الأربعاء , سبتمبر 18 2024
أخبار عاجلة

غير داوي (الحلقة الخامسة) قهوة مع العامل الصمودي-الأخيرة- الحلقة السادسة ديال الرّايْس إن شاء الله

يونس الشيخ

…اقترب آدان صلاة المغرب بتوقيت الدار البيضاء الكبرى والنواحي، عندها فكرت في تلخيص كلامي والاستعانة بما قلّ ودلّ.

  • يونس: السيد العامل، واش ممكن نكون معاكم صريح أكثر؟

– العامل الصمودي: غير تكلّم أ سي يونس، حنا هنا غير باش نتكلمو بصراحة.

– السيد العامل، “بزاف ديال النساء لأسباب مختلفة، ماتو ف مستشفى الدراق”، بْلاماَ نتكلم على التوائم وما قبلهم…، وأنتم تعرفون كل التفاصيل، وكلما حاولت الساكنة نسيان حالة تظهر حالة جديدة. ولا أحتاج اليوم إلى مزيد من التوضيح.

بعض المراكز الصحية بالإقليم مغلقة، وأغلب المراكز المفتوحة منها لا تغْني عن التوجه إلى المستشفى الذي يوجه مرضاه إلى ورزازات أو مراكش، وبعض النساء الحوامل في تاكونيت مثلا يتم توجيههن إلى امحاميد الغزلان، ثم منها إلى زاكورة… ” غادي يخرج ليا العقل، غير نسكت واقيلا، حيث واخا نهضر حتى نعيا غادي يجي نهار نعاود فيه هاذ الكسيطة” قلتها في نفسي وأنا أزيل نظاراتي (راني ماشي عور بلغة الشارع، غير نظارات للحماية).

قررت الاستمرار في الكلام، لأنه “ممكن تكون هاذي آخر فرصة نتلاقا فيها العامل”.

– السيد العامل، هناك أطر طبية وشبه طبية بزاكورة تغيب عن مواقعها لمدد طويلة، وأنا متأكد أن ذلك بتواطؤ مع الإدارة، ومستعد للبحث والكشف عن الأسماء، وهناك نقابيين يستفيدون من امتيازات معنوية وتنعكس على مادياتهم طبعا، ولن أجد صعوبة في تقديم الأسماء إذا استدعت الضرورة ذلك.

هناك أطر يتناوبون على مواقعهم بزاكورة دائما، ومنهم من يقضي شهرا كاملا خارج المدينة، يعمل بمصحة خاصة بأكادير أو بمراكش أو غيرهما من المدن، وأستطيع البحث وكشف الأسماء وعناوين المصحات ومواقيت عملهم بها وعناوين سكناهم أيضا.

هناك مدارس بدون أساتذة، وأخرى بدون ماء ولا كهرباء، وهناك قاعات مدرسية بدون نوافذ. ولا تسألوني عن العناوين لأنها قريبة من المدينة.

أعرف أن بعض المسؤولين سيقولون: “كايخربق هاذ خْيْنا”؛ سأقول لهم: أكبر “مخربق” هو المسؤول الذي يظل في مكتبه يخطط ويقرر لمؤسسات لا يزورها ولا يراها، بينما بعض الأساتذة يقطعون عشرات الكيلومترات تحت الشمس الحارقة أو في البرد القارس، وعلى طريق غير معبدة في القرن الـ 21.

أستاذي الصمودي، هناك الكثير من الذين يجاملونك داخل الإقليم وبينهم مسؤولون ومنتخبون، في وقت يقولون العكس تماما عندما يلتقون في لقاءاتهم الخاصة أو داخل منازلهم، أو في المقاهي أو الملاهي…

وبما أنني “مَازَال ما مْسْتعد نْدخُل للحْبس” فإنني سأكتفي ببعض الجُمل؛ هناك من يصفك بـ “رمز فساد عهد سابق بالإقليم”، ومنهم من يسخر من بعض قراراتك أو كلماتك، وبينهم منافقون يشيدون بكلامك في وجودك، بينما يعتقدون ويقولون العكس تماما في غيابك، “أنا وْنتا عارف”، لأنه مهما وصلنا وامتلكنا من القوة والجرأة والصدق… فلن نستطيع امتلاك رضى ودعم الناس جميعا.

كل هذا الكلام لن ينفع في شيء، أعرف ذلك سيدي العامل، غير أنه إذا كانت لكم إرادة صادقة ونية حسنة في تغيير أحوال الناس بزاكورة إلى الأفضل، فانتظروا الجزاء من الله وحده، وكل هذه المقالات والجمل والأفكار لن تفيد “الله يغبّر يا وليها الشقف”، لكنني أتمنى أن أسمع عن قرارات أو خرجات من طلاف المسؤول الأول بالإقليم، تُدخل السرور في نفوس الناس.

ولأنها الحلقة الأخيرة من “قهوة مع العامل الصمودي” فإنني أجدد التأكيد للجميع أنكم لن تروني يوما أمام باب العمالة، ولن تعرفوا متى سأزور أو أغادر زاكورة، ولن أتدخل أو أطلب يوما عملا أو منفعة، لي أو لأحد أقاربي أو أصدقائي، كما يفعل بعض النقابيين والحقوقيين والإعلاميين في بلدي العزيز المغرب، ولن أقبل ظرفا ماليا ولا هدية صغيرة أو كبيرة، ولا حتى تكريما من أي جهة كانت بزاكورة.

ولأنني سأنهي هذه “القهوة” التي لم ولا ولن أهدف منها غير توجيه رسالة غير مُشفرة ولا ملغومة، رسالة صادقة، نظيفة، من القلب إلى كل مسؤولي زاكورة، أتوسل إليكم اليوم، أرجوكم أن تنظروا في ملفات وقضايا سكان تلك المنطقة العزيزة فأمور الناس على رقابكم.

سيدي العامل، تقبلوا فائق احترامي، و”ماتدّيش عليا، راني غير درّي صغير”، وأرجو ألا تفهموا من كلامي أنني أوجه إليكم نصيحة، أو لدي نية سيئة، وأدعوكم بكل صدق إلى أن تلتقطوا رسائل ملك البلاد، وأن تنهجو نهج قائد عظيم أحترمه وأعزه كثيرا هو الملك محمد السادس “طبعا الوِسام لمن يستحقه، ولن أطلبه يوما”.

سيدي العامل، “والله ما باقي نعاود، ما تقلّقش راني عارف مرة مرة كانكتب وراسي سخون، ولكن عذرني لأن الناس ف زاكورة عندهم الموت ديال الحرارة وماكاين لا ما لا ضو، وكاين بزاف ديال المشاكل، واخا زاكورة من أجمل المناطق وكانفتاخر بانتمائي ليها”.

أقسم  أنني بكيت قبل أن أكمل هذا الكلام، وأتذكر أنني كلما زرت زاكورة أسعد بكل الإصلاحات التي عرفتها، كما أنني أتحسر وأتألم للفساد الذي يحارب من أجل نفسه ومصالحه المقيتة، ومن أجل توسعه في وقت تزداد فيه معاناة الناس.

  • “يونس، فيق راه أدّنات المغرب”، على صوت والدتي أستيقظ، في انتظار أن تنعم أمي الكبيرة “زاكورة” بطاعة واحترام وجدية عمل مسؤوليها وأبنائها، سأظل أقول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

 

انتظرونا كل اثنين في سلسلة “غير داوي”، الحلقة المقبلة سنبدأ حوارا متخيلا مع السيد رئيس المجلس البلدي لزاكورة. وسّع قشّابْتك شويا يا أستاذي اوعرى. الله الموفق.

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *