زاكورة نيوز/رشيد ايت سعدان
أكد المتدخلون في ندوة همت “تدبير قطاع الماء والتطهير السائل كتحدي أمام الجماعات الترابية باقليم زاكورة”، ضمن فعاليات الدورة السادسة للمنتدى الدولي للواحات والتنمية المستدامة بزاكورة، على أن سيرورة التنمية صعبة جدا لأن كمالية اليوم ستصبح حاجيات الغد، وشددوا على ضرورة التفكير في إنجاز مشروع التطهير السائل وتسييره في نفس الوقت، وكذلك على ضرورة الاستعانة بمهندسين متخصصين في الماء الصالح للشرب عوض الأعوان وتساءل البعض منهم على نوع العلاقة التي تجمع الجماعات الترابية بالجمعيات التي تقوم بتسيير الماء الصالح للشرب علما أن تسيير الماء من الاختصاصات الذاتية للجماعات الترابية؟.
و اعتبر الأستاذ ابراهيم بوسعيد، في مداخلته حول “تدبير التطهير السائل الجماعة الترابية ايت ولال” أن موضوع التطهير السائل إلى وقت قليل لم يعتبر دو حاجة ملحة، إلا أنه أصبح الآن “موضة” بالنسبة للجماعة الترابية بإقليم زاكورة، ليؤكد على أن مشروع التطهير السائل مشروع بالنسبة للجماعات الترابية بإقليم زاكورة لمجوعة من الإشكاليات، أبرزها الدافع الذي جعل جماعة أيت ولال تقوم بإنجاز مشروع التطهير السائل، والذي يتجلى في إشكالية تلوث الفرشة المائية بدواوير الجماعة حيث أن في سنة 2005 أصبحت 140 بئر بمركز الجماعة خارج الاستعمال نتيجة التلوث.
وأضاف بوسعيد أنه ومن هذا المنطلق أصبحت الضرورة ملحة في التفكير في برنامج التطهير السائل، وكان التفكير منصب على إنجاز المشروع دون التفكير في آليات تسييره، حيث أن بعد الإنجاز أصبح الهاجس المطروح على الجماعة هو طريقة تسييره، خاصة أن الجماعة لم تخصص ولو درهم واحد في الميزانية من أجل تسيير المشروع، مما جعل الجماعة تقترح على جمعية محلية مكلفة بتدبير الماء الصالح للشرب بتسييره بناء على اتفاقية، لكن الجمعية رفضت المقترح، مما دفع الجماعة إلى عقد لقاء تشاوري موسع مع مختلف الفعاليات، وخرج اللقاء بضرورة أن تقوم الجماعة الترابية بتسيير المشروع، إلا أن المشروع لحد الآن لازال يعاني من الاستغلال العشوائي، ليختم مداخلته بالتأكيد على ضرورة التفكير في آليات تسيير المشروع قبل الشروع في إنجازه.
من جهته تطرق الأستاذ حمو بويريك في مداخلة حول تدبير الماء الصالح للشرب من طرف الجمعيات فدرالية الجمعيات بجماعة أيت بوداود نموذجا”، إلى تجربة فدرالية الجمعيات بايت بداود في تسيير الماء الصالح للشرب، الذي أنجز سنة 1999، والتي تسييره على مستوى سبعة دواوير وتستفيد منه 4000 نسمة.
حيث اعتبر بوريك أن هذه التجربة ناجحة، لأن الساكنة تستفيد من الماء الصالح للشرب 24 ساعة على 24، والموارد المائية متوفرة في الفترة الحالية، لكنها في فصل الصيف تعرف بعض الانخفاض.
وتطرق المتحدث إلى المنهجية التي تعتمدها الفيدرالية في تسيير هذه المادة الحيوية والمتمثلة في نظام لأشطر والذي تبدأ بدرهمين لكل طن من الماء الصالح للشرب في الشطر الأول وترتفع كل ما كانت كمية الاستهلاك كبيرة، وفي توزيع مداخيل استخلاص فواتير الماء تحصل الفيدرالية 90% من المداخل لأنها تقوم بالإصلاحات وتوسيع الشبكة وتسديد أجرة العاملين، بينما تحصل جمعيات الدواوير على 10% من المداخيل وتقوم هذه الأخيرة بإصلاحات قليلة في الشبكة وسط الدواوير، وحققت فائض مهم جدا مما جعل الجمعيات تقوم بتركيب نظام الطاقة الشمسية لبعض الدواوير، والمجلس الإقليمي أنجز مشروع تزويد الماء الصالح للشرب بنظام الطاقة الشمسية على مستوى أحد الدواوير.
بدوره عبد العزيز أيت علا رئيس جماعة تاغبالت في مداخلته التي تناولت تدبير الماء الصالح للشرب من طرف الجماعة الترابية ذاتها، والتي يتواجد بها 13 دوار حسب المتدخل، فالجماعة تقوم بتسيير الماء الصالح للشرب ل 6 دواوير بينما الجمعيات تقوم بتسيير 7 دواوير، وتتخبط الجماعة في مجموعة من الإكراهات أهمها ندرة الماء الصالح للشرب بالجماعة، ومشكل الملوحة خاصة في فصل الصيف، ومشكل تحصيل المداخيل حيث أن كثير من الساكنة تتهرب من تسديد الفواتير، مما جعل الجماعة تفكر في التخلي عن تسير الماء الصالح للشرب وتفويضه تدبيره للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب.
إلا أن الجماعة حسب أيت علا قامت بمجهودات جبارة بمعية شركاء آخرين لتوسيع الشبكة، حيث تم رصد 24 مليون درهم لذلك وتم إنجاز الشطر الأول والثاني، والآن بصدد الشطر الثالث لتزويد جميع الدواوير بالماء الصالح للشرب.
وخلصت الورشة الى توصيات تتجلى في تنظيم يومان دراسيين لإعادة النقاش في ما تم تداوله خلال هذه الندوات، وتنظيم دورة تكوينية للجمعيات التي تسيير الماء الصالح للشرب، وإعداد اتفاقية نموذجية مع الجمعيات الميسرة للماء الصالح للشرب.
وحضره هذه الندوة المنظمة أمس الجمعة 01 مارس الجاري بالرواق الخاص الجماعات الترابية، أكثر من 40 شخص من بينهم رؤساء مجالس الجماعات الترابية بالاقليم وفعاليات من الجتمع المدني.