جمعية الاعلام والثقافات تطلق الحملة الرقمية “واضح وباين”

يأتي السياق العام لهذه الحملة في اطار العمل الجبار الذي قامت به الحركة النسوية وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان في اطار تطور حقوق المرأة المكتسبة على المستوى القانوني والتشريعي في السنوات العشرين الماضية؛ إلا أن هذا ليس كافيا للحد من وطأة القيود الثقافية والاجتماعية التي تواجهها النساء والفتيات في مجتمعنا، قيود يُحددها ويُعززها الرجال كاستجابة للبنية البطريركية التي تتجدد مع كل جيل جديد.

فالمجتمع المغربي قائم على نظام أبوي يسعى إلى مَؤْسسة علاقات هيمنة الرجال على النساء.وتكريس ثقافة اللامساواة بين الجنسين ,ومن هنا فان مسألة تعزيز وحماية حقوق النساء ينبغي أن تظل أولوية وطنية بالنسبة للمغرب من خلال سياسة تربوية وتعليمية تعزز نموذجا لمجتمع قائم على المساواة، حيث يتمتع الرجال والنساء بنفس الحقوق؛ وكذلك عبر مقاربات تحسيسية مستمرة منذ سن مبكرة، مع إيلاء اهتمام خاص للرجال والأطفال الذكور.

بما أن قضية حقوق المرأة هي مسألة تخص الرجال، فإن جمعية الإعلام والثقافات منذ سنة 2014، قادت مشروع “تحالف الرجال من أجل المساواة الفعلية بين الجنسين“، وذلك من خلال مناداة الرجال وتوعيتهم عن طريق الحملات الرقمية على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

من الفعل إلى التربية

من خلال الحملة الأولى “نظرة واحدة وحقوق متساوية” في 2015، التي قمنا بها مع الشباب رجالا ونساء على شبكات التواصل الاجتماعي ، تم التركيز على ضرورة الاشتغال على أشكال الذكورة من خلال تحسيس الرجال لرفع مستوى وعيهم بالبناء الثقافي للهويات الجندرية المهيمنة والتي لها عواقب وخيمة على حياة الرجال والأطفال الذكور، والتى تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق المساواة وتمكين النساء من حقوقهن.

رهان الذكورة والنظام الأبوي

تتباين أنماط التنشئة الاجتماعية بين النساء والرجال داخل المجتمع المغربي البطريركي، وذلك من تصنيف الجنسين على اساس تخصيص كل جنس بمجموعة من السمات والأدوار والمهام التي يجسدها الأفراد. هذا التمايز والتصنيف يؤدي الى خلق ترتيب هرمي لصالح الذكر وبروز مجموعة “الرجال” الاجتماعية التي تدعم علاقة الهيمنة واستغلال النساء.

خطوة عبر الأقران

في إطار هذه الحملة الرقمية، سيقوم تحالف الرجال من أجل المساواة بين الجنسين إلى إدارة مجموعة من وقفات التبادل والنقاش عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، وذلك اعتمادا على مجموعة من الأدوات والآليات التحسيسية الممتعة، من أجل بناء بيان حجاجي قوي يمكن لمستخدمي الإنترنت استعماله في بناء وتفكيك علاقتهم بهوياتهم الجندرية. وتهدف هذه المقاربة أيضا إلى رفع مستوى الوعي بين الرجال من أجل الحد من المقاومة التي يعاني منها النساء وتتصادم معها عملية تنفيذ وتطوير حقوقهن الإنسانية.

هيكلة الحملة

تم تصور حملة “واضح وباين” و\ذلك من خلال تسطير هدفين اساسيان : من جهة، توعية الشباب من اجل تسليط الضوء على النماذج الاجتماعية والصور النمطية والإشكالات المتعلقة بأنماط الذكورة داخل المجتمع المغربي، من أجل المساهمة في التغيير وتكييف النماذج الاجتماعية والثقافية نحو نظام قيمي مساواتي يشمل ويحترم التنوع والحقوق الإنسانية للجميع. من جهة أخرى، تفعيل النقاش حول إلغاء الآليات القانونية التي تعيق المساواة. لهذا قمنا باختيار عبارة “واضح وباين“، لتوضيح اسم الحملة، لأننا نود الكشف عن المعوقات التي تواجه الرجال والنساء في المغرب وفي نفس الوقت تسليط الضوء على البداهات الاجتماعية والثقافية التي تتجلى في الممارسات الفعلية.

إن المواضيع السبع التي تم اختيارها، سيتم عرضها بطريقة ممتعة وتفاعلية، من خلال التركيز على قضايا جوهرية وهي : العنف ضد المرأة، مسألة إلغاء المادة 490 و 491 من القانون الجنائي، زواج القاصرات، تفكيك الصور النمطية والأحكام المسبقة، التحرش الجنسي والولوج للفضاء العام، وأخيرا مساءلة قضية التربية في المغرب بكل وضوح وجلاء.

مقاربة تحسيسية جديدة

على الرغم من صعوبة الوقوف امام النظام الأبوي السائد وإشراك الرجال والأطفال الذكور في السياسات والبرامج والمشاريع التي تهدف إلى الحد من الفوارق بين الجنسين وتحقيق مساواة النوع. فإن جمعية الإعلام والثقافات عبر تحالف الرجال من أجل المساواة بين الجنسين، باشرت بالاشتغال على عمل ريادي في المنطقة من خلال الثقافة والإعلام كوسائط للتحسيس والتوعية. في هذه الصدد، تم تصور الحملة في إطار مقاربة ثلاثية البعد عبر 7 حملات فرعية لمدة 15 يوما لكل منها، وذلك خلال الفترة الممتدة من 25 نوفمبر إلى 8 مارس 2017:

الخطوة التشاركية عن طريق تنفيذ وبث سلسلة من 7 رسومات متحركة حول شخصية “الموسطاش” من خلال 7 مواضيع محددة.

مساهمة ذوي الخبرة والرأي من 7 شخصيات، مع القيام بـ 7 مقابلات مصورة تسمح بتوضيح المعارف والقناعات حول المجتمع المغربي.

التفكير والعمل بشكل مختلف من خلال إطلاق نداء وطني في آخر الحملة من أجل مساواة فعلية، والتي ستأخذ شكل نص يتم تقديمه للتوقيع من طرف المواطنين والمواطنات عن الطريقة المتعارف عليها، ولكن أيضا من خلال دعوة مستخدمي الإنترنت إلى القيام بفيديو أو سلفي شخصي برسالة عنوانها “واضح وباين المساواة الآن“.