الثلاثاء , أبريل 29 2025
أخبار عاجلة

’’آخر ساعة’’ تنشر اعترافات مثيرة لقادة ميليشات عسكرية باكديم إيزيك تورط الجزائر

واصلت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أمس الخميس، استنطاق المتهمين المتابعين على خلفية أحداث “اكديمإيزيك”، فيما مرت الجلسة العاشرة، التي جرت أطوارها أول أمس الأربعاء، في أجواء صاخبة.

العلقاوي يحاصر دهاء الداه

انطلقت الجلسة العاشرة، بمثول المدعو “الحسن الداه” أمام هيئة المحكمة، وهو أحد أبزر المتهمين الذي سبق أن أدانته المحكمة العسكرية، في حكم ملغى، بـ30 عاما سجنا نافذا، لاتهامه بقيادة اللجنة العسكرية لمخيم “اكديمإيزيك”.

وزعم المتهم أن متابعته، إلى جانب 25 متهما (واحد يوجد في حالة فرار وصدر في حقه حكم غيابي)، كل حسب ما نسب إليه، “غير قانونية”، طاعنا بالزور في محاضر الاستماع إليه.

وتصدى القاضي يوسف العلقاوي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أكثر من مرة لتطاول المتهم على استقلالية مؤسسة القضاء المغربي، وعدم اعترافه بهذه المحكمة التي يمثل أمامها، وباقي مؤسسات الدولة المغربية، وسيادة المغرب على صحرائه، برفض خروجه المتهم عن وقائع الملف الجنائي المتابع من أجله. وقد خاطب العلقاوي المتهم، بعدما وجه إليه على مدار خمس ساعات من استنطاقه ثلاثة إنذارات، بالقول: “هنا راه محكمة، خاصك تجاوب على قدر السؤال والتهم الموجهة إليك”، مضيفا: “لن أقبل بأن تخرج عن الموضوع”.

أما المتهم الثاني “عبد الخفاوني”، الذي استنطق خلال هذه الجلسة، فقد ادعى تعرضه للتعذيب من أجل انتزاع أقواله المضمنة في محاضر البحث التمهيدي، في محاولة منه التهرب من الإجابة عن الأسئلة التي حاصرته بها المحكمة والنيابة العامة ودفاع الطرف المدني. لكن رئيس الغرفة رد على مزاعم المتهم، المدان سابقا بالمؤبد، بأن هناك خبرة طبية تُحضر نتائجها، وأن حرص المحكمة على توفير شروط الحق في المحاكمة العادلة كان وراء قبولها ملتمس دفاع المتهمين، بعرضهم على خبرة طبية للتأكد مما إذا كانوا قد تعرضوا فعلا للتعذيب. ولم يتردد المتهم بقيادة اللجنة العسكرية بمخيم اكديمإيزيك، في الاعتراف بعلاقاته المشبوهة مع عدد من الانفصاليين، وأيضا زيارته إلى الجزائر رفقة 72 موال لأطروحة الانفصال قبل أحداث العيون. وأكد المتهم، الذي كان يمجد جبهة البوليساريو ويطعن في سيادة المغرب على صحرائه، أن الجزائر “مكة الثوار وقبلة الأحرار”، على حد هذيانه، رافضا تنوير العدالة بحقائق حول ما إذا كانت مشاركته في مؤتمر بالجزائر وراء الدعوة إلى التعبئة من أجل مخيم اكديمإيزيك، إذ لجأ إلى الإنكار من جديد.

واعتبر مراقبون مغاربة، أن إقرار المتهم بوجوده في المخيم رفقة إسبان، وتمجيده الجزائر، الراعي الرسمي للانفصاليين، التي لم تخرج بعد من ظلمات العشرية السوداء وما تلاه من حكم للعسكر وانقلابات على إرادة الشعب، هو اعتراف ضمني بتورط جهات خارجية على رأسها الجزائر في مخيم اكديمإيزيك، وما خلفه من أحداث ذهب ضحيتها أبرياء من القوات العمومية.

المتهم الفقير والسيد المسيح

استهل “محمد مبارك الفقير”، المتهم بكونه كان يتولى منصب “قائد الأمن” بمخيم اكديمإيزيك، محاكمته بأقوال للسيد المسيح عليه السلام، وشبّه نفسه بالنبي يوسف عليه السلام، وهو ما طرح تساؤلات حول ما إذا كانت الديانة المسيحية قد تغلغلت في صفوف انفصالييالبوليساريو، وهل المتهم ارتد واعتنق المسيحية؟ أم أن الغرض من توظيفه أقوال المسيح عليه السلام هو استمالة تعاطف المراقبين والمحامين الأجانب من المسيحيين؟

وفاجأ المتهم الجميع، وهو يتلو مذكرة مكتوبة أمام المحكمة، عندما شبه نفسه بالنبي يوسف، واستشهاده بأقوال المسيح، لأن هذا السلوك غريب عن المجتمع المغربي عامة، والصحراوي المحافظ خاصة. وقال المتهم: “إذا كان النبي يوسف عليه السلام قد قضى سبع سنوات في السجن، فإن ولد الفقير قضى بدوره سبع سنوات في السجن”، وردد شعارات تمجد قادة البوليساريو، الأحياء منهم والأموات، قبل أن يطالبه القاضي العلقاوي بالرجوع إلى الموضوع والتقيد بوقائع ملف متابعته جنائيا. واعترف “ولد الفقير” بالتحاقه بالمخيم بعد عودته من الجزائر، حيث شارك في مؤتمر للانفصاليين، مدعيا عدم معرفته بباقي المتهمين أو المشاركين في المخيم، على الرغم من سفره إلى جانب العديد منهم إلى الجزائر لحضور تلك المناسبة.

وطالب رئيس هيئة المحكمة من كاتب الضبط تدوين إهانة المتهم القضاء المغربي، وتطاوله على مؤسسات الدولة المغربية، وزعمه أن قاضيا بمحكمة العيون مارس عليه التعذيب بمكتبه بعدما اعتقل في بيت خاله. وقدم المتهم، الذي كان متناقضا في أقواله ومرتبكا في الإجابة عن أسئلة المحكمة، رواية حول تدخل الأمن يوم اعتقاله، اهتزت لها قاعة المحاكمة ضحكا، عندما زعم أن قوات الأمن ألقت به من الطابق الأول للمنزل الذي اعتقل به، لكنه لم يتعرض لكسور أو رضوض، لأن عناصر من الأمن تلقفته وهو في الطريق لمعانقة الأرض.

استمعت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا، إلى غاية أول أمس الأربعاء، إلى 17 متهما من المتابعين على خلفية الأحداث الدامية التي شهدها مخيم “اكديمإيزيك” سنة 2010، في انتظار استنطاق كل من “الشيخ بنكا” و”النعمة الاسفاري”، اللذين يعتبران من كبار قادة المخيم.

وكانت غرفة الجنايات الاستئنافية قد شرعت، منذ 13 مارس الجاري، في استنطاق المتهمين الذين وفرت لهم المحكمة حيزا كبيرا من الوقت، تجاوز ثلاث ساعات ونصف لكل واحد منهم، للإدلاء بإفاداتهم حول هذه النازلة التي خلفت 11 قتيلا في صفوف القوات العمومية، وأزيد من 70 جريحا، وخسائر مادية مهمة في الممتلكات الخاصة.

يذكر أن “آخر ساعة” كانت قد كتبت في عدد أمس الخميس، أن رئيس الغرفة استمع أول أمس الأربعاء إلى المتهم المدعو “الشيخ بنكا”، والحال أنه استمع إلى المتهم “الحسن الداه”، بعدما أجّل استنطاق بنكا الذي كان قد تحجج بأنه يعاني من التهاب في الحنجرة.

سلا: محمد سليكي (آخر ساعة)

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *