الجمعة , مارس 28 2025

فدوى الزياني تكتب..رب المسافات الطويلة

فدوى الزياني تكتب: رب المسافات الطويلة

في الجنة التي سأنالها بالضرورة
جراء ما مرَّ بي من سوء
حين ننتهي من كل هذا
لن أكون بكاءة إلى الحد الذي أُغرق فيه
رأس الحبّ في بركة مالحة
ولأن الحب ربّ النساء
ولأن الشِّعر رسوله الأخرق
ولأن الشغف يختنق إذا ما وصل إلى الاحتراق
ولأن الإقلاع من الأرض يتطلب خفة كبيرة
ولأن عيبي “وهم الصادقين”
كلما دخنت
أعترف بحب الشهوة لا المشتهى
هذا ما أجيد فعله كامرأة تطلب
أن لا تترك على الطريق
تسفّ الدخَّان والحصى وتلعن بقايا الرجال

***

كيف يستقيم الكذب في رأس جهازه العصبي مشوش
أكثر من نهر يجاور شلالا؟
كيف تستريح المتاهة في جسد تم هجره مرارا
كيف نستطيع حزم الوجع
وإلقاءه دفعة واحدة في فم الجحيم
كيف يجِبُّ الحبّ حباٌّ قبله
وينمو من على أشواكنا صبَّار آخر

***

هذا العضو الذي
نسيت الملائكة زرعه في مكان بارز
حتى نتحسس وجعه أو نستأصله
سأفعل به مثلما تفعل النساء البدائيات
لن أهجره برسالة على الواتساب
أو على كرسي في مقهى
لن أغيره ببديل تبرع به صاحبه قبل الموت
بكل طاقتي الكونية سأعالجه
بالأعشاب بالتمائم
بضمادات الخل والنعناع
أربط رأسه بمنديل لأخفف صَدْعَه
أقنعه بالخرافة فيمضي إلى القناعة
أقدم له الحقيقة بدلا من الوعود
أفتح له النوافذ و الجدران
و أضع في يده كلّ المفاتيح
حتى المفتاح الصدئ تحت السجادة
جناحين هذا ما سأمنحه كإله وأخبره
لا تخف باصغيري
لا فائدة للسماء بدون أجنحة
***

الحبّ لا يعلّق على شمَّاعة
ولا يربط إلى قائمة سرير
مثل عاشق مازوشي
افتح الأشياء عن آخرها
الأماكن المفتوحة لا تحتاج إلى تأويل
لا تبسط له ذراعك ليتكئ مكورا على ذاته
لا تمنحه يدك ليتبع الظلّ
لا تصفر عليه ليثب إليك محركا أذنيه
ولا تداعب فروه حتى يتمرغ على الأرض
قدر الحبّ أن يمضي وتمضي معه
دون حاجة إلى التفكير في العودة
قدر النهر أن يشقّ بطن الأرض مرة واحدة
وقدر الحبّ في مدينتي
أن يخبأ مثل زجاجة نبيذ في كيس ورقي
كما قدرنا نحن النساء أن تحرم علينا الثمالة

****

لم تموت فينا كل الأشياء
إلا الرجفة الخضراء لعشبة الحبّ؟
ما الدليل على وجود الحبّ؟
لست أعلم ولا تلقوا في وجهي بالاسئلة
فأنا لم أكن يوما إلها.
كل الذي أعرفه
تلك الحاجة الملحّة
أن تتقلص عضلاتي ويرتفع ظهري مثل هرة
كلما تذكرت يد حبيبي
يده التي تجرّ يدي إلى الاتجاهات الأربعة
في زمن واحد.

***

الحب، أن تقول شيئا فاجرا و لا تخجل
الحبّ أن تُحِبَّ أن تُحِبّْ
وكل حبّ سيأتي اعتبره الأخير
الحبّ أن تبلع قبضة رمل وتمجّ الوقت إلى حلقك
الحبّ أن تزرع وردة في مقبرة ستكون يوما بيتك
الحبّ أن يكون جسدك آلة تشيللو ويد الحبّ قوسك
الحبّ، هذا الشيء الذي فوق الزمن
فوق الأسماء
حسنا لنفترض أننا انتهينا منه
أليس بوسعنا شراء سنوات خضراء باردة
من السوبر ماركت لأجل تأبينه؟

***
سأدعوك لسكرة أخيرة
لرقصة أخيرة
يدي على قلبك
يدك على ظهري
ستستلّ خنجر الحبّ
لنفعلَها بصواب هذه المرة
نصفُ القلبِ لك و النصفُ الآخر للألم
أما الجسد المعطوب، دعه للخراب
سيصبح فزاعة ذات شأن في قصيدة شاعر عظيم.

***

ولأن آخر حاسة تموت هي السمع
كل ليلة سأردد اعترافا أخيرا
يارب المسافات الطويلة
ها أنا أتبع صوت الحبّ
ابتغاء وجه الحبّ و لا أدري متى أصل؟.

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *