الخميس , مارس 20 2025

أقشباب: استراتيجية محاربة الليشمانيا بزاكورة تؤدي إلى نتائج عكسية وانتشار مهول للمرض

محمد الأحمدي – زاكورة نيوز

انتقد الفاعل البيئي جمال أقشباب الاستراتيجية التي تنهجها السلطات الإقليمية بزاكورة في محاربة الليشمانيا، واعتبر أنها ترتكز على التدخل في المناطق الموبوءة فقط ،ولا تشمل باقي المناطق التي لم تسجل ظهور المرض، مما أدى إلى نتائج عكسية من خلال انتشار غير مسبوق لهذا الوباء في أغلب مناطق الإقليم خاصة هذه السنة.

وأكد أقشباب الذي يرأس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة في لقاء مع زاكورة نيوز، أن هذه الاستراتيجية تبقى ظرفية في الزمان والمكان ومحدودة النتائج، وأن الخطأ الذي ارتكب في السنة الماضية بالتدخل  فقط في المناطق الموبوءة ولم يشمل الجماعات الترابية الأخرى التي لم تسجل ظهر المرض ، أدى إلى هجرة مسببات المرض (الكلاب الضالة والقوارض)  إلى باقي المناطق التي لم يشملها التدخل، خاصة أن القوارض تتنقل مئات الكيلومترات في اليوم.

ومما زاد من محدودية التدخلات هذه السنة يضيف المتحدث، هو غياب تقييم حصيلة تدخلات السنة الماضية لتصحيح الأخطاء المرتكبة و التي ساهمت في ارتفاع مهول للمرض حتى أصبحت زاكورة إقليما منكوبا بعد أن فاق عدد المصابين منذ السنة الماضية أزيد من 10 الأف حالة منها  أكثر من 3 الأف حالة هذه السنة والحصيلة مرشحة للارتفاع مستقبلا.

الفاعل البيئي  اعتبر أن السلطات الإقليمية مدعوة لتصحيح هذا الخطأ بوضع خطة ترابية تشمل كافة مناطق الإقليم و تجمع باقي القطاعات المعنية و تتنسق تدخلاتها لوضع برنامج موحد ومندمج على صعيد الإقليم يتم تقييمه بشكل دوري و يرتكز على إبادة مسببات المرض و حملات طبية لمعالجة المصابين.

وأضاف المتحدث أن ترتيب المسؤوليات في القطاعات المعنية بالتدخل ، يبدأ من مصالح وزارة الفلاحة بالإقليم التي لم تساهم خلال السنوات الأربع الأخيرة في القضاء على الجرذان ( المعرف بالفأر الأصهب) التي انتشرت بشكل مهول وبالألاف في الحقول الزراعية مما أدى إلى هجوم هذه القوارض على المناطق السكنية بسبب الجفاف الذي عرفه الإقليم خلال السنوات الماضية.

في المقابل اعتبر المتحدث، أن الجماعات الترابية تأتي مباشرة بعد قطاع الفلاحة في تحمل المسؤولية، بسبب سوء تدبير النفايات المنزلية وغياب أي استراتيجية كفيلة بالتخلص منها بكيفية تراعي الشروط البيئية والصحية.

ودعا المتحدث وزارة الفلاحة والجماعات الترابية بالإقليم إلى التعاقد مع شركات مختصة في محاربة القوارض والحشرات والعناية بالبيئة والصحة العمومية.

وزاد أقشاب أن دور مصالح وزارة الصحة يبقى محدودا في ظل غياب تشخيض المرض و ضعف التدخل العلاجي، وهذا مرتبط بوضعية القطاع الذي يعرف نقصا كبيرا في الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية و الأدوية الخاصة بمرض الليشمانيا.

ويبقى دور المجتمع المدني حسب أقشباب مقتصرا على المرافعة لدى القطاعات المعنية لمحاصرة محرابة المرض، والتحسيس والتوعية والمساهمة في حملات النظافة.

يذكر أن إقليم زاكورة يعرف منذ السنة الماضية انتشارا مهولا لمرض الليشمانيا الذي خلف لحد الأن أكثر من 10 الأف حالة في أقل من سنتين .

وتسبب ارتفاع عدد حالات الإصابات هلعاً وسط السكان، الذين عبّروا عن تخوفهم من هذا المرض الذي يشوّه أجساد أطفالهم، لا سيما أنّ هذا المرض الجلدي يظهر تقيحات متعفنة بمختلف أنحاء الجسم.

و تعتبر الليشمانيا من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة تسمى الذبابة الرملية التي تنقل المرض الى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض (الجرذان) أو إنسان مريض.

كما أن هذا المرض لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه، إلا في بعض الحالات التي يمكن أن يترك هذا المرض ندوبا جلدية ناتجة عن تأخر المريض في طلب الاستشارة الطبيبة والعلاج.

 

 

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *