح مايقارب 700 متر في مدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربع سنوات، خاصة أن بعض السواقي يصل طولها إلى نحو خمسةكيلومترات.
وأشار أوتخشي، في اتصال هاتفي أن الحل الأنجع لانقاذ المنطقة من الجفاف يتجلى في بناء سدود تلية وتنقية سد أقانوسيكيسالمتضرر جراء التوحل قبل سنوات، وأصبح مجرد شلال لم يعديقوم بدوره الذي شيد من أجله، داعيا مسؤولي قطاع الفلاحة إلى الحد من هدر المال العام في ما وصفه ب » دورات تكوينيةاستمرت لثلاثة عقود حول نفس الموضوع وهو « تقليم الأشجار« في الوقت الذي يحتاج فيه الفلاح الصغير بالمنطقة لدعم مباشرفي ميادين أخرى.
وحذر المتحدث من خطر ضياع محصول السنة الفلاحية الجارية ما يتم خلال الأسابيع المقبلة ضمان مياه السقي عبر تدخلات استثنائية وعاجلة من لدن المصالح الفلاحية خاصة على مستوى ضخ المياه من بعض النقط التي تتوفر فيها المياه ويعجز الفلاح على الاستفادة منها بإمكانيته المحدودة. مشيرا إلى أن القطاع الوزاري المعني مطالب بتفعيل برامجها الاستباقية والاستعجالية لايجاد مخرج عاجل لفلاحي المنطقة.
وعن الحلول الممكنة لانقاد الوضع بأمسمرير رد المصدر ذاته أن توفير مولدات وآلات ضخ وحفر آبار بالقرب من السدود الخاصةبالسواقي والتكلف بجميع المصاريف دعما للفلاح الصغير لما يقارب شهر كامل كفيل بتجاوز الأزمة .
من جانبه، قال محمد بوسفول المدير الجهوي لوزارة الفلاحة بجهةدرعة تافيلالت،« رغم ما قامت به المصالح الفلاحية من أعمال فيميدان الاعداد الهيدروفلاحي في منطقة أمسمرير فإن ندرة المواردالمائية وقلة التساقطات المطرية والثلجية بالخصوص أصبحتتهدد استدامة الإنتاج الفلاحي بالمنطقة.
وأضاف بوسفول في تصريح خاص أنه ولمحاولة تدارك الموقف وتعبئة موارد مائية من سيلان تحتية للانهار فان المصالحالفلاحية ستشرع خلال الأيام القليلة القادمة في إنجاز سدتحويلي بموقع إمي نيرغيس، بميزانية تقدر ب 1 مليون و500ألف درهم، بالاضافة إلى العمل على ترميم وصيانة بعض محطاتالضخ الجماعية.
وفي ميدان التحسيس والتأطير، قال المدير الجهوي، إن جمعياتمستخدمي مياه الري مدعوة لتلعب دور ها فيما يخص إعادةإحياء العمل ب ما يصطلح عليه « حد الصايم” كمساهمة منالمجتمع المدني لترميم السدود التقليدية وتنقية السواقي منالأحوال.
وكشف بوسفول على أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحيبورزازات يعتزم إعطاء إنطلاقة مشروع آخر يتعلق ببناء وحدةلتثمين التفاح بجماعتي تلمي وأمسمرير، بمناسبة عيد العرشالمجيد، وذلك بميزانية تقدر ب 11 مليون درهم.
نبارك أمرو