محمد الأحمدي – زاكورة نيوز
في الوقت الذي تعيش فيه أفقر جهة بالمغرب ، عزلة حقيقية بسبب التساقطات الثلجية المهمة التي عرفتها جميع أقاليم الجهة و أدت إلى انقطاع عدد من الطرق والمسالك، وانقطاع الكهرباء وشبكة الهاتف والأنترنيت بعدد من القرى، و في الوقت الذي تُرسل نداءات الاستغاثة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لإنقاذ محاصرين هنا وهناك و من بينهم أزيد من 60 من الرحل بينهم أطفال ورضع، تحاصرهم الثلوج بين “إملشيل” وجماعة “أسول” التابعة لإقليم تنغير.
في هذا الوقت بالذات يتواجد السيد الحبيب الشوباني رئيس الجهة بمدينة الرباط في عطلة إن صح التعبير ،فالحقيقة هي أن السيد الشوباني في عطالة و خارج التغطية عن ما يقع بتراب الجهة.
غيابه في هذا التوقيت بالضبط ،الذي تعرف فيه الجهة ظروفا مناخية استثنائية ، تميزت بتساقط الأمطار و الثلوج و موجة من البرد القارس، و استمرار محاصرة عدة سكان بالقرى و المداشر و في أعالي الجبال التابعة للجهة، و انهيار المنازل و الدور فوق رؤوس أصحابها ، ناهيك عن محاصرة الثلوج للمسافرين أيضا،كل هذا و معالي الرئيس مصر على التواجد بمدينة الرباط في هذه الظروف و في هذا التوقيت و في هذه الظرفية، مما جعل ما يسمى بمجلس جهة درعة تافيلالت غائبا تماما عن مجهودات السلطات المحلية و المجتمع المدني لفك العزلة و مساعدة الساكنة المتضررة.
بكل بساطة السيد الشوباني يفضل التواجد بين الأصدقاء و الخلان من أصحاب النفوذ و الجاه و المشاريع و مهندسي الصفقات العمومية ، و الاستمتاع بدفء العاصمة الإدارية ، على أن يتواجد بالجهة الفقيرة و بين سكانها الطيبين البسطاء الذين لا يفقهون لغة البزنيس و الصفقات ، أولئك الذين أوصلوه لكرسي الرئاسة و تنكر لهم .
فبتعبير أخر يقول الشوباني لساكنة الجهة ” موتوا بغيظكم أيها الحاقدون ، فحقدكم لن يزيد سيادتي كرئيس للجهة إلاَّ التفافًا وتلاحمًا و التصاقا بالكرسي حول قيادتي الحكيمة و الرشيدة للجهة” و ”لي ما عجبو حال ينطح راسو مع حيط” ، فالشوباني على ما يبدو ستوافيه المنية فوق كرسي رئاسة الجهة ”ولو طارت معزة”، هي لن تطير أبدا لانها من سابع المستحيلات، لأنه بكل بساطة نسخة مصغرة لبوتفليقة جهة درعة تافيلالت .
ما نقوله للشوباني ،إن التغيير يبدأ من النفس ، و الإصلاح إصلاح الإرادات لا إصلاح الإيرادات ، و أنت على ما يبدو منشغل أكثر بتنمية إيراداتك و ثروتك الخاصة ، سيما و أنك تعتقد في قرارة نفسك أنك غير مطالب بتقديم التوضيحات و الحساب لساكنة الجهة ، فمتى تتدخل وزارة الداخلية لوضع حد لهذا الفراغ القاتل الذي تعيشه أفقر جهة بالمغرب ؟.