يحدث أن أقرر مشاهدة فيلم سينمائي فاعطي الأولوية لفيلم مغربي ثم أوسع هامش الاختيار لما شاء الله ! فاللصورة سلطان خفي علي و سيطرة خرافية تخترق الوجدان و لذلك عشقت السينما باشتراطاتها الاحترافية و ليس مقزمة في شاشة حاسوب ضيقة تشوه الفيلم و تشوش الفرجة .
الفيلم الذي اخترته هذه المرة هو فيلم بلاد العجائب و الغرائب ،للمخرجة المغربية جيهان بحار وبمشاركة نجوم مغاربة كبار كعزيز داداس، مجدولين، مالك أخميس،فدوى طالب و اطلالة خاصة للسنيمائي المغربي المخضرم محمد الشوبي.
تدور أحداث الفيلم الذي صنفته صاحبته ، في تصريح لبرنامج شاشات ،كعمل كوميدي درامي ، حول شخصية غنية و متعجرفة(مدام العبيدي -مجدولين ) قادتها تجربة زواج فاشل و غير متكافئ للبحث عن جثة الزوج المتوفى في أعالي جبال الأطلس برفقة سائق الأسرة (بوقال -داداس) يمثل دور الرجل التسووي باستعمال سيارة اسعاف و برفقة شخصيتين مركبتين لفنان وفنانة شعبيين محبطين، ساخطين ،يحملان أرطال أحلام مؤجلة و يعبران عن الفئة الاجتماعية النقيض لمدام العبيدي .بعد شوط من الصر اع اﻻجتماعي بين الشخصيات سمته الرئيسية الكوميديا السوداء بلغت السيارة الدشر المرغوب ، أعلى جبال الأطلس.
اصابة سيارة الاسعاف بعطل بالغ و صعوبة الاتصال بالمدينة فتح الباب على مصرعيه لأحداث متسارعة رسمت صورة واضحة عن قضايا المغرب العميق الملحة :
1-احتكار الثروات مقابل الفقر المذقع (سيطرة أحد الأعيان الجشعين الذي لعب دوره الفنان محمد الشوبي باقتدار، و الذي كان يكدس الحطب كناية عن الثروة مقابل معاناة الساكنة من البرد القارس كتعبير صارخ عن الحرمان)
2-هجرة الرجال الى المدينة للعمل و ترك النساء و اﻵطفال للقدر لشهور طويلة و هنا تناص مع عمل ابداعي أخر لفنانة جادة أخرى هي بشرى اجورك وفيلمها الوثائقي قرى بدون رجال.
3-الحرمان من الماء و الكهرباء (مشهد الطفلة وهي تحمل الماء في قنينات من خمس ليترات من بعيد)
4-وفاة الحوامل نتاج النزيف لغياب مرافق صحية ، ونتاج الوضع في ظروف خطيرة (إشراف مدام العبيدي على الوﻻدة مجبرة بعد استيقاظ انسانيتها و امحاء الفروق الاجتماعية نتاج تراجع بريق ماركاتها العالمية (وشاح ديورالحريري) امام هول الواقع الملموس بينها و بين الفلاحة الفقيرة التي فتحت لها بيتها و استضفتها اعترافا بالجميل لزوجها السياسي الذي يبدو يساريا -من سياق السرد عل الاقل – يحشد النزر القليل من الدعم للساكنة المحرومة مما خلد ذكره كولي صالح في وعي الفتاة و أمها(كان الله يعمرها دار تقول الفتاة ).
5- بعد المدارس عن السكان و سيادة ثقافة ذكورية تسيد التمييز ضد تمدرس الفتيات و تؤنث الجهل. (البنات تيخرجو فالسادس تقول الفتاة)
6-سيادة الرشوة و الفساد في صفوف نخب القطاع العام الذين يغادرون مقرات عملهم الأصلية لتقديم خدمات مؤدى عنها لمرتفقين يدفعون أكثر (تقوم مدام العبيدي بارشاء أحد النوادل بأحد الفنادق الذي سيدلها على جحفل من أطباء الاختصاصات ، ليتدفق البسطاء للاستفاذة من العلاج في لقطة لا تخلو من ظلال قصة روبين هود العالمية.
7-غياب سيارات الاسعاف العمومية و المجانية لنقل المرضى الى أقرب مستشفى لتلقي العلاج (استعمال جرار بعد صراع مضني لنقل الرضيعة لأقرب مركز حضري).
بعد نهاية الفيلم ذو السرد الخطي، اخترقتني مشاعر متضاربة ، فقلت في نغسي أن هاجس الاضحاك و النزعة الغرائبية دفعت المخرجة للمبالغة في بعض المواقف (نوم المرأة القروية وأبنائها و الضيوف في غرفة واحدة الى جانب الخراف ) .لكن إذا كان الفن يعبر أحيانا عن الواقع المعيش فإن ركح الحياة لا يقارن بنسخة عنه مهما بلغت احترافية الفنان؟! وهكذا عاد الواقع للتعبير عن نفسه بكل قوة و عنف، يقذفنا بحقيقتنا المرة كبلد ثالثي فيه بقع ضوء كثيرة لكن سواد الفوارق المجالية و الاجتماعية في كل مناحي الحياة لا يزال باديا يحدق فيك اينما وليت وجهك .
وهكذا غادرت إديا عالمنا ، فتاة صغيرة بريئة تعرضت لحادث سقوط عارض بينما كانت تحتفي بالربيع في قرية تزكي ، عمالة تنغير ، جنوب شرق البلاد لعدم كفاية الوسائل الطبية بالمستشفى الإقليمي لنفس المدينة ، ذات الأربع مئة كيلومتر ،يقطنها مليون مواطن مما حدى بالأب بالسغر في اتجاه المدن المجاورة اي الرشيدية ثم فاس ، لتسلم اديا الروح لتأخر تشخيص النزيف الداخلي الذي ألم بها لغياب تجهيزات الفحص.الواقع ابشع من الفيلم فالضحية في الفيلم (المرأة الحامل فقيرة وزوجها عامل بسيط نزح الى المدينة بحثا عن لقمة العيش )ماتت في صمت كما يموت الكثيرمن فقراء البلد لكن اديا طفلة تقطن قرية قريبة نسبيا من مستشغى اقليمي لكن ذلك لم يمنع الكارثة . وهكذا فاديا عنوان قضية المساواة و العدالة المجالية في بلد خط في وثيقته الدستورية الخيار الديمقراطي و ربط المسؤولية بالمحاسبة في المقدمة فهل من ربط للفكر بالممارسة ؟
مطلب العدالة المجالية في كل الخدمات ذات الصلة بضمان كرامة الإنسان كانسان ضرورة ملحة ستظل روح اديا تجسيدا لها تطاردالمستفيدين ، وكذا الصامتين عن تدمير و تفكيك الخدمات العمومية من صحة وتعليم وسائر الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المكتسبة.
الفيلم الذي اخترته هذه المرة هو فيلم بلاد العجائب و الغرائب ،للمخرجة المغربية جيهان بحار وبمشاركة نجوم مغاربة كبار كعزيز داداس، مجدولين، مالك أخميس،فدوى طالب و اطلالة خاصة للسنيمائي المغربي المخضرم محمد الشوبي.
تدور أحداث الفيلم الذي صنفته صاحبته ، في تصريح لبرنامج شاشات ،كعمل كوميدي درامي ، حول شخصية غنية و متعجرفة(مدام العبيدي -مجدولين ) قادتها تجربة زواج فاشل و غير متكافئ للبحث عن جثة الزوج المتوفى في أعالي جبال الأطلس برفقة سائق الأسرة (بوقال -داداس) يمثل دور الرجل التسووي باستعمال سيارة اسعاف و برفقة شخصيتين مركبتين لفنان وفنانة شعبيين محبطين، ساخطين ،يحملان أرطال أحلام مؤجلة و يعبران عن الفئة الاجتماعية النقيض لمدام العبيدي .بعد شوط من الصر اع اﻻجتماعي بين الشخصيات سمته الرئيسية الكوميديا السوداء بلغت السيارة الدشر المرغوب ، أعلى جبال الأطلس.
اصابة سيارة الاسعاف بعطل بالغ و صعوبة الاتصال بالمدينة فتح الباب على مصرعيه لأحداث متسارعة رسمت صورة واضحة عن قضايا المغرب العميق الملحة :
1-احتكار الثروات مقابل الفقر المذقع (سيطرة أحد الأعيان الجشعين الذي لعب دوره الفنان محمد الشوبي باقتدار، و الذي كان يكدس الحطب كناية عن الثروة مقابل معاناة الساكنة من البرد القارس كتعبير صارخ عن الحرمان)
2-هجرة الرجال الى المدينة للعمل و ترك النساء و اﻵطفال للقدر لشهور طويلة و هنا تناص مع عمل ابداعي أخر لفنانة جادة أخرى هي بشرى اجورك وفيلمها الوثائقي قرى بدون رجال.
