خالد بلبعير
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر، ولكن الصمت لم يملك أنفاسه و شاءت الأقدار أن يكون يوم السبت الماضي هو أخر يوم للعثور على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم، وبعض الملابس بأحد الجبال القريبة من منطقة تفركالت نواحي دائرة اكدز بعد اكثر من شهر من الاختفاء، تعد إلى الطفلة البريئة نعيمة عندما يختار الإنسان الصمت هذا لا يعني بالضرورة سذاجة الفرد أو أنه لا يعي ما يدور من حوله، بل في ذلك إرضاء لرغبته في استكشاف الآخر و العمق في أغوار شخصيته لإدراك خفاياها و الغريب في الأمر و ما نتأسف إليه في بعض الأحيان هو ظهور بعض الجهات التي تمارس ثقافة الركوب في مآسي المواطنين،حيث تهوى في مثل هذه المواقف المؤلمة الخروج إلى الوجود،معلنتا ببح صوتها بالمطالب المحاسبة بينما هي واحدة من الجهات التي لا تؤمن بمبادئها، و أصبحت غير قادرة على إنتاج الفكر المنير لمسار الحقيقة،و بالتالي أصبحت تمسك في أي حبل تجده مرميا على الرصيف.
إن الجهات التي تريد استغلال قضية اختطاف و قتل الأطفال، هم بعض التنظيمات الحاصلة على جائز نوبل في إستغلال مثل هاته الوقائع المؤلمة، كل من أعلن تضامنه مع هاته الفواجع أن يتجرد من كل من كل خلفية على إعتبار أن الأمر يتعلق بفاجعة تتطلب تعاملا نفسانيا إنسانيا قبل أي شيئ أخر،كما اعتبر البعض أن زمن “الركوب على المواقف المؤلمة قد أكل عليه الظهر و شرب ولم يعد من الممكن أن تصبح هذه المسائل مَعبَر مفهوم المعني.
تعتبر ظاهرة اختطاف الأطفال القاصرين حسب إحدى الدارسات، من الظّواهر الإجرامية الخطيرة التي استجدت في عصرنا، حيث انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأصبحت تهدد أمن واستقرار الأفراد والمجتمع على السواء، وقالت الباحثة الاجتماعية إيمان هاشم إن تهاون الأسر وعدم أخذ الحيطة والحذر في ظل المعتقدات السائدة ، مستبعدين اختطاف أطفالهم بالمدارس وعند شراء حاجيات البيت، أو حتى اللعب إمام المنزل مع الأصدقاء.
في ظل غياب تحسيس نابع من مؤسسات التنشئة الاجتماعية يساعد الأطفال على تمكينهم من ضبط آليات الحفاظ على أنفسهم من خلال الابتعاد عن أي خطر قد يهدد سلامتهم، و في ظل غياب دور و سائل الإعلام المرئية في تقديم وصلات اشهارية تحسيسية حول ظاهرة الاختطاف، لا يمكن الحد من هذه الطاهرة.
تمثل ظاهرة اختطاف الأطفال خطرا عاما، في هذا الإطار أشار بعض أعضاء الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان إلى ضرورة نشر ثقافة الوعي المجتمعي لتوضح مدى خطورة هذه الظاهرة على الأسرة والمجتمع على حد سواء، وفي هذا الجانب يحب العمل على تقديم نصائح عبر حملات تحسيسية للأسر من اجل تمكينهم بضرورة توعية الأطفال بعدم الخروج من المنزل منفردين أو المشي مع أحد الغرباء وغير ذلك مما يضمن سلامتهم، كما يجب التحدث مع الأطفال عن كيفية التعامل مع الغرباء، كما أوضح السادة أعضاء الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، إلى بعض الطرق التثقيفية لتقليل فرص اختطاف الأطفال والحد منها كما حثوا على ضرورة التحدث مع الأطفال حول سبل توفير الأمن والسلامة لهم ومنحهم المبادئ الأساسية حول كيفية التجنب والهروب من المواقف التي يحتمل خطورتها و في هذا الإطار يجب على الأسر و كل من يهم الأمر أن يوصي أطفالها بمايلي:
– عدم قبول الهدايا أو الحلوى أو الاقتراب من أي شخص غريب ، حيث تعتبر تلك بعض الوسائل التي يستخدمها الخاطفون في استدراج الضحية لتتم ظاهرة الاختطاف بصورة آمنة دون التعرض لإزعاج المارة أو جذب انتباههم.
-عدم الذهاب مع أي شخص غريب إلى أي مكان حتي ولو كان في ذلك متعة، كما يجب تذكير الأطفال أن البالغين الذين لا نعرفهم لا ينبغي أن نتحدث إليهم أو نطلب منهم أي شيء، كما يجب على أولياء الأمور أن يبلغوا فلذات كبدهم انه إذا حاول الشخص أو بعض الأشخاص أن يجبرك على ركوب السيارة أو لاحظته يتتبعك فعليك بالهروب والصراخ والاستغاثة بمن تثق فيهم أو تعرفهم أو أقرب صاحب محل أو مقهى، كما يجب أن يتعلم الأطفال ثقافة البوح عبر إخبار الأب أو الأم أو أي شخص بالغ يثق فيه إذا سألك شخص لا تعرفه أسئلة شخصية حتى وإن هددك وطلب منك عدم إخبار الآخرين، ولكي تضمن النجاة من ظاهرة اختطاف الأطفال.
و الجدير بالذكر، يجب ان يعلم الجميع أن مقتل الطفلة نعيمة، سيتم تفعيل القانون فيها بقوة و في جميع الأحوال ،المسطرة المتعلقة بالقضية ماضية في طريقها الصحيح،أملنا كبير في القضاء أن يقول كلمته الفصل في هاته الفاجعة التي نتمنى أن تكون الأخيرة.
و في الأخير قد أجد من يخالفني الرأي و ليس في ذلك مشكلة، لأنني لا ابحث عن “البوز” او البحث عن جمع اكبر عدد من التعليقات، و علامات الإعجاب عبر الفيس بوك و حتى القلوب الحمراء، كما أنني لست من هواة تلميع صورة احد أو الضرب في شخصية احد، ولكن الأهم هو ان نؤمن بثقافة الرأي الأخر،و هنيئا للمغرب و للمغاربة الشرفاء بنعمة الأمن و الإستقرار التي لا يعرف و يقدر قيمتها إلا من فقدها.