“أنا حر يا زوربا؟
كلا لست حرا …
كل ما في الأمر أن الحبل المربوط في عنقك أطول من حبال الاخرين !” (كزانتاكيس/ زوربا).
نحن لسنا أحراراً بملء إرادتنا ولا عبيدا بملء خاطرنا ! فقد يحدث أن يهبك الخالق عقلا وقلبا وأطرافا لكنها مستصدرة بأعراف سلفية،
يَحْدُثُ أن تدخلك قبلة في الفضاء العام الى غياهب السجون وقد تطير بك إلى عالم المثل،
ويحدث أن يكون اختلافك عن الأخر إعداما دنيويا تعيشه كل لحظة،
ويحدث أن تتمرد عن القبيلة فتكون قد انتحرت،
ويمكنك أن تتمرد! وتصبح سواء نجحت أو فشلت خارجا عن القانون والعرف والتقاليد.”
ويمكن أن تفعل ما تريد لكن إن “بليتم فستترواْ”،
ويمكن أن تأتي بك الأقدار في بقعة جغرافية تفتقر لأبسط الضروريات والحاجيات مما يفرض عليك حزم حقائبك (إن تأتى لك ذلك طبعا) من أجل رحلة يوم كامل تاركا وراءك وصية وداع،
ويحدث أن تفكر فتكفر، وتتكلم فيتهمونك بالجنون،
يَحْدُثُ أن تُحْدِثَ رشفة ماء زلزالا مجتمعيا تنبعث فيه محاكم التفتيش بجلباب رسمي.
فإلى متى؟
يصبح كأس ماء في درجة حرارة 46 جريمة تسلب فيها الحريات؟
إلى متى يخول للأنا التدخل في حياة الغير؟
إلى متى يحارب الناس بالناس؟
لماذا لا يمكننا التعايش باختلافاتنا المتعددة؟
لماذا لا يمكن للمغربي أن يفعل ما يريد بغض النظر عن التقاليد والأعراف؟
إلى متى تظل الحرب أفقية بين الفقير والفقير؟
ولماذا هذا التعظيم للصوم مقارنة بعبادات أخرى؟
ولماذا لا تتم معاقبة كل شخص يريد أن يكره الناس على اعتناق ما يَعتنقه؟
وما نتيجة إيداع مواطن السجن فقط لأنه أفطر أحد رمضانات عُمره؟ هل سيتعوّد على الإفطار بقوة، أم سينصلِح حاله في السجن، أم سيُدفع إلى مزيد من الإيمان، أم سيتخرّج مجرما من السجن، أم سيتم إثقال أسرته بمصاريف الزيارة، أم سيتم تعمير السجون بأناس لا يتوفرون على الشخصية الجُرمية ويُترَك المجرمون الذين يشكلون خطرا على اقتصاد وسياسية وأمن المجتمع؟
عزيز السكري