امبارك كرزابي-زاكورة
لا يجادل أحد في أن تمتيع مدينة زاكورة بشبكة التطهير السائل منذ سنة 2012 يعتبر قيمة مضافة تستهدف بالدرجة الاولى حماية الفرشة المائية الباطنية من كل اشكال التلوث، إضافة إلى تمكين ساكنة المدينة من العيش في ظروف صحية كريمة، لكن تفريغ هذه المياه بوادي درعة جنوب المنطقة المسماة غار الديبة على بعد حوالي 10 كام قبالة دواوير أيت خدو وبني عثمان وانكزاط، قد حول حياة المواطنين بهذه التجمعات السكانية إلى قطعة من عذاب نتيجة المعاناة اليومية التي تواجههم.
واقع مرير يهدد صحة المواطنين وخاصة الأطفال منهم، ضدا على قانون 03/12 المتعلق بتدبير المياه العادمة، حسب المتضررين، وذلك بسبب السوائل السامة والروائح الكريهة المنبعثة منها، والحشرات الضارة الناقلة للأمراض والأوبئة التي تتجمع بمحيط البحيرة ومصب القناة، مما خلف حالة من الذعر والاستياء العارم في نفوس ساكنة المنطقة، التي أصبحت تتخوف من تلويث المياه الجوفية في حالة استمرار هذا الوضع الكارثي.
فمن خلال زيارتنا لمكان تفريغ المياه العادمة أو بالأحرى مصبها بهذه المنطقة التي لم نتمكن من ولوجها إلا بصعوبة نظرا لشدة الروائح الكريهة التي أزكمت نفوسنا وتسببت لنا في الغثيان، تبين أن تحويل مياه “الواد الحار” إلى وادي درعة قد حال دون تحقيق الأهداف التي رسمت لمشروع شبكة التطهير السائل بالمدينة، حيث أصبحت قناة تفريغ الصرف الصحي أحد أهم روافد وادي درعة، وقد تزامنت زيارتنا لهذا المكان بطلقة وادي درعة لسقي واحات درعة فاختلطت مياه الصرف الصحي لمدينة زاكورة مع المياه العدبة المتجهة نحو امحاميد الغزلان وتاكونيت وكتاوة والتي سيتم تخزين كميات مهمة منها ب “المطمورات” في أفق استعمالها لأغراض متعددة.
ومعلوم أن مياه الصرف الصحي من أنواع المياه التي لها تأثير كبير على ألانسان والتي من الممكن أن تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة نظرا لاحتوائها على العديد من البكتيريا والطفيليات والفيروسات هذا إلى جانب المواد السامه و المعادن التي تستخدم في التنظيف، مما يهدد البيئة بكارثه طبيعية .
ونظرا لتواجد بحيرة مصب المياه العادمة بوادي درعة بالقرب من الأبار الثلاثة المزودة لمدينة زاكورة بالماء الشروب، طرحنا سؤالا على المسؤول عن المكتب الوطني للكهرباء قطاع الماء بزاكورة، هل بإمكان مياه هذه البحيرة أن تتسرب إلى الفرشة المائية الباطنية المغذية للآبار الثلاثة ؟؟ خاصة وانها تتواجد على نفس المستوى ونفس الحوض المائي إلا أن المسؤول رفض الجواب بدعوى أن الأمر لا يدخل ضمن اختصاصه.
الجدير بالإشارة أن العديد من ضيعات الدلاح تتواجد بالقرب من هذه البحيرة مما يطرح اكثر من علامة استفهام حول مدى تأثير هذه المياه العادمة على هذه الفاكهة وكذا على كافة المزروعات المتواجدة بالقرب من البحيرة.