3-الحرمان من الماء و الكهرباء (مشهد الطفلة وهي تحمل الماء في قنينات من خمس ليترات من بعيد)
4-وفاة الحوامل نتاج النزيف لغياب مرافق صحية ، ونتاج الوضع في ظروف خطيرة (إشراف مدام العبيدي على الوﻻدة مجبرة بعد استيقاظ انسانيتها و امحاء الفروق الاجتماعية نتاج تراجع بريق ماركاتها العالمية (وشاح ديورالحريري) امام هول الواقع الملموس بينها و بين الفلاحة الفقيرة التي فتحت لها بيتها و استضفتها اعترافا بالجميل لزوجها السياسي الذي يبدو يساريا -من سياق السرد عل الاقل – يحشد النزر القليل من الدعم للساكنة المحرومة مما خلد ذكره كولي صالح في وعي الفتاة و أمها(كان الله يعمرها دار تقول الفتاة ).
5- بعد المدارس عن السكان و سيادة ثقافة ذكورية تسيد التمييز ضد تمدرس الفتيات و تؤنث الجهل. (البنات تيخرجو فالسادس تقول الفتاة)
6-سيادة الرشوة و الفساد في صفوف نخب القطاع العام الذين يغادرون مقرات عملهم الأصلية لتقديم خدمات مؤدى عنها لمرتفقين يدفعون أكثر (تقوم مدام العبيدي بارشاء أحد النوادل بأحد الفنادق الذي سيدلها على جحفل من أطباء الاختصاصات ، ليتدفق البسطاء للاستفاذة من العلاج في لقطة لا تخلو من ظلال قصة روبين هود العالمية.
7-غياب سيارات الاسعاف العمومية و المجانية لنقل المرضى الى أقرب مستشفى لتلقي العلاج (استعمال جرار بعد صراع مضني لنقل الرضيعة لأقرب مركز حضري).
بعد نهاية الفيلم ذو السرد الخطي، اخترقتني مشاعر متضاربة ، فقلت في نغسي أن هاجس الاضحاك و النزعة الغرائبية دفعت المخرجة للمبالغة في بعض المواقف (نوم المرأة القروية وأبنائها و الضيوف في غرفة واحدة الى جانب الخراف ) .لكن إذا كان الفن يعبر أحيانا عن الواقع المعيش فإن ركح الحياة لا يقارن بنسخة عنه مهما بلغت احترافية الفنان؟! وهكذا عاد الواقع للتعبير عن نفسه بكل قوة و عنف، يقذفنا بحقيقتنا المرة كبلد ثالثي فيه بقع ضوء كثيرة لكن سواد الفوارق المجالية و الاجتماعية في كل مناحي الحياة لا يزال باديا يحدق فيك اينما وليت وجهك .
وهكذا غادرت إديا عالمنا ، فتاة صغيرة بريئة تعرضت لحادث سقوط عارض بينما كانت تحتفي بالربيع في قرية تزكي ، عمالة تنغير ، جنوب شرق البلاد لعدم كفاية الوسائل الطبية بالمستشفى الإقليمي لنفس المدينة ، ذات الأربع مئة كيلومتر ،يقطنها مليون مواطن مما حدى بالأب بالسغر في اتجاه المدن المجاورة اي الرشيدية ثم فاس ، لتسلم اديا الروح لتأخر تشخيص النزيف الداخلي الذي ألم بها لغياب تجهيزات الفحص.الواقع ابشع من الفيلم فالضحية في الفيلم (المرأة الحامل فقيرة وزوجها عامل بسيط نزح الى المدينة بحثا عن لقمة العيش )ماتت في صمت كما يموت الكثيرمن فقراء البلد لكن اديا طفلة تقطن قرية قريبة نسبيا من مستشغى اقليمي لكن ذلك لم يمنع الكارثة . وهكذا فاديا عنوان قضية المساواة و العدالة المجالية في بلد خط في وثيقته الدستورية الخيار الديمقراطي و ربط المسؤولية بالمحاسبة في المقدمة فهل من ربط للفكر بالممارسة ؟
مطلب العدالة المجالية في كل الخدمات ذات الصلة بضمان كرامة الإنسان كانسان ضرورة ملحة ستظل روح اديا تجسيدا لها تطاردالمستفيدين ، وكذا الصامتين عن تدمير و تفكيك الخدمات العمومية من صحة وتعليم وسائر الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المكتسبة.
محمد البوبكري -ورزازات
جمعوي و اعلامي مواطن