إلهام ايت الحاج علي خاص زاكورة نيوز
توقفتُ مطولاُ عند إحدى العباراتِ التي وصلتني قبل سويعاتِ من اليوم العالمي للمرأة .”كلُ عيدِ إمرأة و أنت متمردة ، ضاربة بكل تقاليد و أعراف هذا المجتمع عرض الحائط”.لم يسبق أن توقفتُ عند آي جملةٍ كما توقفتٌ عند هذه الجملة.تستحقُ التآمل وتستحقُ حتماُ زجاجة شمبانيا معتقة،سحبتٌ سيجارة من علبةِ السجائر الملقاةِ على الطاولة و أشعلتُ واحدة.ثم آدركتُ حقيقةً مخجلة،تمردي لم يتجاوز جدران هذه الغرفة الإفتراضية.
أنا لا أدخن و لا أعرف حتى شكل زجاجة الشمبانيا.و المرات القليلة التي أمسكتُ فيها سيجارة و اسْتطيبتُ فيها كأساُ كانت هنا.هنا في هذا العالم الإفتراضي حطمتُ قيوداُ حاصرني بهذا العرف و الدين .هنا لا تحتاجُ المرأة وصيّاُ أو رقيبا لتختلي فيه برجل.هنا بأسماءِ مستعارة/ وهمية أو حقيقية تستطيع آي واحدة منا ارتداء تنوره قصيرة. أو ترك إحدى أزرار قميصها مفتوحةً سهوا ً أو متعمدةً.فينعتها البعض بالجريئة، و البعض الآخر بالبذيئة ، و آخرون لا يزالون يرونها خطيئة الرب الثانية.
في الحقيقة مواقع التواصل الاجتماعي . لا تختلف كثيراُ عن الواقع.و النماذج المشحونة و المليئة بكل العقد نصادفها أيضا هنا. الفرق فقط أن هذه الكائنات الذهانية بدل أن تصفع مؤخراتنا و هي تركب إحدى الدراجات النارية. أو تتربص بنا في إحدى الزوايا المظلمة ، ترسل لنا كماُ هائلاُ من السّباب و النعوث الغليظة و الفظة.أو تقتحم الخاص لتُسيل لعابها و منيها و تتركنا في حالة من الدّهشة و الصّدمة…
المرأة بطبعها توّاقةُ إلى التحرر.و هذه المواقع الافتراضية تـــؤمن سقفا لابأس به من هذا التحرر،تُحــرر رغباتٍ صادرتها الأعراف و التقاليد…فهذه تكتبُ شعراَ و تلك تغازل رجلاً.و آخريات جاهرن بطقوس آجسادهن بإباحية/ إيروتيكية،غير آبهاتٍ لآي اعتبارات اجتماعية أو حتى أخلاقية.
هنا في هذا الركن الإفتراضي آيضا حتى لا أكون مجحفة.اقلام نسائية حُرة ، فقدن أصواتهن و استعدنهُ بقوة.لسنَ فاقداتِ آهلية ، ولا هن ناقصاتُ عقل و دين. سعين لتطوير وعيهن و قدراتهن و أثبتن أن الحرية ليست بهرجة لنثرثر أو نتفاخر بها في إحدى جلساتنا النسائية.حملن مطالب وهموم كل إمرأة إستعبدت و إستبعدت عن ممارسة أبسط حقوقها من الإفتراض إلى الواقع….
هنيئاً لتلك النسوة القابضات على جمرة الحريّة . هنيئاً لكل إمرأة احدتث ثقبا غائراُ في جدران الجمود بفكرها قبل جسدها…