زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
بقلم ذة: مريم زينون
لن يختلف اثنان في قطاع التربية والتعليم على أن الإشكالية التي تكمن وراء المد الثوري لشغيلة القطاع بالصورة التي يحدث بها الآن بعد طول ممانعة في الانفتاح على مشاكلهم من قبل المسؤولين هو ثمرة لسياسة تدبيرية ، مفادها الهيمنة المركزية في ممارسة السلطة الإدارية بمقياس سياسي رغم الخسائر المتكبدة داخل القطاع بسبب أساليب العمل النظرية المتفصلة عن الواقع المشوب بالتقهقر الوظيفي وتضخم الاستبداد في ممارسة السلطة التراتبية، إلى الحد الذي بدت فيه أسرة التعليم بكل أطيافها في السنوات الأخيرة تعيش نوعا من التضييق على حريتها في رسم علاقة منتجة بينها وبين المجتمع المدني على إيقاع الاحترام المتبادل والجدية في تقدير دور ومهمة رجل التعليم ..
لقد غدت سياسة التنكيل برجل التعليم نازلة سياسية تترجم شرعية التحكم التقليدي في الانفراد بالقرارات والتقزيم من قيمته المادية والمعنوية بعيدا عن فلسفة الحوار التشاركي كمدخل ديمقراطي للإصلاح في المقام الأول ،غير أنه ما يحدث من تجاهل في الاعتراف الأخلاقي بحقوق الشغيلة التعليمية يعد انزلاق في التجربة الديمقراطية للهياكل الحكومية بشكل عام وللوزارة الوصية بشكل خاص على قاعدة النهوض بالتنمية الوطنية مادام التعليم أحد رافعاتها الدستورية الأساسية وبحكم أن دولة القانون تستند على الديمقراطية كإرادة وظيفية لمواكبة النهوض بالمجتمع، وهذا ما يشجع على تنامي الإحساس بفقدان الثقة في المستقبل المهني لدى الشغيلة التعليمية مع الإحساس بالخوف من مواجهة الحاضر المليء بالقلق والتحطيم الكلي للكفاءات المهنية مع إرغامها بشكل غير مباشر على التراجع في الإنجازات التربوية والاحتماء بخيارات التقوقع الذاتي تحت مسلمة ” اجزم تسلم ” لينتهي بها المطاف إلى القطيعة التربوية والاجتماعية داخل المنظومة التعليمية قهريا وليس إراديا ، لذلك لن تكتمل سياسة الإصلاح أمام عدم التوازن القائم داخل قوى النظام الوظيفي للقطاع وأمام حالة الاحتقان العام الذي تشهده هاته القوى أمام الإصرار على قطع سبل الحوار مع التمثيليات النقابية على مقتضى القواعد الدستورية في سيرورة البناء الديمقراطي…
من هنا وجب التساؤل شرعيا هل ستستفيد الوزارة الوصية من الإصلاح أمام توقف مواردها المحركة لدواليب منظومتها على أرض الواقع الاجتماعي ؟ أم أن ثورة الكرامة ستنجح في خلق انقلاب شامل للوضعية المأساوية التي بات يشهدها واقع التعليم بالمغرب ؟؟؟
(..ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) ص الله العظيم
