زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
كل عاقل سليم التفكير يدرك الآن على أن المثل القائل بأن” ليس كل ما يدعي المرء صوابا ” ينطبق على ما يجري في الحسيمة وضواحيها .فبعد أن أصرت بعض الأبواق المدفوعة على تضليل الرأي العام الوطني والدولي وحرصت أشد الحرص على الاختباء تحت يافطة السلمية والاحتجاج الحضاري من أجل كسب تعاطف الناس وإضفاء الشرعية على كل أعمالهم اللاقانونية والتخريبية، هاهي الصورة أصبحت الآن أكثر وضوحا لكل أولئك الذين انحازوا تعصبا أو تعاطفا أو كرها أو انتقاما لما يدعى بالحراك الشعبي في الريف، بل إن الصورة أصبحت الآن جلية للأعداء قبل الأصدقاء على أن كل الشعارات الواهية والخطابات الزائفة لنشطاء الاحتجاج ومن يساندهم ويحركهم ماهي إلا غطاء لحقد دفين وتعصب أعمى وعقدة الانتقام وطموح التفرقة.
كل عقلاء العالم الآن يدركون أن السبب الرئيسي وراء التعنت في إطالة أمد الاحتجاجات والتماطل في توهج فتيل المظاهرات ليس وليد عدم اكتراث الحكومة وكافة أجهزة الدولة بالانكباب على تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية للساكنة ولا حتى الإلتفاف حول الوعود التي أعطيت للسهر على تفعيل المشاريع الكبرى المتوقفة وإطلاق أخرى مهيكلة، بل الدافع الحقيقي وراء تأجيج الوضع واستمرار الاحتقان في الحسيمة وضواحيها مرده إلى خيبة أمل وصدمة الماسكين الحقيقيين بزمام الأمور لهذا الحراك إزاء التفاعل الايجابي للسلطات والنية الصادقة والإرادة الراسخة لدى الحكومة من أجل تحقيق كل المطالب المشروعة للمحتجين وكذا إلى عودة الهدوء نسبيا إلى الحياة اليومية في تلك المناطق والتي يراهن عليها أعداء الوطن من أجل جر القوات العمومية إلى فقدان أعصابها واستعمال القوة المفرطة للركوب على ذلك وتسويق صور مغلوطة عن المغرب الذي ما فتئ يضرب به المثل كنموذج لدولة صاعدة واعدة وكرمز للدول النامية الطامحة إلى المزيد من ترسيخ الصرح الديمقراطي وإرساء أسس حقيقية لدولة الحق والقانون واحترام المؤسسات.
ففي الوقت الذي تقوم القوات العمومية في الحسيمة بواجبها في السهر على أمن وسلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم ويشهد لها كل الملاحظين الموضوعيين والمراقبين الدوليين المحايدين بضبط للنفس وحرفية عالية وتعامل ذكي مع المحتجين يقوم هؤلاء ويرددون بألسنتهم شعارات السلمية والتحضر من جهة ويطلقون العنان من جهة أخرى لما يملكون وما يخبؤون من أحجار وعصي وهراوات وقارورات وشتى أنواع الأدوات الغير المشروعة من اجل إلحاق الأذى والضرر البليغ بالقوات العمومية وجرها إلى استعمال القوة وملاحقتهم عبر الأزقة والشوارع وبالتالي تصوير هاته المشاهد ونشرها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الرأي العام وتوهيمه بحصار السكان وقمع المحتجين وتخريب ممتلكاتهم وتكسير منازلهم.
سقط القناع أخيرا عن شعار السلمية وسقطت معه مصداقية الاحتجاج وانكشفت حقيقة المحرضين ونفض الغبار على نواياهم الحقيقية وراء تأجيج الوضع في الحسيمة ونواحيها، إنها أهداف غير معلنة صراحة ومآرب تخريبية ترمي إلى أن تعم الفوضى ويستفحل الاحتقان لكي يتسنى لهم المطالبة باستقلال الريف عن المركز وهذا ما لن يتحقق أبدا ولن يتقبله المغاربة قاطبة.
صور حصرية من الحسيمة ..
