الخميس , مارس 27 2025

على هامش إمتحانات الباكالوريا

لجأ المسؤولون عن التربية والتعليم ببلادنا إلى طرق ووسائل  لمعالجة ظاهرة الغش في الإمتحانات أقل ما يقال عنها أنها وسائل لن تساعد في حل المشكل.فالوزارة بلجوئها إلى الأساليب الزجرية الترهيبية من خلال تثبيث كامرأت مراقبة في بعض المرافق التي سيتم فتح الاظرفة فيها ومرافق أخرى من المؤسسات التعليمية التي ستجرى بها الامتحانات. ومطالبة التلاميد بتوقيع التزام .يلتزمون من خلاله بتحمل مسؤوليتهم في حالة ضبطهم متلبسين بالغش .

هذا الالتزام يسائل الوزارة والمسؤولين على القطاع حول فشلهم في تبني استراتيجية تبني على مقاربة تعاقدية منذ بداية المواسم الدراسية ، مقاربة تستحضر مجموعة من القيم التي يجب العمل على ترسيخها  لدى جميع المتدخلين في العملية التعليمية  . هذه القيم ستغنيهم عن اجراءات زائدة ومكلفة . قد يكون لها ( بل إن لها ) آثار سلبية وتبعات .من خلال تبني  مقاربات أمنية وإجراءات زجرية ترهيبية لن تزيد التلميذ إلا تمرد أو إرهابا وتخويفا.  ستجعله يعتبر الامتحان إذ ذاك مرحلة عصيبة يعيش فيها أقصى حالات الاستنفار وحالات توتر . مرحلة يهابها  المجد وغير المجد.

وعلى العكس من ذلك فإن جميع النصائح التي يقدمها خبراء التنمية البشرية خلال دورات الاستعداد للإمتحان. هي خلو الذهن من أي مشوشة كيفما كان . وضرورة الراحة النفسية والبعد عن التوتر.

المسؤولون بهذه الإجراءات فكأنما يضربون عرض الحائط هذه النصائح . ويحكمون على فشل المنظومة في ترسيخ القيم التي تعتبر إحدى غايات الفعل التربوي.

فلا يعقل أن نجد  حراسا ومراقبين على تلاميذ تشبعوا بقيم إيجابية . ثلاميذ  مقتنعون أن أي عملية غش ماهي الا بناء بدون أساس.  بناء للبنات غير مثينة  معرض للانهيار في أي لحظة. وستكون له آثار سلبية  في بناء الأسرة والمجتمع .وبالتالي بناء الوطن.

لقد عرفت السنوات الماضية تسريبات رغم إجراءات الوزارة محاربة الظاهرة. ومايميز تسريبات السنة الماضية أنها تمت قبل وصول الامتحان إلى القسم وهو شيء مختلف تماما عن الغش (داخل القسم ).وهذه الواقعة تعكس عمق الأزمة . إذ لا يتعلق الأمر بالتلاميذ . بل يتجاوزها إلى المشرفين على العملية . ولحد الآن لم نسمع عن نتاءج البحث الذي أعلن عنه آنذاك. ! الغش يحيلنا في هذه الواقعة على مصطلح أقبح منه . إنه الفساد.

نعم انه الفساد الذي ينادي الجميع بمحاربته.  والحرب لازالت مستمرة . الكل يحارب الفساد حسب تعريفه له وحسب ما يراه هو فسادا. مما يعطي الانطباع أن الفساد صعب هزيمته.

إن محاربة ظاهرة الغش يجب ان تتم من خلال اعتماد إصلاح  يخاطب في جوهره العقل عبر سعيه إلى ترسيخ قيم تغني عن أي إجراءات قد تكلفنا غاليا. عبر

بلورة مشروع بيداغوجي تربوي تشاركي يستهدف إدماج التلاميد و الأساتدة و الإدارة التربوية وجميع المتدخلين في العملية التعليمية  على السواء من داخل الفصل و من داخل المؤسسات المشرفة والشريكة  على قيم النزاهة و الإعتماد على النفس و تجنب الإتكالية و الغش و التزوير…

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *